حديث: عن أناس من الأنصار بنوا مسجدًا ضرارًا وأبو عامر يذهب إلى قيصر.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (١٠٧) لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (١٠٨)﴾

عن ابن عباس أن قوله: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا﴾ هم أناس من الأنصار، ابتنوا مسجدا، فقال لهم أبو عامر: ابنوا مسجدكم، واستعدوا بما استطعتم من قوة، وسلاح. فإني ذاهب إلى قيصر ملك الروم، فآتي بجند من الروم فأُخرج محمدا وأصحابه.

حسن: رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٦/ ١٨٧٨) عن أبيه، عن أبي صالح، ثنا معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس أن قوله: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا﴾ هم أناس من الأنصار، ابتنوا مسجدا، فقال لهم أبو عامر: ابنوا مسجدكم، واستعدوا بما استطعتم من قوة، وسلاح. فإني ذاهب إلى قيصر ملك الروم، فآتي بجند من الروم فأُخرج محمدا وأصحابه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الحديث الذي أشرت إليه يتعلق بقصة نزلت فيها آيات من القرآن الكريم، وهي قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهُ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [التوبة: 107].
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث معتمدًا على كتب أهل السنة والجماعة:


1- شرح المفردات:
● ضِرَارًا: أي بني المسجد بقصد الإضرار بالمسلمين وإيذائهم.
● كُفْرًا: أي كان بناء المسجد وسيلة للكفر والمعصية.
● تَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ: أي لتفريق جماعة المسلمين وإحداث الشقاق بينهم.
● إِرْصَادًا: أي مرصَدًا أو كمينًا لمن حارب الله ورسوله.
● أبو عامر: هو أبو عامر الراهب (وكان يسمى "الفسيق" لفسقه)، وكان منافقًا عدواً للإسلام.


2- شرح الحديث:
روى الإمام البخاري ومسلم وغيرهما هذه القصة عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهي تتلخص في الآتي:
- كان هناك رجل من الأنصار يسمى أبو عامر الراهب (وكان قد تنصّر قبل الإسلام وأظهر العداء للنبي صلى الله عليه وسلم).
- جماعة من المنافقين في المدينة (منهم أبو عامر) أرادوا أن يبنوا مسجدًا بقصد الضرر والتآمر على المسلمين.
- قال أبو عامر لهؤلاء المنافقين: "ابنوا مسجدكم، واستعدوا بما استطعتم من قوة وسلاح، فإني ذاهب إلى قيصر ملك الروم، فآتي بجند من الروم فأخرج محمدًا وأصحابه".
- هدفهم من بناء المسجد كان:
● ضِرَارًا: لإيذاء المسلمين والتفريق بينهم.
● كُفْرًا: ليكون مركزًا للتآمر والكفر.
● تفريقًا بين المؤمنين: ليصرفوا الناس عن مسجد قباء والمسجد النبوي.
● إرصادًا: أي مكانًا للكمين والعدوان على المسلمين.
- عندما علم النبي صلى الله عليه وسلم بنيتهم الخبيثة، أمر بهدم المسجد وتحريقه، ونزلت الآية تكشف حقيقتهم.


3- الدروس المستفادة:
● كشف نوايا المنافقين: القرآن والسنة يكشفان مخططات الأعداء ونواياهم الخبيثة.
● وجوب إخلاص النية في العبادة: فالمساجد تُبنى لعبادة الله فقط، لا للمكر والكيد.
● الحذر من الفتنة والتفريق بين المسلمين: فالمؤمنون أمة واحدة، ويجب الحفاظ على وحدتهم.
● العبرة بالنيّة والعمل: فالعمل قد يبدو صالحًا في الظاهر، ولكن إذا قُصد به الإضرار والكفر، فهو مردود على صاحبه.
● وجوب موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين والمنافقين: فلا يجوز للمسلم أن يتخذ أعداء الله أولياء.


4- معلومات إضافية:
- هذه القصة وقعت في السنة التاسعة للهجرة، عند عودة النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك.
- المسجد الذي بُني ضرارًا كان في منطقة "قباء" بالمدينة المنورة.
- أبو عامر هرب إلى الروم ومات هناك على الكفر، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.
- الآيات التي نزلت في شأن هذا المسجد (التوبة: 107-110) تحذر من اتخاذ المساجد للكيد والضرر.

الخاتمة:
هذا الحديث يعلمنا أن الإسلام يهتم بنقاء النية وإخلاص العمل لله، ويحذر من مكر المنافقين وأهل الشر، ويؤكد على ضرورة التمسك بجماعة المسلمين ووحدة صفهم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٦/ ١٨٧٨) عن أبيه، عن أبي صالح، ثنا معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي صالح وهو عبد الله بن صالح كاتب الليث، حسن الحديث.
وأبو عامر هذا هو الراهب الذي تنصر في الجاهلية قبل مقدم النبي ﷺ المدينة، وقرأ علم أهل الكتاب، فلما قدم رسول الله ﷺ المدينة، واجتمع المسلمون عليه، وصارت للإسلام كلمة عالية أظهر العداوةَ والبغضاءَ، وحث أصحابه من أهل المدينة، ببناء هذا المسجد مجاورا لمسجد قباء، ليكون لهم مركزا للتشاور فيما بينهم.
وأما هو فذهب إلى الشام يستنصره على النبي ﷺ، فوعده ملك الشام بجيش وعدة.
فلما فرغوا من بناء مسجدهم أتوا النبي ﷺ، فقالوا: قد فرغنا من بناء مسجدنا، فنحب أن
تصلي فيه، وتدعو لنا بالبركة، فقال النبي ﷺ: «إنا على سفر، ولكن إذا رجعنا إن شاء الله». أي إلى تبوك.
فلما قفل من تبوك راجعا إلى المدينة، ولم يبق بينه وبينها إلا يوم أو بعض يوم نزل عليه الوحي: ﴿لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾ فبعث رسول الله ﷺ من يهدمه.
قوله: ﴿لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ﴾ قيل: هو مسجد قباء. كما جاء في الصحيح: عن عروة بن الزبير قال: - في قصة هجرته ﷺ: فلبث رسول الله ﷺ في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة، وأسس المسجد الذي أسس على التقوى، وصلّى فيه رسول الله ﷺ، ثم ركب راحلته، فسار يمشي معه الناس حتى بركت عند مسجد الرسول ﷺ بالمدينة ... الحديث.
صحيح: رواه البخاري في مناقب الأنصار (٣٩٠٦) فقال: قال ابن شهاب: فأخبرني عروة بن الزبير، أن رسول الله ﷺ لقي الزبير ....
وهذا موصول بالإسناد الذي قبله (٣٠٩٥) وهو: عن يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، قال ابن شهاب: فأخبرني عروة بن الزبير، أن عائشة زوج النبي ﷺ قالت: فذكرت قصة الهجرة بطولها.
ولذا قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (٧/ ٢٤٣): «هو متصل إلى ابن شهاب بالإسناد المذكور أولا».
ورواه عبد الرزاق (٥/ ٣٥٩) فقال: قال معمر: قال الزهري: أخبرني عروة بن الزبير أنه لقي الزبير ... فذكر قصة الهجرة بطولها.
فالظاهر أنه سمع هذه القصة من عائشة ومن الزبير.
وقيل: إنه المسجد الذي في المدينة كما جاء في الصحيح أيضا:

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 658 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عن أناس من الأنصار بنوا مسجدًا ضرارًا وأبو عامر يذهب إلى قيصر.

  • 📜 حديث: عن أناس من الأنصار بنوا مسجدًا ضرارًا وأبو عامر يذهب إلى قيصر.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عن أناس من الأنصار بنوا مسجدًا ضرارًا وأبو عامر يذهب إلى قيصر.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عن أناس من الأنصار بنوا مسجدًا ضرارًا وأبو عامر يذهب إلى قيصر.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عن أناس من الأنصار بنوا مسجدًا ضرارًا وأبو عامر يذهب إلى قيصر.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب