حديث: أي الذنب أعظم عند الله؟ أن تزاني حليلة جارك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (١٢) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (١٣)﴾

عن عبد الله بن مسعود، قال: سألت النّبيّ ﷺ: أيُّ الذّنب أعظمُ عند الله؟ قال: «أن تجعل لله نِدًّا وهو خلقك» قلت: إنّ ذلك لعظيم، قلت: ثم أيُّ؟ قال: «وأن تقتل ولدَك تخاف أن يَطْعمَ معك» قلت: ثم أيُّ؟ قال: «أن تُزاني حليلة جارك».

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٤٧٧)، ومسلم في الإيمان (٨٦) كلاهما عن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله، فذكره، ولفظهما سواء.

عن عبد الله بن مسعود، قال: سألت النّبيّ ﷺ: أيُّ الذّنب أعظمُ عند الله؟ قال: «أن تجعل لله نِدًّا وهو خلقك» قلت: إنّ ذلك لعظيم، قلت: ثم أيُّ؟ قال: «وأن تقتل ولدَك تخاف أن يَطْعمَ معك» قلت: ثم أيُّ؟ قال: «أن تُزاني حليلة جارك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي ﷺ، يبين فيه أعظم الذنوب على الإطلاق. وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله، معتمداً على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث بلفظه كما روي:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النّبيّ ﷺ: أيُّ الذّنب أعظمُ عند الله؟ قال: «أن تجعل لله نِدًّا وهو خلقك» قلت: إنّ ذلك لعظيم، قلت: ثم أيُّ؟ قال: «وأن تقتل ولدَك تخاف أن يَطْعمَ معك» قلت: ثم أيُّ؟ قال: «أن تُزاني حليلة جارك».


1. شرح المفردات:


● نِدًّا: النِّدُّ هو المِثْلُ والشَّبيهُ والكفء. والمقصود هنا: أن تجعل لله شريكاً في العبادة أو في الربوبية، كالأصنام أو الأوثان أو غيرها.
● يَطْعمَ معك: أي تخاف أن يأكل من طعامك ويشاركك في رزقك ومعيشتك، فيدفعك هذا الخوف الدنيوي إلى قتله.
● حليلة جارك: الحليلة هي الزوجة. وقوله "جارك" يشمل كل جار، والجوار له حق عظيم في الإسلام.


2. شرح الحديث:


سأل الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه النبي ﷺ عن أعظم الذنوب، فكان جواب النبي ﷺ مرتباً لهذه الذنوب من الأعظم فالأعظم:
* أولاً وأعظمها: الشِّرْك بالله تعالى:
قوله ﷺ: «أن تجعل لله نِدًّا وهو خلقك». هذا هو ذنب الشرك، وهو أن تعبد مع الله إلهاً آخر، وهو الذي خلقك ورزقك وأنعم عليك. وهذا الذنب هو أعظم الذنوب على الإطلاق؛ لأنه ظلم عظيم، وجحود لأعظم النعم، وتعدٍّ على حق الله تعالى في التوحيد والعبادة. وقد جاءت النصوص الكثيرة في الكتاب والسنة ببيان عظم هذا الذنب، وأنه لا يغفر إذا مات صاحبه عليه. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}.
* ثانياً: قتل الولد:
قوله ﷺ: «وأن تقتل ولدَك تخاف أن يَطْعمَ معك». هذا الذنب يأتي في المرتبة الثانية من حيث العِظَم. وكانت هذه الجريمة شائعة في الجاهلية، حيث كانوا يئدون البنات خشية العار، أو يقتلون الأولاد خشية الفقر. والله تعالى هو الرزاق، فقتل النفس البريئة التي حرم الله إلا بالحق لأجل سبب دنيوي تافه هو من أفظع الجرائم وأكبر الكبائر. قال تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ}.
* ثالثاً: الزنا بزوجة الجار:
قوله ﷺ: «أن تُزاني حليلة جارك». هذا الذنب يجمع بين إتيان كبيرة عظيمة هي "الزنا"، وفيها انتهاك للأعراض واختلاط للأنساب، وبين الخيانة وانتهاك حرمة "الجوار" الذي أوصى الله به في كتابه، وأكد عليه النبي ﷺ في سنته حتى ظن بعض الصحابة أنه سيورثهم. فالزنا بذاته كبيرة، فإذا كان مع زوجة الجار، اجتمع فيه معصيتان: معصية الزنا، ومعصية إيذاء الجار وخيانته في أخص ما يملك.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- بيان عِظَم ذنب الشرك: فهو الذنب الذي لا يُغفر إذا مات صاحبه عليه، وهو أعظم الظلم. وهو يفسد أصل التوحيد الذي هو أساس قبول الأعمال.
2- التدرج في بيان الشر: كان جواب النبي ﷺ مرتباً، مما يدل على الحكمة في التعليم والتدرج في بيان خطورة الذنوب.
3- حرمة النفس البشرية: فقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق من أكبر الكبائر، خاصة إذا كان القتل لأسباب دنيوية ووهيمة كخوف الفقر.
4- التأكيد على حق الجار: الحديث يبرز عظم حق الجار، حتى أن الاعتداء على حرمته (بزوجته) يعد من أعظم الذنوب. وقد قال ﷺ: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ».
5- تحذير من الاستهانة بالذنوب: الحديث يذكر ثلاثة ذنوب فقط، لكنها تمثل أبواباً للشر، فالشريك أعظم المعاصي، وقتل الولد من الظلم المتعلق بالأسرة، وزنا حليلة الجار من الظلم المتعلق بالمجتمع وجيران. فهو تحذير من الاستهانة بأي معصية.
6- قبح الخيانة: الذنب الثالث جمع بين الزنا والخيانة، مما يدل على قبح الخيانة وشدة إثمها، خاصة في حقوق الناس.


4. معلومات إضافية:


● مصدر الحديث: أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 4477) والإمام مسلم في صحيحه (رقم 86)، مما يدل على صحته وعلو مكانته.
● لماذا هذه الذنوب بالذات؟ لأنها تمثل انتهاكات كبرى
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٤٧٧)، ومسلم في الإيمان (٨٦) كلاهما عن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله، فذكره، ولفظهما سواء.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1134 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أي الذنب أعظم عند الله؟ أن تزاني حليلة جارك

  • 📜 حديث: أي الذنب أعظم عند الله؟ أن تزاني حليلة جارك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أي الذنب أعظم عند الله؟ أن تزاني حليلة جارك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أي الذنب أعظم عند الله؟ أن تزاني حليلة جارك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أي الذنب أعظم عند الله؟ أن تزاني حليلة جارك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب