حديث: نزلت في أهل قباء: كانوا يستنجون بالماء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (١٠٧) لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (١٠٨)﴾

قوله: ﴿فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾. روي عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «نزلت في أهل قباء ﴿فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾ قال: كانوا يستنجون بالماء؛ فنزلت فيهم هذه الآية».

حسن: رواه أبو داود (٤٤)، والترمذي (٣١٠٠)، وابن ماجه (٣٥٧) كلهم من طريق معاوية بن هشام، عن يونس بن الحارث، عن إبراهيم بن أبي ميمونة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.

قوله: ﴿فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾. روي عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «نزلت في أهل قباء ﴿فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾ قال: كانوا يستنجون بالماء؛ فنزلت فيهم هذه الآية».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً لكتابه وسنة نبيه ﷺ.
هذا الحديث الذي ذكر يرويه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، ويبيّن سبب نزول قوله تعالى في سورة التوبة: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108]. والحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وصححه عدد من أهل العلم.
وفيما يلي الشرح المفصل:

1. شرح المفردات:


● فِيهِ: أي في مسجد "قباء" الأول الذي أسسه النبي ﷺ عند هجرته إلى المدينة.
● يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا: يحبون فعل الطهارة وإتمامها على أكمل وجه.
● يَسْتَنْجُونَ بِالْمَاء: أي يستعملون الماء في إزالة النجاسة بعد قضاء الحاجة (الاستجمار أو الاستنجاء)، وهو غسل محل الخارج بالماء حتى يزول أثره.

2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث أن الآية الكريمة {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} نزلت في ثناء من الله تعالى على أهل مسجد قباء، وهم جماعة من الأنصار في منطقة "قباء" على مشارف المدينة المنورة.
وكان من هديهم وخصلة حميدة لهم أنهم "كَانُوا يَسْتَنْجُونَ بِالْمَاء". أي أنهم لم يكتفوا بالاستجمار بالحجارة (إزالة النجاسة بالأحجار) كما كان جائزاً ومتعارفاً عليه، بل كانوا يزيدون على ذلك ويستعملون الماء لتحقيق نظافة كاملة وتطهير تام لمحل القذارة، حرصاً منهم على كمال الطهارة ونقاء البدن، مما يدل على مدى حرصهم على العبادة في أبهى حلة من النظافة والطهارة.
فأنزل الله تعالى هذه الآية ثناءً عليهم، ومدحاً لهم بهذه الصفة الحميدة، وبياناً أن محبتهم للطهارة هي سبب لمحبة الله لهم، كما في تتمة الآية: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}.

3. الدروس المستفادة منه:


● فضل الطهارة والنظافة: الحديث يرفع من شأن النظافة الحسية والمعنوية، ويبين أنها من الأمور المحببة إلى الله تعالى.
● الإتقان في العبادة: حرص الصحابة على إكمال الطهارة وإتقانها دليل على إخلاصهم في عبادتهم لله، وعدم اقتصارهم على الحد الأدنى من الواجبات.
● محبة الله تابعة لمحبة الطاعة: بيان أن من أحب شيئاً من الطاعات، أحبه الله وأثنى عليه، كما في قوله: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}.
● الاستنجاء بالماء سنة مستحبة: الحديث أصل في استحباب الاستنجاء بالماء (الغسل بالماء بعد قضاء الحاجة) لتحقيق كمال النظافة، وهو ما يعرف اليوم بـ "الاستجمار بالماء" أو استخدام المرحاض المائي، وهو أبلغ في التنظيف.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- مسجد قباء هو أول مسجد أسس في الإسلام، وكان النبي ﷺ يزوره ويصلي فيه.
- الاستنجاء بالماء هو الأمر الشائع في معظم بلاد المسلمين اليوم، وهو من مظاهر الرحمة والتيسير في الإسلام وحرصه على النظافة.
- الطهارة شرط لصحة الصلاة، والحديث يؤكد على أهمية العناية بها.
نسأل الله أن يجعلنا من الذين يحبون الطهارة ويحبهم الله.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٤)، والترمذي (٣١٠٠)، وابن ماجه (٣٥٧) كلهم من طريق معاوية بن هشام، عن يونس بن الحارث، عن إبراهيم بن أبي ميمونة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.
قال الترمذي: «غريب من هذا الوجه».
قال الأعظمي: فيه علتان: يونس بن الحارث الثقفي الطائفي ضعيف. وإبراهيم بن أبي ميمونة مجهول الحال. انظر للمزيد: «المنة الكبرى» (١/ ٩١).
وروي عن عويم بن ساعدة الأنصاري أن النبي ﷺ أتاهم في مسجد قُباء، فقال: «إن الله تبارك وتعالى قد أحسن عليكم الثناء في الطهور في قصة مسجدكم، فما هذا الطهور الذي تطهرون به؟» قالوا: والله يا رسول الله! ما نعلم شيئا إلا أنه كان لنا جيران من اليهود، فكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط، فغسلنا كما غسلوا.
رواه أحمد (١٥٤٨٥)، وابن خزيمة (٨٣)، والطبراني في الكبير (١٧/ ٣٤٨)، والحاكم (١/ ١٥٥) كلهم من طريق أبي أويس، ثنا شرحبيل، عن عُويم بن ساعدة فذكره.
قال الهيثمي في المجمع (١/ ٢١٢): «رواه أحمد والطبراني في الثلاثة، وفيه شرحبيل بن سعد، ضعّفه مالك، وابن معين، وأبو زرعة، ووثّقه ابن حبان».
قال الأعظمي: أبو أويس هو: عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك، قريب مالك وصهره، مختلف
فيه، والخلاصة فيه أنه صدوق يهم كما في التقريب، وشرحبيل بن سعد قال فيه النسائي: «ضعيف». وذكره ابن حبان في الثقات، والخلاصة فيه كما في التقريب: «صدوق اختلط آخره» كما في سماعه من عويم نظر؛ لأن عويما مات في حياة رسول الله ﷺ، ويقال: في خلافة عمر. «تهذيب التهذيب» (٢/ ١٥٨).
وله شواهد أخرى عن ابن عباس، وأبي أمامة، ومحمد بن عبد الله بن سلام، ولا يسلم منها شيء، فمن نظر إلى مجموع هذه الشواهد جعل الحديث صحيحا، أو حسنا، وليس من هذه الشواهد شيء على شرطي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 661 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نزلت في أهل قباء: كانوا يستنجون بالماء

  • 📜 حديث: نزلت في أهل قباء: كانوا يستنجون بالماء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نزلت في أهل قباء: كانوا يستنجون بالماء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نزلت في أهل قباء: كانوا يستنجون بالماء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نزلت في أهل قباء: كانوا يستنجون بالماء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب