حديث: إني خيرت فاخترت، لو أعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له لزدت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (٨٠)﴾

عن عمر بن الخطاب أنه قال: لما مات عبد الله بن أبيّ ابن سلول دُعِي له رسول الله ﷺ ليصلى عليه، فلما قام رسول الله ﷺ وثبت إليه، فقلت: يا رسول الله، ﷺ، أتصلي على ابن أبيّ؟ وقد قال يوم كذا كذا وكذا، قال: أُعدِّد عليه قوله، فتبسم رسول الله ﷺ، وقال: «أخِّر عني يا عمر» فلما أكثرت عليه قال: «إني خيرت فاخترت، لو أعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له لزدت عليها» قال: فصلى عليه رسول الله ﷺ ثم انصرف، فلم يمكث إلا يسيرا حتى نزلت الآيتان من براءة ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا﴾ إلى قوله ﴿وَهُمْ فَاسِقُونَ﴾ [سورة التوبة: ٨٤] قال: فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله ﷺ، والله ورسوله أعلم.

صحيح: رواه البخاري في التفسير (٤٦٧١) من طرق عن الليث، حدثني عقيل، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن عمر بن الخطاب، فذكره.

عن عمر بن الخطاب أنه قال: لما مات عبد الله بن أبيّ ابن سلول دُعِي له رسول الله ﷺ ليصلى عليه، فلما قام رسول الله ﷺ وثبت إليه، فقلت: يا رسول الله، ﷺ، أتصلي على ابن أبيّ؟ وقد قال يوم كذا كذا وكذا، قال: أُعدِّد عليه قوله، فتبسم رسول الله ﷺ، وقال: «أخِّر عني يا عمر» فلما أكثرت عليه قال: «إني خيرت فاخترت، لو أعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له لزدت عليها» قال: فصلى عليه رسول الله ﷺ ثم انصرف، فلم يمكث إلا يسيرا حتى نزلت الآيتان من براءة ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا﴾ إلى قوله ﴿وَهُمْ فَاسِقُونَ﴾ [سورة التوبة: ٨٤] قال: فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله ﷺ، والله ورسوله أعلم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه وغيره:

الحديث:


عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: لما مات عبد الله بن أبيّ ابن سلول دُعِي له رسول الله ﷺ ليصلى عليه، فلما قام رسول الله ﷺ وثبت إليه، فقلت: يا رسول الله، ﷺ، أتصلي على ابن أبيّ؟ وقد قال يوم كذا كذا وكذا، قال: أُعدِّد عليه قوله، فتبسم رسول الله ﷺ، وقال: «أخِّر عني يا عمر» فلما أكثرت عليه قال: «إني خيرت فاخترت، لو أعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له لزدت عليها» قال: فصلى عليه رسول الله ﷺ ثم انصرف، فلم يمكث إلا يسيرا حتى نزلت الآيتان من براءة ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا﴾ إلى قوله ﴿وَهُمْ فَاسِقُونَ﴾ [سورة التوبة: ٨٤] قال: فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله ﷺ، والله ورسوله أعلم.


1. شرح المفردات:


● عبد الله بن أبيّ ابن سلول: هو رأس المنافقين في المدينة، وكان له شأن في قومه.
● دُعِي له: طُلِب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي عليه.
● وثبت إليه: أسرعت إليه.
● أُعدِّد عليه قوله: أذكر ما قاله من كلام المنافقين والمعاصي.
● أخِّر عني: ابتعد عني أو كفّ عني.
● خيرت: أُعطيت الخيار.
● السبعين: أي سبعين مرة، أو العدد الكثير.
● جرأتي: جراءتي وشدتي في الكلام.


2. شرح الحديث:


يحكي عمر بن الخطاب رضي الله عنه واقعة موت عبد الله بن أبيّ بن سلول، وهو من كبار المنافقين، وقد طُلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي عليه صلاة الجنازة. فقام النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه، فاعترض عمر بحمية للإسلام وغيرة على النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه تذكر ما قاله ابن أبيّ من كلمات النفاق والأذى لرسول الله والمؤمنين.
فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بأنه قد خُيّر في أمر هذا الرجل: إما أن يستغفر له، أو لا يستغفر، فاختار الاستغفار طمعًا في مغفرة الله له. ثم بين له أن الاستغفار له قد يغفر له إذا زاد على السبعين، مما يدل على رحمة النبي صلى الله عليه وسلم وشفقته حتى على المنافقين.
ثم صلى النبي عليه وسلم عليه وانصرف، وبعد مدة قصيرة نزلت الآية الكريمة في سورة التوبة التي تنهى عن الصلاة على المنافقين، وهي قوله تعالى:
﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ﴾ إلى قوله: ﴿وَهُمْ فَاسِقُونَ﴾.
وفي النهاية يعجب عمر من جرأته على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعترف بأن الله ورسوله أعلم.


3. الدروس المستفادة:


● رحمة النبي صلى الله عليه وسلم وشفقته: حتى على أعدائه والمنافقين، فهو يرجو لهم المغفرة والهداية.
● غيرة الصحابة على الدين: كما ظهر من موقف عمر رضي الله عنه، حيث غار على رسول الله وعلى الإسلام من المنافقين.
● التأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم: فعمر رضي الله عنه ندم على جرأته في الكلام مع النبي، مع أن نيته كانت حسنة.
● أن الشرع يتدرج في التشريع: فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على المنافقين قبل النهي، ثم نزل التحريم بعد ذلك.
● أن الاستغفار للمنافقين لا يجوز بعد نزول الآية: وهذا منسوخ بعد النزول.
● التواضع والعلم: حيث اعترف عمر بأن الله ورسوله أعلم، وهذا من أدب الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تبين نسخ حكم الصلاة على المنافقين، حيث كان جائزًا ثم نُهي عنه.
- عبد الله بن أبيّ بن سلول مات في غزوة بني المصطلق، وكان من أشد المنافقين عداوة للإسلام.
- يستفاد من الحديث أن النية الحسنة لا تبيح المخالفة الشرعية، فلو كان عمر يعلم أن النبي مأمور بالصلاة عليه لما اعترض، لكنه فعل ذلك غيرة على الدين.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٦٧١) من طرق عن الليث، حدثني عقيل، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن عمر بن الخطاب، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 647 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إني خيرت فاخترت، لو أعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له لزدت

  • 📜 حديث: إني خيرت فاخترت، لو أعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له لزدت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إني خيرت فاخترت، لو أعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له لزدت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إني خيرت فاخترت، لو أعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له لزدت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إني خيرت فاخترت، لو أعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له لزدت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب