حديث: إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله تريدون شيئا أزيدكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٢٦)﴾

عن صهيب، عن النبي ﷺ قال: «إذا دخل أهل الجنة الجنه، قال: «يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئا أزيدكم. فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة
وتنجِّنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل».

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٨١) عن عبيد الله بن عمر بن ميسرة قال: حدثني عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا حماد بن مسلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب، فذكره.

عن صهيب، عن النبي ﷺ قال: «إذا دخل أهل الجنة الجنه، قال: «يقول الله ﵎: تريدون شيئا أزيدكم. فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة
وتنجِّنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم ﷿».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث الرؤية، يرويه الصحابي الجليل صهيب بن سنان الرومي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهو حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه.

أولاً. شرح المفردات:


● «تَرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ»: أي يسألهم تعالى وهو أعلم بحالهم، تفضُّلاً منه وإظهاراً لكرمه، هل يريدون زيادة على ما هم فيه من النعيم.
● «أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟»: أي ألم تنجنا من الذل والعار وتُدخلنا دار الكرامة؟ وإبياض الوجه كناية عن النجاة والفلاح.
● «أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟»: هذا اعتراف منهم بنعم الله العظيمة، وأنهم لا يطمعون في زيادة عليها، لكن الله يمنُّ بما هو أعظم.
● «فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ»: أي الحجاب الذي بين الخلق وبين رؤية الله تعالى في الآخرة، وهو لا يشبه الحجب المخلوقة.
● «فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ»: أي أن أعظم ما يُعطونه وأشده حباً إلى قلوبهم هو النظر إلى وجه الله الكريم.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن أعظم نعيم يُمنح لأهل الجنة بعد دخولهم الجنة، وهو نظرهم إلى ربهم عز وجل. فبعد أن يستقر أهل الجنة في منازلهم، ويتمتعون بنعيمها، يتفضل الله عليهم بسؤالهم: «هل تريدون زيادة أعطيها لكم؟» فيعترفون بفضله ومنته، وأنه قد أعطاهم ما لم يخطر على بالهم، فيقولون: «ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟» أي أنهم يشعرون بأنهم لا يستحقون المزيد، ولكن منّة الله وكرمه أعظم من أن يقتصر على ما أعطاهم.
فيقول الله تعالى: «إني قد أنزلتكم منزل الكرامة، وأعطيتكم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ولكن لكم عندي زيادة». ثم يكشف الحجاب، فينظرون إلى وجه الله تعالى، فما يُعطَوْن بعد ذلك شيئاً أعظم ولا أحب إلى قلوبهم من هذه اللحظة؛ لأنها غاية المحبة وغاية السعادة.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- إثبات رؤية المؤمنين لربهم في الجنة: وهذا من أعظم عقائد أهل السنة والجماعة، يؤمنون بأن المؤمنين يرون ربهم في الآخرة بأبصارهم، كما يرون القمر ليلة البدر، بدون كيف ولا تمثيل.
2- كرم الله وعطاؤه الذي لا ينفد: فالله تعالى يعطي ثم يسأل إن كانوا يريدون المزيد، وهو الغني عن العالمين.
3- شكر النعم والاعتراف بها: فقد اعترف أهل الجنة بنعم الله عليهم، ولم يطمعوا في زيادة إلا ما فضّل الله به عليهم.
4- أن نعيم الجنة ليس فقط ما تشتهيه الأنفس، بل ما لا عين رأت ولا أذن سمعت: وأعظمه النظر إلى وجه الله الكريم.
5- الحث على العمل الصالح: الذي هو سبب لدخول الجنة ونيل هذا الشرف العظيم.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُثبت "رؤية الله تعالى" في الآخرة، وهو ما يُسمى بـ "رؤية المؤمنين لربهم في الجنة"، وهي من أعظم نعيم أهل الجنة.
- الرؤية ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع السلف، وهي خاصة بالمؤمنين فقط، أما الكفار فإنهم يُحجبون عن ربهم يوم القيامة.
- هذه الرؤية لا تشبه رؤية المخلوقات؛ لأن الله لا يشبه شيء من خلقه، كما قال تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: 11].
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة، وأن يُبلّغنا نظر وجهه الكريم في دار كرامته.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (١٨١) عن عبيد الله بن عمر بن ميسرة قال: حدثني عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا حماد بن مسلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب، فذكره.
ورواه أيضا من طريق يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة به، وزاد: «ثم تلا هذه الآية: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾.
ورواه أحمد (١٨٩٣٥) عن يزيد بن هارون به كاملا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 676 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله تريدون شيئا أزيدكم

  • 📜 حديث: إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله تريدون شيئا أزيدكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله تريدون شيئا أزيدكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله تريدون شيئا أزيدكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله تريدون شيئا أزيدكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب