حديث: سؤال النبي عن الذين لم يصعقوا عند النفخ في الصور

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (٨٧)﴾

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ أنه سأل جبريل ﵊ عن هذه الآية: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ﴾ [الزمر: ٦٨] «مَنِ الذين لم يشأ أن يصعقهم؟ قال: هم الشهداء المتقلدون أسيافهم حول عرش الرحمن، تتلقاهم الملائكة يوم القيامة إلى المحشر بنجائب من ياقوت، نمارها ألين من الحرير، مَدُّ خُطاها مد أبصار الرجال، يسيرون في الجنة، يقولون عند طول النزهة: انطلقوا بنا إلى ربنا عز وجل فننظر كيف يقضي بين خلقه، يضحك إليهم إلهي. وإذا ضحك إلى عبد في موطن، فلا حساب عليه».

صحيح: رواه أبو يعلى - المطالب العالية - (٣٧٠٢) من طريق إسماعيل بن عياش، عن عمر بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ أنه سأل جبريل ﵊ عن هذه الآية: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ﴾ [الزمر: ٦٨] «مَنِ الذين لم يشأ أن يصعقهم؟ قال: هم الشهداء المتقلدون أسيافهم حول عرش الرحمن، تتلقاهم الملائكة يوم القيامة إلى المحشر بنجائب من ياقوت، نمارها ألين من الحرير، مَدُّ خُطاها مد أبصار الرجال، يسيرون في الجنة، يقولون عند طول النزهة: انطلقوا بنا إلى ربنا ﷿ فننظر كيف يقضي بين خلقه، يضحك إليهم إلهي. وإذا ضحك إلى عبد في موطن، فلا حساب عليه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم يرويه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في مسند الإمام أحمد وسنن الدارمي، وهو حسن.

أولاً. شرح المفردات:


● الصُّور: هو القرن العظيم الذي ينفخ فيه إسرافيل عليه السلام بأمر الله تعالى.
● فَصَعِقَ: أي مات وماتت كل الخلائق.
● إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ: الاستثناء هنا للشهداء الذين استثناهم الله من الموت عند النفخة الأولى.
● الشهداء المتقلدون أسيافهم: هم الذين قُتِلوا في سبيل الله وهم يحملون سيوفهم للجهاد.
● حول عرش الرحمن: أي في مكان قريب من العرش، وهو تشريف عظيم لهم.
● تتلقاهم الملائكة: تستقبلهم وتأتي إليهم.
● بنجائب من ياقوت: النجائب هي الإبل الفاخرة، وهي هنا من الياقوت الأحمر، تشبيهاً بجمالها ونقائها.
● نمارها ألين من الحرير: النَّمَار هي الوسائد أو الرَّحَال التي توضع على ظهور الإبل للركوب، وهي لينة جداً.
● مَدُّ خُطاها مد أبصار الرجال: سرعة عظيمة، حيث تخطو خطوة واحدة بقدر ما يمتد بصر الرجل.
● عند طول النزهة: بعد أن طالت بهم الجولة والتنزه في الجنة.
● يضحك إليهم إلهي: الضحك هنا صفة تليق بجلال الله تعالى من غير تشبيه ولا تمثيل.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل جبريل عليه السلام عن معنى الاستثناء في قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ}، فأجابه جبريل بأنهم الشهداء في سبيل الله.
وهؤلاء الشهداء لهم منزلة عظيمة عند الله:
1- هم أحياء عند ربهم يرزقون، فلا يصيبهم الصعق (الموت) عند النفخة الأولى في الصور.
2- مقربون من عرش الرحمن، وهذا تشريف لا يعلم مقداره إلا الله.
3- تستقبلهم الملائكة يوم القيامة بإكرام وتعظيم، على مركبات فاخرة من الجنة، لينة وسريعة جداً.
4- يسيرون في الجنة يتنعمون، حتى إذا طال بهم التنعم شوقاً إلى لقاء ربهم، قالوا: انطلقوا بنا إلى الموقف لنرى كيف يحكم الله بين الخلائق.
5- يضحك الله إليهم في هذا الموقف العظيم، وإذا ضحك الله إلى عبد فلا حساب عليه، أي يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- علو منزلة الشهادة في سبيل الله: فهي سبب للنجاة من فزع يوم القيامة، والفوز برضا الله ودخول الجنة بغير حساب.
2- إثبات صفة الضحك لله تعالى كما يليق بجلاله: من غير تشبيه بخلقه، ومن غير تعطيل، فهو ضحك حقيقي لكنه لا يشبه ضحك المخلوقين.
3- حسن الخاتمة: فمن مات مجاهداً في سبيل الله، فإنه من هؤلاء السعداء الذين ينجون من أهوال القيامة.
4- شوق الصالحين إلى لقاء الله: فمع تنعمهم في الجنة، فإن أشواقهم إلى رؤية ربهم ورضاه أعظم عندهم من كل نعيم.
5- الترغيب في الجهاد والتضحية في سبيل الله: لما يترتب عليه من الثواب العظيم والمنزلة الرفيعة.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يبين فضل الشهداء وعلو قدرهم، وهم غير محصورين في شهداء المعارك فقط، بل يدخل فيهم كل من مات في سبيل الله بنية صادقة، كالمبطون (الميت بالمرض)، والغريق، etc., إذا احتسب الأجر عند الله.
- قوله: (إذا ضحك إلى عبد في موطن فلا حساب عليه) ليس خاصاً بالشهداء فقط، بل هو عام لكل عبد يضحك الله إليه، ولكن الحديث يبين أن الشهداء من أولئك السعداء.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الشهادة في سبيله، وأن يتوفانا وهو راض عنا.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو يعلى - المطالب العالية - (٣٧٠٢) من طريق إسماعيل بن عياش، عن عمر بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.
ورواه الحاكم (٢/ ٢٥٣) من وجه آخر عن عمر بن محمد بإسناده مختصرا، وقال: «صحيح الإسناد».
وروي نحوه عن ابن عباس بأنهم شهداء لأنهم أحياء عند ربهم، لا يصل الفزعُ إليهم.
ورويَ أيضا عن أبي هريرة موقوفا: «الشهداء ثُنْية الله عز وجل».
وقال غيرهم: هم جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت.
وقال الضحاك: هم رضوان والحور ومالك والزبانية، والأول أصح.
وأما ما جاء في سورة الزمر [٦٨]: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ﴾.
فالصعق هو الموت الذي يكون بعد الفزع، والاستثناء في قوله تعالى: [إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ﴾ إنْ كان أحدٌ فهو موسى عليه السلام.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1089 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سؤال النبي عن الذين لم يصعقوا عند النفخ في الصور

  • 📜 حديث: سؤال النبي عن الذين لم يصعقوا عند النفخ في الصور

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سؤال النبي عن الذين لم يصعقوا عند النفخ في الصور

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سؤال النبي عن الذين لم يصعقوا عند النفخ في الصور

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سؤال النبي عن الذين لم يصعقوا عند النفخ في الصور

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب