حديث: كيفية صلاة النبي ﷺ التي صلى لنا بالمدينة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (٦٣)﴾

عن أبي مالك الأشعري أنه جمع قومه فقال: يا معشر الأشعريين اجتمعوا
واجمعوا نساءكم وأبناءكم، أعلمكم صلاة النبي ﷺ التي صلى لنا بالمدينة فاجتمعوا، وجمعوا نساءهم وأبناءهم، فتوضأ وأراهم كيف يتوضأ، فأحصى الوضوء إلى أماكنه حتى لما أن فاء الفيء، وانكسر الظل قام، فأذن فصف الرجال في أدنى الصف، وصف الولدان خلفهم، وصف النساء خلف الولدان، ثم أقام الصلاة، فتقدم فرفع يديه وكبر، فقرأ بفاتحة الكتاب وسورة يسرهما، ثم كبر فركع فقال: سبحان الله وبحمده ثلاث مرار، ثم قال: سمع الله لمن حمده، واستوى قائما، ثم كبر، وخر ساجدا، ثم كبر فرفع رأسه، ثم كبر فسجد، ثم كبر فانتهض قائما، فكان تكبيره في أول ركعة ست تكبيرات، وكبر حين قام إلى الركعة الثانية، فلما قضى صلاته أقبل إلى قومه بوجهه، فقال: احفظوا تكبيري، وتعلموا ركوعي وسجودي؛ فإنها صلاة رسول الله ﷺ التي كان يصلي لنا كذي الساعة من النهار.
ثم إن رسول الله ﷺ لما قضى صلاته أقبل إلى الناس بوجهه فقال: «يا أيها الناس اسمعوا واعقلوا، واعلموا أن لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم، النبيون والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله». فجثى رجل من الأعراب من قاصية الناس، وألوى بيده إلى نبي الله ﷺ فقال: يا نبي الله ناس من الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله انعتهم لنا حلِّهم لنا، - يعني صفهم لنا، شكلهم لنا - فسُرَّ وجه رسول الله ﷺ لسؤال الأعرابي، فقال رسول الله ﷺ: «هم ناس من أفناء الناس ونوازع القبائل، لم تصل بينهم أرحام متقاربة تحابوا في الله وتصافوا، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور، فيُجلسهم عليها فيجعل وجوههم نورا، وثيابهم نورا، يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون، وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون».

حسن: رواه أحمد (٢٢٩٠٦) - والسياق له -، وعبد الله بن المبارك في الزهد (٧١٤)، وابن جرير في تفسيره (١٢/ ٢١٢) كلهم من طريق عبد الحميد بن بهرام الفزاري، قال: حدثنا شهر بن حوشب، حدثنا عبد الرحمن بن غَنْم، أن أبا مالك الأشعري جمع قومه فذكره.

عن أبي مالك الأشعري أنه جمع قومه فقال: يا معشر الأشعريين اجتمعوا
واجمعوا نساءكم وأبناءكم، أعلمكم صلاة النبي ﷺ التي صلى لنا بالمدينة فاجتمعوا، وجمعوا نساءهم وأبناءهم، فتوضأ وأراهم كيف يتوضأ، فأحصى الوضوء إلى أماكنه حتى لما أن فاء الفيء، وانكسر الظل قام، فأذن فصف الرجال في أدنى الصف، وصف الولدان خلفهم، وصف النساء خلف الولدان، ثم أقام الصلاة، فتقدم فرفع يديه وكبر، فقرأ بفاتحة الكتاب وسورة يسرهما، ثم كبر فركع فقال: سبحان الله وبحمده ثلاث مرار، ثم قال: سمع الله لمن حمده، واستوى قائما، ثم كبر، وخر ساجدا، ثم كبر فرفع رأسه، ثم كبر فسجد، ثم كبر فانتهض قائما، فكان تكبيره في أول ركعة ست تكبيرات، وكبر حين قام إلى الركعة الثانية، فلما قضى صلاته أقبل إلى قومه بوجهه، فقال: احفظوا تكبيري، وتعلموا ركوعي وسجودي؛ فإنها صلاة رسول الله ﷺ التي كان يصلي لنا كذي الساعة من النهار.
ثم إن رسول الله ﷺ لما قضى صلاته أقبل إلى الناس بوجهه فقال: «يا أيها الناس اسمعوا واعقلوا، واعلموا أن لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم، النبيون والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله». فجثى رجل من الأعراب من قاصية الناس، وألوى بيده إلى نبي الله ﷺ فقال: يا نبي الله ناس من الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله انعتهم لنا حلِّهم لنا، - يعني صفهم لنا، شكلهم لنا - فسُرَّ وجه رسول الله ﷺ لسؤال الأعرابي، فقال رسول الله ﷺ: «هم ناس من أفناء الناس ونوازع القبائل، لم تصل بينهم أرحام متقاربة تحابوا في الله وتصافوا، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور، فيُجلسهم عليها فيجعل وجوههم نورا، وثيابهم نورا، يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون، وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النفيس الذي رواه أبو مالك الأشعري رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● فاء الفيء: رجع الظل وزاد بعد الزوال
● انكسر الظل: صار للشمس ظل بعد الزوال
● يسرهما: سورة خفيفة غير طويلة
● جثى: جلس على ركبتيه
● ألوى بيده: أشار بيده
● انعتهم لنا: صفهم لنا وعرّفنا أوصافهم
● أفناء الناس: من مختلف القبائل والأصول
● نوازع القبائل: من انقطع عن قبيلته أو نزع منها
● يتصافوا: يتعاملون بالصدق والإخلاص

ثانيًا. شرح الحديث:


الجزء الأول: تعليم الصلاة
جمع أبو مالك الأشعري قومه ليعلمهم صلاة النبي ﷺ العملية، فبيّن لهم:
1- كيفية الوضوء بتفصيل دقيق حتى "أحصى الوضوء إلى أماكنه"
2- ترتيب الصفوف: الرجال ثم الصبيان ثم النساء، وهذا من هدي النبي ﷺ في الترتيب
3- كيفية الصلاة:
- التكبيرات: ست تكبيرات في الركعة الأولى
- القراءة: الفاتحة وسورة خفيفة
- التسبيح في الركوع: "سبحان الله وبحمده" ثلاث مرات
- الاعتدال من الركوع بقول: "سمع الله لمن حمده"
- السجود والاعتدال منه مع التكبير
4- الحث على حفظ هيئة الصلاة كما رآها من النبي ﷺ
الجزء الثاني: فضل المتحابين في الله
بعد الصلاة، بشر النبي ﷺ بأعظم بشرى لأمة خاصة من عباده:
● وصفهم: ليسوا بأنبياء ولا شهداء، لكنهم يغبطهم الأنبياء والشهداء
● أصولهم: من مختلف القبائل، لا تجمعهم روابط قرابة
● رابطهم: التحاب في الله والتعامل بالإخلاص والصدق
● جزاؤهم:
* منابر من نور يوم القيامة
* وجوههم وثيابهم نور
* لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
* الأمن من فزع يوم القيامة

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- وجوب تعلم صلاة النبي ﷺ كما هي، والعمل على تعليمها للناس
2- أهمية الترتيب في الصفوف كما بينه النبي ﷺ
3- استحباب التسبيح في الركوع ثلاث مرات
4- فضل التحاب في الله الذي يرفع العبد إلى أعلى الدرجات
5- أن أعمال القلوب من محبة الله وإخلاص العمل له أعظم من الروابط الدنيوية
6- البشرى للمتحابين في الله بنيل أعلى المنازل يوم القيامة
7- جواز السؤال عن أمور الدين والاستفسار عما يُشكل، كما فعل الأعرابي

رابعًا. فوائد إضافية:


- هذا الحديث من أبلغ الأحاديث في بيان صفة صلاة النبي ﷺ العملية
- فيه الحث على الاجتماع على الخير والتعلم الجماعي
● ابتسام النبي ﷺ للسائل يدل على جواز إظهار السرور بأسئلة المتعلمين
● التحاب في الله من أعظم القربات التي يغبط عليها أصحابها
أسأل الله أن يجعلنا من المتحابين فيه، والمقتدين بنبيه ﷺ في صلاته وأخلاقه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٢٩٠٦) - والسياق له -، وعبد الله بن المبارك في الزهد (٧١٤)، وابن جرير في تفسيره (١٢/ ٢١٢) كلهم من طريق عبد الحميد بن بهرام الفزاري، قال: حدثنا شهر بن حوشب، حدثنا عبد الرحمن بن غَنْم، أن أبا مالك الأشعري جمع قومه فذكره. وإسناده حسن من أجل الكلام في شهر بن حوشب.
ورواه أحمد (٢٢٨٩٤)، والطبراني في الكبير (٣/ ٣٢٩) كلاهما من حديث عبد الرزاق - وهو في المصنف (٢٠٣٢٤) - عن معمر، عن ابن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن أبي مالك فذكره.
وشهر بن حوشب لم يدرك أبا مالك الأشعري.
ورواية عبد الحميد بن بهرام هي المحفوظة؛ لأنه كان ألزم الناس لشهر بن حوشب.
ورُويَ عن بعض السلف: إن أولياء الله هم الذين يُذكر الله لرؤيتهم.
وقوله: ﴿لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾ أي في المستقبل، ﴿وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ أي من الماضي، بل على ربهم يتوكلون، وقد جاء في التنزيل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٣٠) [فصلت: ٣٠].

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 682 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كيفية صلاة النبي ﷺ التي صلى لنا بالمدينة

  • 📜 حديث: كيفية صلاة النبي ﷺ التي صلى لنا بالمدينة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كيفية صلاة النبي ﷺ التي صلى لنا بالمدينة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كيفية صلاة النبي ﷺ التي صلى لنا بالمدينة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كيفية صلاة النبي ﷺ التي صلى لنا بالمدينة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب