حديث: قوم من أقناء الناس تصادقوا في الله وتحابوا فيه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (٦٣)﴾

عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «إن لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الشهداء والنبيون يوم القيامة لقربهم من الله تعالى ومجلسهم منه»، فجثا أعرابي على ركبتيه فقال: يا رسول الله صِفْهم لنا، وجَلِّهم لنا، قال: «قوم من أقناء الناس من نُزّاع القبائل، تصادقوا في الله، وتحابوا فيه، يضع الله عز وجل لهم يوم القيامة منابر من نور يخاف الناس ولا يخافون» هم أولياء الله عز وجل ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.

صحيح: رواه الحاكم (٤/ ١٧٠ - ١٧١) عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني، ثنا أحمد بن يونس الضبي بأصبهان، ثنا أبو بدر شجاع بن الوليد قال: سمعت زياد بن خيثمة، يحدث عن أبيه، عن ابن عمر فذكره.

عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «إن لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الشهداء والنبيون يوم القيامة لقربهم من الله تعالى ومجلسهم منه»، فجثا أعرابي على ركبتيه فقال: يا رسول الله صِفْهم لنا، وجَلِّهم لنا، قال: «قوم من أقناء الناس من نُزّاع القبائل، تصادقوا في الله، وتحابوا فيه، يضع الله ﷿ لهم يوم القيامة منابر من نور يخاف الناس ولا يخافون» هم أولياء الله ﷿ ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بهذا الحديث العظيم.

الحديث الشريف:


عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «إن لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الشهداء والنبيون يوم القيامة لقربهم من الله تعالى ومجلسهم منه»، فجثا أعرابي على ركبتيه فقال: يا رسول الله صِفْهم لنا، وجَلِّهم لنا، قال: «قوم من أقناء الناس من نُزّاع القبائل، تصادقوا في الله، وتحابوا فيه، يضع الله عز وجل لهم يوم القيامة منابر من نور يخاف الناس ولا يخافون» هم أولياء الله عز وجل ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.


1. شرح المفردات:


● يغبطهم: الغبطة هي تمني المرء أن يكون له مثل ما للغير من النعمة، دون أن يتمنى زوالها عن صاحبها. وهي غير الحسد.
● جثا أعرابي: جثا يعني جلس على ركبتيه متحمساً للسؤال، والأعرابي هو من سكان البادية.
● صِفْهم لنا، وجَلِّهم لنا: أي بين لنا أوصافهم، وعظم شأنهم لنا.
● أقناء الناس: الأقناء جمع قنو، وهو الفرع من الشجرة، ويقصد بهم أنهم من عامة الناس وليسوا من أشرافهم أو وجوههم.
● نُزّاع القبائل: النزّاع هم الذين ينزعون من قبائلهم المختلفة ويجتمعون في مكان واحد، أي أنهم غرباء لا عشيرة تجمعهم سوى الإيمان.
● تصادقوا في الله، وتحابوا فيه: أي تقابلت صداقتهم ومحبتهم في الله تعالى، لا لأجل غرض دنيوي.
● منابر من نور: المنابر هي المقاعد المرتفعة التي يجلس عليها أهل الشرف، وهي هنا من نور كناية عن علو مكانتهم وتميزها.


2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث عن طائفة مباركة من عباد الله، لم يبلغوا مرتبة النبوة، ولم يستشهدوا في سبيل الله، ولكنهم نالوا منزلة عظيمة عند الله تعالى حتى أن الأنبياء والشهداء - وهم أفضل الخلق - يتمنون أن يكونوا مثلهم يوم القيامة.
وسبب هذه الغبطة هو قربهم من الله تعالى ومجلسهم منه، أي مكانتهم الرفيعة وقربهم من الله في جنات النعيم.
وحين سأل الأعرابيُ النبيَّ ﷺ أن يصف هؤلاء القوم ويمجدهم، بين ﷺ صفاتهم:
* أنهم من عامة الناس وليسوا من وجهائهم: "قوم من أقناء الناس"، فهم غير معروفين بالجاه أو المنصب.
* أنهم غرباء متفرقون: "من نُزّاع القبائل"، يجمعهم مكان واحد أو غرض واحد وليس نسب واحد.
* أن أساس علاقتهم هو الله تعالى: "تصادقوا في الله، وتحابوا فيه"، فصداقتهم ومحبتهم خالصة لوجه الله، لا لأجل مال أو منفعة دنيوية.
ثم بين ﷺ الجزاء العظيم الذي ينتظرهم:
* منابر من نور: وهي مقاعد عالية مضيئة، يجلسون عليها يوم القيامة في مكان بارز يرى لهم جميع الخلائق، وهذا من إكرام الله لهم.
* الأمن من الفزع الأكبر: "يخاف الناس ولا يخافون"، ففي ذلك الموقف العصيب الذي يَفزع فيه الجميع، يكون هؤلاء في أمن وطمأنينة.
* هم أولياء الله حقاً: ثم ختم النبي ﷺ كلامه بتعيين هويتهم الحقيقية، فهم أولياء الله الذين ذكرهم في كتابه بقوله: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [يونس: 62].


3. الدروس المستفادة منه:


1- علو منزلة الأخوة في الله: الحديث يرفع شأن المحبة في الله والصداقة فيه، ويبين أنها من أعظم القربات التي تورث القرب من الله تعالى وترفع الدرجات.
2- القيمة الحقيقية للإنسان بالإيمان: العبرة ليست بالجاه أو النسب أو المركز الاجتماعي ("أقناء الناس")، بل بالتقوى والعمل الصالح، فأولياء الله يمكن أن يكونوا من عامة الناس.
3- فضل الغربة لله: كونهم "نزاع القبائل" يشير إلى فضل الغرباء الذين يثبتون على دينهم عندما يُغْرب، كما في الحديث: «بدأ الإسلام غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء».
4- بيان حقيقة الولاية لله: ولاية الله لا تُنال بالنسب أو بالدعاوى، بل تُنال بالإيمان والتقوى والمحبة الخالصة لله ولأجل الله.
5- البشارة والأمل: الحديث يبعث الأمل في نفوس عامة المسلمين أنهم قادرون بواسطة الإيمان والعمل الصالص أن يبلغوا أعلى الدرجات.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* الحديث: رواه الطبراني في "المعجم الكبير" وقال الهيثمي: "ورجاله رجال الصحيح"، وهو حسن.
* المحبة في الله من أعظم أبواب الخير، وقد قال ﷺ: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله...» وذكر منهم: «رجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه».
* من ثمرات المحبة في الله أن يُجْعل العبد في ظل عرش الله يوم
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الحاكم (٤/ ١٧٠ - ١٧١) عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني، ثنا أحمد بن يونس الضبي بأصبهان، ثنا أبو بدر شجاع بن الوليد قال: سمعت زياد بن خيثمة، يحدث عن أبيه، عن ابن عمر فذكره.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد». انظر للمزيد كتاب الإيمان.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 681 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قوم من أقناء الناس تصادقوا في الله وتحابوا فيه

  • 📜 حديث: قوم من أقناء الناس تصادقوا في الله وتحابوا فيه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قوم من أقناء الناس تصادقوا في الله وتحابوا فيه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قوم من أقناء الناس تصادقوا في الله وتحابوا فيه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قوم من أقناء الناس تصادقوا في الله وتحابوا فيه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب