إذا آتاك الله مالا فلير عليك

حديث: إذا آتاك الله مالا فلير عليك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (٥٩)﴾

عن مالك بن نضلة قال: أتيت رسول الله ﷺ وأنا قشف الهيئة، فقال: «هل لك مال؟» قال: قلت: نعم. قال: «من أي المال؟» قال: قلت: من كل المال من الإبل والرقيق والخيل والغنم. فقال: «إذا آتاك الله مالا، فَلْيُرَ عليك». ثم قال: «هل تنتج إبل قومك صحاحا آذانها، فتعمد إلى موسى فتقطع آذانها، فتقول: هذه بحر، وتشقها، أو تشق جلودها، وتقول: هذه صرم، وتحرمها عليك، وعلى أهلك؟».
قال: نعم، قال: «فإن ما آتاك الله عز وجل لك، وساعد الله أشد، وموسى الله أحد» - وربما قال: «ساعد الله أشد من ساعدك، وموسى الله أحد من موساك». قال: فقلت: يا رسول الله! أرأيت رجلا نزلت به، فلم يكرمني، ولم يقرني، ثم نزلى بي أجزيه بما صنع، أم أقريه؟ . قال: «اقره».

صحيح: رواه أحمد (١٥٨٨٨)، واللفظ له، وأبو داود (٤٠٦٣)، والترمذي (٢٠٠٦)، وابن حبان (٥٤١٦)، والحاكم (١/ ٢٤ - ٢٥ و٤/ ١٨١) كلهم من حديث أبي إسحاق، قال: سمعت أبا الأحوص عوف بن مالك بن نضلة، عن أبيه، قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحاً وافياً وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:

عن مالك بن نضلة قال: أتيت رسول الله ﷺ وأنا قشف الهيئة، فقال: «هل لك مال؟» قال: قلت: نعم. قال: «من أي المال؟» قال: قلت: من كل المال من الإبل والرقيق والخيل والغنم. فقال: «إذا آتاك الله مالا، فَلْيُرَ عليك». ثم قال: «هل تنتج إبل قومك صحاحا آذانها، فتعمد إلى موسى فتقطع آذانها، فتقول: هذه بحر، وتشقها، أو تشق جلودها، وتقول: هذه صرم، وتحرمها عليك، وعلى أهلك؟». قال: نعم، قال: «فإن ما آتاك الله عز وجل لك، وساعد الله أشد، وموسى الله أحد» - وربما قال: «ساعد الله أشد من ساعدك، وموسى الله أحد من موساك». قال: فقلت: يا رسول الله! أرأيت رجلا نزلت به، فلم يكرمني، ولم يقرني، ثم نزلى بي أجزيه بما صنع، أم أقريه؟ . قال: «اقره».

1. شرح المفردات:

● قشف الهيئة: رثُّ الثياب، سيء المظهر، مُهمل في هيئته.
● قشف: الهزال والشحوب في المظهر.
● فَلْيُرَ عليك: لِيَظْهَرْ أثرُه عليك في ملبسك ومظهرك.
● تنتج إبل قومك: تلد إبل قومك.
● صحاحا آذانها: سليمة الآذان، غير مقطوعة.
● موسى: السكين أو أداة القطع.
● بحر: البَحيرة في الجاهلية: الناقة التي يقطعون أذنها ويتركونها لآلهتهم فلا يُركب ظهرها ولا يُشرب لبنها.
● تشق جلودها: يجرحون ظهورها أو جوانبها.
● صرم: الصَّرمة في الجاهلية: الشاة التي يشقون أذنها ويتركونها لأصنامهم.
● ساعد الله أشد: قوة الله وعونه أعظم من قوتك.
● موسى الله أحد: سكين الله (أي قدرته) أحد وأقوى من سكينة أنت تستعملها.

2. شرح الحديث:

جاء الرجل إلى النبي ﷺ بمظهر مُهمل رثٍّ، فسأله النبي إن كان يملك مالاً، فأجاب بأنه يملك أنواعاً مختلفة من الأموال. هنا وجّه النبي ﷺ نصحاً غالياً: "إذا آتاك الله مالاً، فليُرَ عليك"، أي ليظهر أثر نعمة الله عليك في ملبسك وهيئتك، دون إسراف أو خيلاء، ولكن بشكر النعمة وإظهارها بالحدود الشرعية.
ثم انتقل النبي ﷺ إلى معالجة عادة جاهلية سيئة كانت منتشرة، وهي الوصيلة أو البحيرة أو الصَّرمة، حيث كانوا يقطعون آذان بعض الحيوانات أو يشقون جلودها ويحرمون الانتفاع بها زعماً منهم أن هذا تقرباً للآلهة! فبيّن النبي ﷺ أن هذا من الشرك والجهل، لأن الله هو الذي أعطى المال، وهو الذي يجب أن يُشكر، ولا يجوز تحريم ما أحل الله.
ثم أكد النبي ﷺ بقوله: "ساعد الله أشد من ساعدك، وموسى الله أحد من موساك"، أي أن قوة الله أعظم من قوتك، وقدرته على العقاب أو النفع أقوى من تأثير السكين التي تستعملها في تحريم ما أحل الله.
وفي نهاية الحديث سأل الرجل عن التعامل مع من لا يُحسن الضيافة، فأمره النبي ﷺ بالإحسان ومقابلة الإساءة بالإحسان، فقال: "اقره"، أي أكرمه وأحسن ضيافته كما تحب أن يُفعل بك.

3. الدروس المستفادة:

● إظهار نعمة الله بالحدود الشرعية: لا يجوز إهمال المظهر إلى حد الإزراء بالنفس، بل يُشرع إظهار النعمة بلباس حسن وهيئة نظيفة دون خيلاء.
● تحريم التحليل والتحريم بغير شرع الله: لا يجوز لأحد أن يحرم ما أحل الله، أو يشرع من الدين ما لم يأذن به الله.
● التوحيد والرد على الشرك: الحديث يرد على عادات الجاهلية في التحريم الباطل، ويؤكد أن الله هو المُنعم والمُحرِّم شرعاً.
● فضل الإحسان ومقابلة الإساءة بالحسنى: الأمر بالإكرام وحسن الضيافة حتى مع من لم يُحسن إليك.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- فيه بيان لفضل النظافة وحسن الهيئة كشكر لنعمة الله.
- فيه تحذير من التشبه بأهل الجاهلية في تحريم الطيبات أو إضاعة المال.
- وهو من الأحاديث التي تدل على خلق النبي ﷺ في نصح الناس وتوجيههم بلطف وحكمة.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الفهم في الدين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٥٨٨٨)، واللفظ له، وأبو داود (٤٠٦٣)، والترمذي (٢٠٠٦)، وابن حبان (٥٤١٦)، والحاكم (١/ ٢٤ - ٢٥ و٤/ ١٨١) كلهم من حديث أبي إسحاق، قال: سمعت أبا الأحوص عوف بن مالك بن نضلة، عن أبيه، قال: فذكره.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح». وقال الحاكم: «صحيح الإسناد».
وقوله: ﴿أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ﴾ هو قولهم: ﴿وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا﴾ [الأعراف: ٢٨].

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 678 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا آتاك الله مالا فلير عليك

📜 حديث: إذا آتاك الله مالا فلير عليك

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إذا آتاك الله مالا فلير عليك

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إذا آتاك الله مالا فلير عليك

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إذا آتاك الله مالا فلير عليك

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية