حديث: لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (١١)﴾

عن جابر قال: سرنا مع رسول الله ﷺ في غزوة بطن بواط، وهو يطلب المجدي بن عمرو الجهني، وكان الناضح يعتقبه منا الخمسة والستة، والسبعة، فدارت عقبة رجل من الأنصار على ناضح له، فأناخه، فركبه، ثم بعثه، فتلدّن عليه بعض التلدن، فقال له: شأ، لعنك الله. فقال رسول الله ﷺ: «من هذا اللاعن بعيره؟» قال: أنا يا رسول الله. قال: «انزل عنه، فلا تصحبنا بملعون، لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم».

صحيح: رواه مسلم في الزهد (٣٠٠٩) من طرق عن حاتم بن إسماعيل، عن يعقوب بن مجاهد أبي حزرة، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا، فكان أول من لقينا أبا اليسر صاحب رسول الله ﷺ فذكر الحديث.

عن جابر قال: سرنا مع رسول الله ﷺ في غزوة بطن بواط، وهو يطلب المجدي بن عمرو الجهني، وكان الناضح يعتقبه منا الخمسة والستة، والسبعة، فدارت عقبة رجل من الأنصار على ناضح له، فأناخه، فركبه، ثم بعثه، فتلدّن عليه بعض التلدن، فقال له: شأ، لعنك الله. فقال رسول الله ﷺ: «من هذا اللاعن بعيره؟» قال: أنا يا رسول الله. قال: «انزل عنه، فلا تصحبنا بملعون، لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا، مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: سرنا مع رسول الله ﷺ في غزوة بطن بواط، وهو يطلب المجدي بن عمرو الجهني، وكان الناضح يعتقبه منا الخمسة والستة، والسبعة، فدارت عقبة رجل من الأنصار على ناضح له، فأناخه، فركبه، ثم بعثه، فتلدّن عليه بعض التلدن، فقال له: شأ، لعنك الله. فقال رسول الله ﷺ: «من هذا اللاعن بعيره؟» قال: أنا يا رسول الله. قال: «انزل عنه، فلا تصحبنا بملعون، لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم».

1. شرح المفردات:


● بطن بواط: مكان بين مكة والمدينة.
● المجدي بن عمرو الجهني: أحد أشراف قبيلة جهينة، وكان النبي ﷺ يريد دعوته للإسلام أو تأمين الطريق.
● الناضح: البعير الذي يستقى عليه الماء، ويُستخدم للركوب أيضًا.
● يعتقبه: يركبه الناس بالتناوب.
● دارت عقبته: جاء دوره في الركوب.
● أناخه: أبركه ليَركبه.
● بعثه: حثه على السير.
● تلدن عليه: تمرد وتثاقل في المشي.
● شأ: كلمة زجر للإبل (أي تحرك أو انطلق).
● لعنك الله: دعاء عليه بالطرد من رحمة الله.

2. شرح الحديث:


كان النبي ﷺ وأصحابه في غزوة بطن بواط، وكانوا يتناوبون ركوب الإبل بسبب قلة عددها، حيث كان يركب البعير الواحد خمسة أو ستة أو سبعة أشخاص بالتناوب. فلما جاء دور رجل من الأنصار، ركب بعيره وحثه على السير، لكن البعير تمرد وتثاقل في المشي، فغضب الرجل وقال له: "شأ" (أي انطلق)، ثم دعا عليه بقوله: "لعنك الله".
فسمع النبي ﷺ هذه الدعوة، فاستنكر ذلك واستفهم عن الفاعل، فقال الرجل: "أنا يا رسول الله". فأمره النبي ﷺ بالنزول عن البعير قائلاً: «انزل عنه، فلا تصحبنا بملعون»، أي لا ترافقنا وفي رفقتك بعير ملعون دعوت عليه بلعنة قد تستجاب. ثم علَّم النبي ﷺ أصحابه أدب الدعاء، ونهاهم عن الدعاء على أنفسهم أو أولادهم أو أموالهم، لأن الدعاء قد يوافق ساعة إجابة فيستجاب فيه الدعاء، فيندم الإنسان حينئذ.

3. الدروس المستفادة:


● تحريم الدعاء باللعنة على الحيوان أو الإنسان بغير حق: فاللعنة طرد من رحمة الله، ولا ينبغي للمسلم أن يدعو بها إلا على من يستحقها شرعًا كالكفار والمحاربين لله ورسوله.
● النهي عن الدعاء على النفس أو الأهل أو المال: لأن الدعاء قد يستجاب فيضر الداعي نفسه.
● الحذر من ساعات الإجابة: فقد يكون الدعاء في وقت تستجاب فيه الدعوات، فيتحقق ما دعا به الإنسان وهو لا يشعر.
● التأدب مع الله في الدعاء: فيدعو المسلم بالخير لنفسه وأهله وماله، ولا يدعو بالشر؛ لأن الدعاء مخ العبادة.
● الرفق بالحيوان: فالحديث يظهر أهمية الرفق بالدواب وعدم ضربها أو لعنها إذا قصرت في العمل.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- فيه بيان عظمة النبي ﷺ في تربيته لأصحابه، حيث كان ينهاهم عن كل قول أو فعل غير لائق.
- يستفاد منه أن الدعاء على الآخرين قد يعود بالضرر على الداعي إذا كان الملعون قريبًا منه أو تحت مسئوليته.
- ينبغي للمسلم إذا غضب أن يعوذ بالله من الشيطان، ويتمالك نفسه، ولا يتلفظ بما يندم عليه.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزهد (٣٠٠٩) من طرق عن حاتم بن إسماعيل، عن يعقوب بن مجاهد أبي حزرة، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا، فكان أول من لقينا أبا اليسر صاحب رسول الله ﷺ فذكر الحديث. ثم قال: «ثم مضينا حتى أتينا جابر بن عبد الله في مسجده ... فذكر الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 672 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم

  • 📜 حديث: لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب