حديث: الناس يصعقون يوم القيامة فأصعق معهم فأكون أول من يفيق

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (٨٧)﴾

عن أبي هريرة قال: استبّ رجلان: رجل من المسلمين ورجل من اليهود، قال المسلم: والذي اصطفى محمدا على العالمين، فقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين، فرفع المسلمُ يده عند ذلك فلطمَ وجه اليهودي، فذهب اليهوديّ إلى النبي ﷺ فأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم، فدعا النبي ﷺ المسلمَ فسأله عن ذلك، فأخبره فقال النبي ﷺ: «لا تخيّروني على موسى، فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأصعق معهم فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطشٌ جانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعقَ فأفاق قبلي، أو كان ممن استثنى اللهُ».

متفق عليه: رواه البخاري في الخصومات (٢٤١١)، ومسلم في الفضائل (٢٣٧٣: ١٦٠) كلاهما من حديث إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: استبّ رجلان: رجل من المسلمين ورجل من اليهود، قال المسلم: والذي اصطفى محمدا على العالمين، فقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين، فرفع المسلمُ يده عند ذلك فلطمَ وجه اليهودي، فذهب اليهوديّ إلى النبي ﷺ فأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم، فدعا النبي ﷺ المسلمَ فسأله عن ذلك، فأخبره فقال النبي ﷺ: «لا تخيّروني على موسى، فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأصعق معهم فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطشٌ جانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعقَ فأفاق قبلي، أو كان ممن استثنى اللهُ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: استبّ رجلان: رجل من المسلمين ورجل من اليهود، قال المسلم: والذي اصطفى محمدا على العالمين، فقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين، فرفع المسلمُ يده عند ذلك فلطمَ وجه اليهودي، فذهب اليهوديّ إلى النبي ﷺ فأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم، فدعا النبي ﷺ المسلمَ فسأله عن ذلك، فأخبره فقال النبي ﷺ: «لا تخيّروني على موسى، فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأصعق معهم فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطشٌ جانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعقَ فأفاق قبلي، أو كان ممن استثنى اللهُ».

1. شرح المفردات:


● استبّ: تخاصم وتشاجر.
● اصطفى: اختار واجتبى.
● فلطم: ضرب بباطن الكف على الوجه.
● لا تخيروني: لا تفضلوني وتفضلوا غيري علي.
● يصعقون: يغشى عليهم من هول الموقف.
● باطش: ممسك بقوة أو متعلق.
● جانب العرش: بجانب عرش الرحمن.
● استثنى الله: أعفاه الله من الصعقة.

2. شرح الحديث:


يحدثنا أبو هريرة رضي الله عنه عن مشاجرة وقعت بين رجل مسلم ورجل يهودي، فحلف المسلم بقوله: "والذي اصطفى محمدًا على العالمين" فرد عليه اليهودي بحلفه: "والذي اصطفى موسى على العالمين". فغضب المسلم من هذا الرد ورفع يده فضرب اليهودي على وجهه.
ذهب اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو ما حدث، فاستدعى النبي المسلم وسأله عن الأمر، فأخبره بما جرى. هنا تظهر روعة تعليم النبي صلى الله عليه وسلم حيث لم يقرّب المسلم لمجرد أنه مسلم، بل نبهه إلى خطئه في تفضيله على موسى عليه السلام، مع أن المسلم قصد بذلك تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم.
فبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن موسى عليه السلام له منزلة عظيمة عند الله، حتى إنه في يوم القيامة حين يصعق الناس من هول الموقف، يكون النبي صلى الله عليه وسلم أول من يفيق، فيجد موسى عليه السلام ممسكًا بقاعدة العرش، فلا يدري النبي صلى الله عليه وسلم: هل أفاق موسى قبله لأنه كان من الذين صعقوا ثم أفاقوا قبله؟ أم أن الله استثناه من الصعقة أصلاً؟ وهذا يدل على المكانة الرفيعة لموسى عليه السلام.

3. الدروس المستفادة:


● العدل والإنصاف: النبي صلى الله عليه وسلم يعدل بين المسلم واليهودي، ويبين خطأ المسلم رغم أنه من أمته.
● احترام الأنبياء جميعًا: من عقيدة المسلم الإيمان بجميع الأنبياء والرسل وتوقيرهم واحترامهم.
● التواضع النبوي: تواضع النبي صلى الله عليه وسلم ونهيه عن تفضيله على الأنبياء العظام مثل موسى عليه السلام.
● عدم الغلو في الأشخاص: النهي عن الغلو في مدح الأشخاص حتى لو كانوا أنبياء، فالأفضلية لله تعالى هو الذي يحددها.
● أدب الخلاف: حتى في حالات الغضب والاختلاف يجب الحفاظ على الأدب وعدم الاعتداء بالضرب.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه.
- المقصود بالصعقة في يوم القيامة: الغشي الذي يعتري الخلائق من هول يوم القيامة وعظمة الموقف.
- استثناء الله تعالى لبعض الخلق من الصعقة جاء في قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [الزمر: 68].
- العلماء يذكرون أن تفضيل الأنبياء بعضهم على بعض جائز إذا كان based على دليل شرعي، لكن الأفضل ترك ذلك لأن الله هو الذي يعلم منازلهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الخصومات (٢٤١١)، ومسلم في الفضائل (٢٣٧٣: ١٦٠) كلاهما من حديث إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة فذكره. ولفظهما سواء.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1091 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الناس يصعقون يوم القيامة فأصعق معهم فأكون أول من يفيق

  • 📜 حديث: الناس يصعقون يوم القيامة فأصعق معهم فأكون أول من يفيق

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الناس يصعقون يوم القيامة فأصعق معهم فأكون أول من يفيق

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الناس يصعقون يوم القيامة فأصعق معهم فأكون أول من يفيق

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الناس يصعقون يوم القيامة فأصعق معهم فأكون أول من يفيق

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب