حديث: طلب ثوب من ثياب النبي للكفن والصلاة على المنافق
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (٨٠)﴾
ﷺ ثوبا من ثيابه تكفنني فيه، ومره يصلي علي، فقال عبد: يا رسول الله! قد عرفت شرف عبد الله، وأنه أمرني أن أطلب إليك ثوبا نكفنه به، وأن تصلي عليه، فأعطاه ثوبا من ثيابه، وأراد أن يصلي عليه، فقال عمر: يا رسول! قد عرفت عبد الله ونفاقه، أتصلي عليه وقد نهاك الله أن تصلي عليه؟ قال: «وأين؟» قال: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً﴾ قال رسول الله ﷺ: «فإني سأزيده» فأنزل الله عز وجل ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ﴾ [سورة التوبة: ٨٤] وأنزل الله ﴿سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ [سورة المنافقون: ٦]. قال: ودخل رجل على رسول الله ﷺ، فأطال الجلوس، فخرج النبي ﷺ ثلاثا، لكي يتبعه، فلم يفعل، فدخل عمر، فرأى الرجل، فعرف الكراهية في وجه رسول الله ﷺ بمقعده، فقال: لعلك آذيت النبي ﷺ، ففطن الرجل، فقام، فقال النبي ﷺ: «لقد قمت ثلاثا لتتبعني، فلم تفعل» فقال: يا رسول الله! لو اتخذت حاجبا، فإن نساءك لسن كسائر النساء، وهو أطهر لقلوبهن، فأنزل الله عز وجل ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا﴾ [سورة الأحزاب: ٥٣] فأرسل رسول الله ﷺ إلى عمر، فأخبره بذلك قال: واستشار رسول الله ﷺ أبا بكر وعمر في الأسارى، فقال أبو بكر: يا رسول الله! استحيي قومك، وخذ منهم الفداء، فاستعن به. وقال عمر بن الخطاب: اقتلهم. فقال: «لو اجتمعنا ما عصيناكم» فأخذه رسول الله ﷺ بقول أبي بكر، فأنزل الله عز وجل ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [سورة الأنفال: ٦٧] قال: تْم نزلت: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ﴾ إلى آخر الآيات فقال عمر: تبارك الله أحسن الخالقين، فأنزلت ﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ [سورة المؤمنون: ١٤].
حسن: رواه الطبراني في الكبير (١١/ ٤٣٨ - ٤٣٩)، والبيهقي في الدلائل (٥/ ٢٨٨)، والضياء في المختارة (١٠/ ١٦٠ - ١٦٢) كلهم من حديث بشر بن السري، ثنا رباح بن أبي معروف المكي، عن سالم بن عجلان الأفطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
![عن ابن عباس: أن عبد الله بن أبي قال له أبوه: أي بني اطلب لي من رسول الله
ﷺ ثوبا من ثيابه تكفنني فيه، ومره يصلي علي، فقال عبد: يا رسول الله! قد عرفت شرف عبد الله، وأنه أمرني أن أطلب إليك ثوبا نكفنه به، وأن تصلي عليه، فأعطاه ثوبا من ثيابه، وأراد أن يصلي عليه، فقال عمر: يا رسول! قد عرفت عبد الله ونفاقه، أتصلي عليه وقد نهاك الله أن تصلي عليه؟ قال: «وأين؟» قال: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً﴾ قال رسول الله ﷺ: «فإني سأزيده» فأنزل الله ﷿ ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ﴾ [سورة التوبة: ٨٤] وأنزل الله ﴿سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ [سورة المنافقون: ٦]. قال: ودخل رجل على رسول الله ﷺ، فأطال الجلوس، فخرج النبي ﷺ ثلاثا، لكي يتبعه، فلم يفعل، فدخل عمر، فرأى الرجل، فعرف الكراهية في وجه رسول الله ﷺ بمقعده، فقال: لعلك آذيت النبي ﷺ، ففطن الرجل، فقام، فقال النبي ﷺ: «لقد قمت ثلاثا لتتبعني، فلم تفعل» فقال: يا رسول الله! لو اتخذت حاجبا، فإن نساءك لسن كسائر النساء، وهو أطهر لقلوبهن، فأنزل الله ﷿ ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا﴾ [سورة الأحزاب: ٥٣] فأرسل رسول الله ﷺ إلى عمر، فأخبره بذلك قال: واستشار رسول الله ﷺ أبا بكر وعمر في الأسارى، فقال أبو بكر: يا رسول الله! استحيي قومك، وخذ منهم الفداء، فاستعن به. وقال عمر بن الخطاب: اقتلهم. فقال: «لو اجتمعنا ما عصيناكم» فأخذه رسول الله ﷺ بقول أبي بكر، فأنزل الله ﷿ ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [سورة الأنفال: ٦٧] قال: تْم نزلت: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ﴾ إلى آخر الآيات فقال عمر: تبارك الله أحسن الخالقين، فأنزلت ﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ [سورة المؤمنون: ١٤]. عن ابن عباس: أن عبد الله بن أبي قال له أبوه: أي بني اطلب لي من رسول الله
ﷺ ثوبا من ثيابه تكفنني فيه، ومره يصلي علي، فقال عبد: يا رسول الله! قد عرفت شرف عبد الله، وأنه أمرني أن أطلب إليك ثوبا نكفنه به، وأن تصلي عليه، فأعطاه ثوبا من ثيابه، وأراد أن يصلي عليه، فقال عمر: يا رسول! قد عرفت عبد الله ونفاقه، أتصلي عليه وقد نهاك الله أن تصلي عليه؟ قال: «وأين؟» قال: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً﴾ قال رسول الله ﷺ: «فإني سأزيده» فأنزل الله ﷿ ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ﴾ [سورة التوبة: ٨٤] وأنزل الله ﴿سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ [سورة المنافقون: ٦]. قال: ودخل رجل على رسول الله ﷺ، فأطال الجلوس، فخرج النبي ﷺ ثلاثا، لكي يتبعه، فلم يفعل، فدخل عمر، فرأى الرجل، فعرف الكراهية في وجه رسول الله ﷺ بمقعده، فقال: لعلك آذيت النبي ﷺ، ففطن الرجل، فقام، فقال النبي ﷺ: «لقد قمت ثلاثا لتتبعني، فلم تفعل» فقال: يا رسول الله! لو اتخذت حاجبا، فإن نساءك لسن كسائر النساء، وهو أطهر لقلوبهن، فأنزل الله ﷿ ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا﴾ [سورة الأحزاب: ٥٣] فأرسل رسول الله ﷺ إلى عمر، فأخبره بذلك قال: واستشار رسول الله ﷺ أبا بكر وعمر في الأسارى، فقال أبو بكر: يا رسول الله! استحيي قومك، وخذ منهم الفداء، فاستعن به. وقال عمر بن الخطاب: اقتلهم. فقال: «لو اجتمعنا ما عصيناكم» فأخذه رسول الله ﷺ بقول أبي بكر، فأنزل الله ﷿ ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [سورة الأنفال: ٦٧] قال: تْم نزلت: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ﴾ إلى آخر الآيات فقال عمر: تبارك الله أحسن الخالقين، فأنزلت ﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ [سورة المؤمنون: ١٤].](img/Hadith/hadith_12496.png)
شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإن هذا الحديث العظيم الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما يجمع عدة وقائع نبوية كان لها أثر في تشريع أحكام قرآنية، وسأشرحه جزءًا جزءًا مع بيان الدروس والعبر المستفادة منه.
أولاً. شرح المفردات:
● عبد الله بن أبي: هو رأس المنافقين في المدينة.
● تكفنني فيه: أي تجعلني فيه كفناً عند موتي.
● نفاقه: خبث باطنه وإظهاره غير ما يخفيه.
● فسطن الرجل: أي انتبه وأدرك.
● حاجباً: أي شخصاً يحجب عن النبي من يدخل عليه بغير إذن.
● يُثخِن في الأرض: أي يبالغ في القتل ويشتد على العدو.
ثانياً. شرح الحديث:
ينقسم الحديث إلى أربع وقائع:
الواقعة الأولى: طلب عبد الله بن أبي الصلاة عليه والكفن:
طلب عبد الله بن أبي من ابنه أن يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم ثوباً يكفن فيه وأن يصلي عليه إذا مات. فلما طلب ابنه ذلك من النبي أعطاه ثوباً من ثيابه وأراد الصلاة عليه، فاعترض عمر بن الخطاب رضي الله عنه مستدلاً بقوله تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة:80]. فأخبر النبي أنه سيزيد على السبعين، فأنزل الله تعالى: {وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ} [التوبة:84]، وكذلك قوله: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [المنافقون:6].
الواقعة الثانية: نزول آية الحجاب:
دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فأطال الجلوس، وخرج النبي ثلاث مرات ليعطيه إشارة بالانصراف فلم يفهم، فلما دخل عمر وعرف الكراهية في وجه النبي، وبَّه الرجل فنبهه، فاقترح الرجل على النبي أن يتخذ حاجباً، فنزلت آية الحجاب: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ} [الأحزاب:53].
الواقعة الثالثة: فداء أسرى بدر:
استشار النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر في أسارى بدر، فأشار أبو بكر بأخذ الفداء، وأشار عمر بالقتل، فأخذ النبي برأي أبي بكر، فنزل قوله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} [الأنفال:67].
الواقعة الرابعة: قول عمر "تبارك الله أحسن الخالقين":
عندما نزل قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ} [المؤمنون:12] إلى آخر الآيات، قال عمر: "تبارك الله أحسن الخالقين"، فنزلت الآية موافقة لقول عمر: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون:14].
ثالثاً. الدروس المستفادة:
1- بيان خطر النفاق وعقوبة المنافقين: حيث حرم الله الصلاة عليهم والاستغفار لهم.
2- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع المنافقين: حيث كان يعاملهم باللين أحياناً لعلهم يهدون.
3- فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفقهه: حيث وافقه القرآن في عدة مواضع.
4- أهمية المشورة في الأمور العامة: كما في قصة أسارى بدر.
5- التأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم وبيوته: كما في نزول آية الحجاب.
6- أن القرآن نزل بلغة العرب: وأن قول الصحابة قد يوافق اللفظ القرآني.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذه الوقائع ذكرها ابن عباس رضي الله عنهما لبيان كيف كانت تنزل الآيات مشيرة إلى أحداث واقعية.
- يستفاد من الحديث أن الصحابة كانوا شديدي الحرص على الدين وحماية النبي من أي أذى.
- الواقعة الأخيرة تدل على فضل عمر وأنه من المقربين الذين يوافق قولهم الوحي.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل رباح بن أبي معروف المكي؛ فإنه حسن الحديث.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 648 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 623 المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه
- 624 خذ ما أعطيت من غير أن تسأل فكل وتصدق
- 625 رسول الله ﷺ يعطي صفوان بن أمية مائة من النعم
- 626 رسول الله ﷺ يعطي الرجل وغيره أحب إليه خشية أن...
- 627 يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان يمرقون من الإسلام
- 628 المجاهد في سبيل الله والمكاتب الذي يريد الأداء والناكح الذي...
- 629 الصدقة على من عليه دين
- 630 تحملت حمالة فأتيت رسول الله أسأله فيها
- 631 الصدقة لا تحل لغني إلا لخمسة
- 632 ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا ولا أكذب ألسنة
- 633 قول مخشي بن حمير لوددت أني أقاضي على أن يضرب...
- 634 لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع
- 635 أخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع
- 636 المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا
- 637 المؤمنون في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد
- 638 جنتان من فضة وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما
- 639 أنا أعطيكم أفضل من ذلك أحل عليكم رضواني
- 640 رضواني أكبر
- 641 لئن كان هذا الرجل صادقًا لنحن أشر من الحمير
- 642 إنه سيأتيكم إنسان، فينظر إليكم بعيني شيطان، فإذا جاء فلا...
- 643 علامات المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا...
- 644 الذين يلمزون المطوعين في الصدقات
- 645 عبد الرحمن بن عوف جاء بأربعين أوقية من ذهب
- 646 عمر يأخذ بثوب النبي عند الصلاة على عبد الله بن...
- 647 إني خيرت فاخترت، لو أعلم أني إن زدت على السبعين...
- 648 طلب ثوب من ثياب النبي للكفن والصلاة على المنافق
- 649 نار بني آدم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم
- 650 إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة
- 651 أعظم نعمة أن لا أكون كذبت رسول الله ﷺ
- 652 خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا تجاوز الله عنهم
- 653 تخلف عشرة رهط عن النبي في غزوة تبوك
- 654 تخلف ستة عن رسول الله في تبوك
- 655 اللهم صل على آل أبي أوفى
- 656 إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار
- 657 يتلقى الرحمن الصدقة بيده ويربيها
- 658 عن أناس من الأنصار بنوا مسجدًا ضرارًا وأبو عامر يذهب...
- 659 مسجد أسس على التقوى هو مسجد المدينة.
- 660 مسجد أسس على التقوى هو مسجد الرسول
- 661 نزلت في أهل قباء: كانوا يستنجون بالماء
- 662 ائذن لي بالسياحة، قال: إن سياحة أمتي الجهاد
- 663 يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك...
- 664 قال لأبي طالب: قل لا إله إلا الله أشهد لك...
- 665 استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي
- 666 استغفار الأحياء للأموات حتى نزلت الآية
- 667 عن رجل يستغفر لأبويه وهما مشركان
- 668 يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة...
- 669 خروج المسلمين إلى تبوك في قيظ شديد
- 670 تخلف كعب بن مالك عن غزوة تبوك
- 671 الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة
- 672 لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم
معلومات عن حديث: طلب ثوب من ثياب النبي للكفن والصلاة على المنافق
📜 حديث: طلب ثوب من ثياب النبي للكفن والصلاة على المنافق
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: طلب ثوب من ثياب النبي للكفن والصلاة على المنافق
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: طلب ثوب من ثياب النبي للكفن والصلاة على المنافق
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: طلب ثوب من ثياب النبي للكفن والصلاة على المنافق
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, December 17, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








