حديث: يجيء دخان يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قول: ﴿الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (٤) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٥) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٦)﴾

عن مسروق قال: بينما رجل يحدث في كندة فقال: يجيء دخان يوم القيامة، فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم، يأخذ المؤمن كهيئة الزكام، ففزعنا، فأتيت ابن مسعود وكان متكئا، فغضب فجلس، فقال: من علم فليقل، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم: لا أعلم فإن الله قال لنبيه ﷺ: ﴿قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ﴾ [سورة ص: ٨٦] وإن قريشا أبطئوا عن الإسلام، فدعا عليهم النبي ﷺ، فقال: «اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف»، فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها وأكلوا الميتة، والعظام، ويرى الرجل ما بين السماء والأرض كهيئة الدخان، فجاءه أبو سفيان، فقال: يا محمد، جئت تأمرنا بصلة الرحم، وإن قومك قد هلكوا فادع الله فقرأ ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ﴾ إلى قوله: ﴿عَائِدُونَ﴾ [سورة الدخان: ١٠ - ١٥] أفيكشف عنهم عذاب الآخرة إذا جاء ثم عادوا إلى كفرهم فذلك قوله تعالى: ﴿يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ﴾ [الدخان: ١٦] يوم بدر و﴿لِزَامًا﴾ [سورة الفرقان: ٧٧] يوم بدر ﴿الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ﴾ إلى ﴿سَيَغْلِبُونَ﴾ والروم قد مضى.

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٧٧٤)، ومسلم في صفة القيامة (٢٧٩٨) كلاهما من طريق منصور والأعمش، عن أبي الضحى مسلم بن صبيح، عن مسروق قال: فذكره.

عن مسروق قال: بينما رجل يحدث في كندة فقال: يجيء دخان يوم القيامة، فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم، يأخذ المؤمن كهيئة الزكام، ففزعنا، فأتيت ابن مسعود وكان متكئا، فغضب فجلس، فقال: من علم فليقل، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم: لا أعلم فإن الله قال لنبيه ﷺ: ﴿قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ﴾ [سورة ص: ٨٦] وإن قريشا أبطئوا عن الإسلام، فدعا عليهم النبي ﷺ، فقال: «اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف»، فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها وأكلوا الميتة، والعظام، ويرى الرجل ما بين السماء والأرض كهيئة الدخان، فجاءه أبو سفيان، فقال: يا محمد، جئت تأمرنا بصلة الرحم، وإن قومك قد هلكوا فادع الله فقرأ ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ﴾ إلى قوله: ﴿عَائِدُونَ﴾ [سورة الدخان: ١٠ - ١٥] أفيكشف عنهم عذاب الآخرة إذا جاء ثم عادوا إلى كفرهم فذلك قوله تعالى: ﴿يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ﴾ [الدخان: ١٦] يوم بدر و﴿لِزَامًا﴾ [سورة الفرقان: ٧٧] يوم بدر ﴿الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ﴾ إلى ﴿سَيَغْلِبُونَ﴾ والروم قد مضى.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه مسروق عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، مع بيان دروسه وعبره:
### أولاً. نص الحديث وفهم سياقه
يروي مسروق أن رجلاً كان يحدث في مجلس في كندة (من بلاد اليمن) فقال: "يجيء دخان يوم القيامة، فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم، يأخذ المؤمن كهيئة الزكام". ففزع الحاضرون من هذا الكلام، فأتى مسروق عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وهو متكئ، فغضب ابن مسعود وجلس وقال: "من علم فليقل، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم: لا أعلم".
ثم شرع ابن مسعود في بيان الصواب في هذه المسألة، مستدلاً بالقرآن الكريم وبما حدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
### ثانياً. شرح المفردات
● يحدث في كندة: يتكلم في مجلس باليمن.
● كهيئة الزكام: مثل الزكام في خفته.
● ففزعنا: خفنا واضطربنا.
● متكئاً: مستنداً على شيء.
● المتكلفين: المتصنعين القائلين ما لا يعلمون.
● أبطئوا عن الإسلام: تأخروا في الدخول فيه.
● بسبع كسبع يوسف: سبع سنين قحط مجدبة كما حدث في زمن يوسف عليه السلام.
● فأخذتهم سنة: أصابهم قحط وجوع.
● عائدون: راجعون إلى الكفر.
● نبطش البطشة الكبرى: نأخذهم أخذ عزيز مقتدر.
### ثالثاً. شرح الحديث
يقع شرح هذا الحديث في عدة نقاط:
1- خطورة القول على الله بغير علم:
بدأ ابن مسعود رضي الله عنه بتعليم أدب التحدث في الدين، فأمر بأن يتكلم من يعلم فقط، ومن لا يعلم فليقل "الله أعلم". وهذا من أدب طالب العلم والعالم، فلا يجوز الجزم بأمر غيبي لم يرد فيه نص صحيح.
2- الاستدلال بالقرآن على أدب العلم:
استشهد ابن مسعود بقوله تعالى: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [ص: 86]، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن متكلفاً يقول ما لا يعلم، وهذا قدوة للمسلم.
3- قصة الدعاء على قريش وتفسير آية الدخان:
- لما أبطأت قريش عن الإسلام، دعا النبي صلى الله عليه وسلم عليهم بقحط كقحط يوسف.
- أصابهم جوع شديد حتى أكلوا العظام والميتة.
- كانوا يرون بين السماء والأرض ما يشبه الدخان من شدة الجوع والظمأ.
- جاء أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو حال قومه، فدعا الله لهم فكشف عنهم البلاء.
- لكنهم عادوا إلى كفرهم بعد زوال العذاب، فأنزل الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} إلى قوله: {عَائِدُونَ} [الدخان: 10-15].
- فالدخان المذكور في سورة الدخان هو من علامات القحط الذي حدث في الدنيا، وليس من أهوال يوم القيامة كما زعم الرجل.
4- بيان معاني آيات أخرى:
- بين ابن مسعود أن البطشة الكبرى هي يوم بدر، حيث انتصر المسلمون على الكفار.
- وأن {لِزَامًا} [الفرقان: 77] أي عذاب لازب في الدنيا يوم بدر.
- وأن آية {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ} [الروم: 1-2] قد مضى وقوعها وانتهى أمرها.
### رابعاً. الدروس المستفادة
1- التثبت في نقل العلم ورواية الأحاديث: فلا يجوز للمسلم أن يحدث بكل ما سمع دون تحقق.
2- التوقي في تفسير القرآن: خاصة المتشابه منه كأشراط الساعة، فلا يصح تفسيره بالرأي المجرد.
3- الأدب مع العلم: بأن يعترف الإنسان بجهله فيما لا يعلم، ولا يتكلف ما ليس عنده.
4- حسن تعليم الجاهل: كما فعل ابن مسعود حيث غضب لله ثم بين الصواب برفق وحكمة.
5- أن الله يعذب العصاة في الدنيا قبل الآخرة: كما حدث مع قريش، رحمة بالمؤمنين وعبرة للكافرين.

خامساً:

معلومات إضافية
- هذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- يعتبر من الأحاديث التي تبين منهج السلف في التلقي والرواية والتفسير.
- فيه رد على من يتسرع في تفسير القرآن بغير علم، أو ينقل الإسرائيليات والموضوعات.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٧٧٤)، ومسلم في صفة القيامة (٢٧٩٨) كلاهما من طريق منصور والأعمش، عن أبي الضحى مسلم بن صبيح، عن مسروق قال: فذكره. واللفظ للبخاري ولفظ مسلم نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1123 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يجيء دخان يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم

  • 📜 حديث: يجيء دخان يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يجيء دخان يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يجيء دخان يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يجيء دخان يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب