حديث: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (٣٣)﴾

عن صهيب قال: قال رسول الله ﷺ: «عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له».

صحيح: رواه مسلم في الزهد (٢٩٩٩) عن هداب بن خالد الأزدي وشيبان بن فروخ جميعا عن سليمان بن المغيرة، حدثنا سليمان، حدثنا ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب فذكره.

عن صهيب قال: قال رسول الله ﷺ: «عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فأقدم لكم شرحاً وافياً لحديث صهيب الرومي رضي الله عنه، الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه، معتمداً على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن صهيب قال: قال رسول الله ﷺ: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ».


أولاً. شرح المفردات:


● عَجَبًا: كلمة تعبير عن الدهشة والإعجاب من حكمة الله تعالى في تقديره لأمر المؤمن.
● لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ: شأنه وحاله وما يُقدَّر له ويصيبه من أحداث.
● سَرَّاءُ: كل ما يسره من الخير واليسر والنعم، كالصحة والغنى والفرح.
● شَكَرَ: عرف النعمة وأقر بها، وأدى حقها بالقلب واللسان والجوارح.
● ضَرَّاءُ: كل ما يضره من الشر والبلاء والمصائب، كالمرض والفقر والحزن.
● صَبَرَ: حبس النفس عن التسخط والجزع، واللسان عن الشكوى لغير الله، والجوارح عن المعصية.


ثانياً. شرح الحديث:


يبدأ النبي ﷺ بالتعبير عن العجب والإعجاب من الحالة الفريدة التي يتميز بها المؤمن الحق. فالعجب هنا ليس عجب جهل، بل عجب إعجاب بحكمة الله وفضله، حيث جعل كل ما يصيب المؤمن – بظاهره من خير أو شر – طريقاً إلى الخير والفلاح في الدنيا والآخرة.
«إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ»: هذه الجملة هي لب الحديث وقطبه. فهي قاعدة عظيمة مفادها أن المؤمن لا تكون عاقبة أمره إلا خيراً، سواء ناله ما يحب أو ما يكره. الخير هنا هو الخير الحقيقي والمصلحة النهائية، وهي رضا الله تعالى ورفعة الدرجات في الجنة، وليس بالضرورة الخير العاجل الدنيوي الذي قد يكون في ظاهره شراً.
«وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ»: يخصص النبي ﷺ هذه الصفة العظيمة بالمؤمن وحده، لأن غير المؤمن – الكافر أو المنافق – ليس له من أمره إلا ما ظهر. إن أصابته سراء تكبر وطغى وأنكر المنعم، فكانت وبالاً عليه. وإن أصابته ضراء سخط وجزع ويئس من رحمة الله، فخسر دنياه وآخرته. أما المؤمن فيرى يد الله في كل شيء.
ثم يبين النبي ﷺ مصداق هذه القاعدة وكيفية تحققها في واقع المؤمن:
1- «إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ»: عندما ينعم الله على المؤمن بنعمة، يعلم أنها من الله فيشكره بقلبه (بالإقرار بالنعمة)، وبلسانه (بالحمد والثناء)، وبجوارحه (باستخدام النعمة في طاعة الله). هذا الشكر يزيده قرباً من الله، ويزيده من النعم، ويكتب له أجراً عظيماً، فتصير النعمة خيراً upon خير.
2- «وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ»: وعندما يصيبه بلاء أو مصيبة، يصبر على قضاء الله وقدره، فلا يجزع ولا يسخط، بل يرضى ويحتسب الأجر عند الله. هذا الصبر يمحو به الخطايا، ويرفع به الدرجات، ويضاعف له الأجر. فالمصيبة التي ظاهرها الشر والألم تصير سبباً في الخير والطهارة والرفعة.
إذن، الخيرية ثابتة للمؤمن في الحالين بسبب رد فعله الإيماني (الشكر أو الصبر) الذي يحول كل حدث إلى منحة وفضل من الله.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تفرد المؤمن بسعادة مطلقة: المؤمن هو الإنسان الوحيد الذي لا يخسر أبداً، وهو الرابح في كل الأحوال. سعادته مرتبطة بإيمانه ورضاه عن ربه، لا بالمتغيرات الخارجية.
2- قوة الإيمان وتأثيره: الإيمان الحقيقي ليس مجرد شعور، بل هو منهج حياة يغير نظرة الإنسان إلى الوجود كله، فيرى الخير في كل ما يقدره الله له.
3- ضرورة العمل بمقتضى الإيمان: الخيرية مشروطة برد الفعل الإيماني (شكراً أو صبراً). فمن لم يشكر النعمة أو لم يصبر على البلاء، فقد يحرم هذه الخيرية.
4- التدريب على الرضا: الحديث يحث المسلم على تعويد نفسه على الرضا بقضاء الله، والاطمئنان إلى حكمته تعالى، وأنه لا يقدر لعبده المؤمن إلا الخير.
5- البلاء نعمة خفية: المصائب ليست عقوبات محضة، بل هي امتحانات ووسائل للتكفير والترقية. على المسلم أن يبحث عن الحكمة فيها.
6- الشكر على النعم: يذكرنا الحديث بأهمية شكر الله على النعم وعدم الغفلة عنها أو نسبتها إلى النفس أو إلى غير الله.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- **السراء
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزهد (٢٩٩٩) عن هداب بن خالد الأزدي وشيبان بن فروخ جميعا عن سليمان بن المغيرة، حدثنا سليمان، حدثنا ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب فذكره.
ورواه البيهقي (٣/ ٣٧٥) من طريق أحمد بن النضر بن عبد الوهاب، عن شيبان بن فروخ به وزاد في آخره: «فكل قضاء الله للمسلمين خيرٌ».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1130 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن

  • 📜 حديث: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب