حديث: كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٣٠)﴾

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه، كما تُنتج البهيمةُ بهيمة جمعاء هل تُحسّون فيها من جدعاء» ثم يقول: ﴿فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ﴾.

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٧٧٥)، ومسلم في القدر (٢٦٥٨) كلاهما من طريق عبد الله بن وهب، أخبرنا يونس بن يزيد، عن ابن شهاب الزهري، قال: أخبرني أبو سلمة بن
عبد الرحمن، أن أبا هريرة قال: فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه، كما تُنتج البهيمةُ بهيمة جمعاء هل تُحسّون فيها من جدعاء» ثم يقول: ﴿فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، يحمل في طياته معاني عظيمة وأسساً عقائدية مهمة.

أولاً. شرح المفردات:


● مولود: كل طفل يولد من البشر.
● الفطرة: الاستعداد الفطري للإيمان بالله وتوحيده، وهي الجبلة والطبيعة التي خلق الله الناس عليها.
● يهوّدانه: يجعلانه يهودياً.
● ينصّرانه: يجعلانه نصرانياً.
● يمجّسانه: يجعلانه مجوسياً (والمجوس هم عبدة النار).
● بهيمة جمعاء: البهيمة السليمة الخَلقية التي لم يجرح فيها شيء.
● جدعاء: المقطوعة الأنف أو الأذن أو ما شابه ذلك من العيوب الخلقية.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن كل طفل يولد على الفطرة السليمة، وهي فطرة الإسلام والتوحيد، مستعداً لقبول الحق. ثم يأتي دور الأبوين والمجتمع في تشكيل معتقدات هذا الطفل، إما أن يربيانه على الإسلام فيبقى على فطرته، أو يحرفانه عن هذه الفطرة إلى اليهودية أو النصرانية أو المجوسية أو غيرها من المعتقدات الباطلة.
ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً توضيحياً ببهيمة الأنعام، التي تلد ولادة سليمة كاملة الخلقة، فلا يكون فيها عيب أو قطع، فكذلك المولود يولد سليماً معتدلاً، ثم يأتي من يجعل فيه الانحراف والعيود الفكرية والعقدية.
ثم استشهد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: ﴿فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ﴾ [الروم:30] مؤكداً أن هذه الفطرة هي الخلق الذي خلقه الله الناس عليه، ولا تغيير لهذا الخلق الأساسي.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- عظمة الإسلام: الإسلام هو الدين الموافق للفطرة السليمة التي خلق الله الناس عليها.
2- مسؤولية التربية: للأبوين والمجتمع دور كبير في تشكيل معتقدات الأبناء، مما يوجب عليهم العناية بتربيتهم على الإسلام.
3- العدل الإلهي: الله تعالى لا يعذب أحداً إلا بعد إقامة الحجة عليه، والمولود يولد على الفطرة فلا ذنب له حتى يحرف عن هذه الفطرة.
4- اليقين بالحق: هذا الحديث يثبت أن الإيمان بالله فطري في الإنسان، والكفر والشرك طارئ عليه.

رابعاً. معلومات إضافية:


- اختلف العلماء في معنى "الفطرة" على عدة أقوال، وأصحها أنها الإسلام والتوحيد.
- هذا الحديث أصل من أصول الاعتقاد في مسألة تقدير الذنوب والمعاصي، حيث إن الله خلق الناس على الفطرة، ثم هم يختارون الكفر بعد ذلك.
- يستدل بهذا الحديث على أن الأصل في الأطفال الإسلام، وهم تحت ولاية آبائهم في الدنيا والآخرة حتى يبلغوا.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٧٧٥)، ومسلم في القدر (٢٦٥٨) كلاهما من طريق عبد الله بن وهب، أخبرنا يونس بن يزيد، عن ابن شهاب الزهري، قال: أخبرني أبو سلمة بن
عبد الرحمن، أن أبا هريرة قال: فذكره. واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم مختصر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1128 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه

  • 📜 حديث: كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب