حديث: الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (٣٤)﴾

عن أبي هريرة قال: كان النبي ﷺ بارزا يوما للناس، فأتاه رجل فقال: ما الإيمان؟ قال: «الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتابه، ولقائه، ورسله، وتؤمن بالبعث الآخر». قال يا رسول الله: ما الإسلام؟ قال: «الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان. قال يا رسول الله: ما الإحسان؟ قال: «أن تعبد الله كأنّك تراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك». قال يا رسول الله: متى السّاعة؟ قال: «ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، ولكن سأحدّثك عن أشراطها؛ إذا ولدت الأمةُ ربَّها فذاك من أشراطها، وإذا كانت العراة الحفاة رؤوس الناس فذاك من أشراطها، وإذا تطاول رُعاةُ الإبل البُهْم في البنيان، فذاك من أشراطها، في خمس لا يعلمهن إلا الله»، ثم تلا ﷺ: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (٣٤) ثم أدبر الرجل، فقال رسول الله ﷺ: «ردُّوا عليّ الرجلَ» فأخذوا لِيردّوه فلم يروا شيئًا! فقال رسول الله ﷺ: «هذا جبريل جاء ليعلّمَ الناس دينهم».

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٧٧٧)، ومسلم في الإيمان (٩) كلاهما من طريق أبي حيّان، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة، فذكره، واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري نحوه.

عن أبي هريرة قال: كان النبي ﷺ بارزا يوما للناس، فأتاه رجل فقال: ما الإيمان؟ قال: «الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتابه، ولقائه، ورسله، وتؤمن بالبعث الآخر». قال يا رسول الله: ما الإسلام؟ قال: «الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان. قال يا رسول الله: ما الإحسان؟ قال: «أن تعبد الله كأنّك تراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك». قال يا رسول الله: متى السّاعة؟ قال: «ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، ولكن سأحدّثك عن أشراطها؛ إذا ولدت الأمةُ ربَّها فذاك من أشراطها، وإذا كانت العراة الحفاة رؤوس الناس فذاك من أشراطها، وإذا تطاول رُعاةُ الإبل البُهْم في البنيان، فذاك من أشراطها، في خمس لا يعلمهن إلا الله»، ثم تلا ﷺ: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (٣٤)﴾ ثم أدبر الرجل، فقال رسول الله ﷺ: «ردُّوا عليّ الرجلَ» فأخذوا لِيردّوه فلم يروا شيئًا! فقال رسول الله ﷺ: «هذا جبريل جاء ليعلّمَ الناس دينهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث العظيم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، والمتفق على صحته، يعد من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، حيث جمع أصول الدين كله في حوار واحد. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بحسب ما ورد في كتب أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● بارزًا: ظاهرًا للناس، جالسًا في ملأ منهم.
● الإيمان: في اللغة: التصديق، وفي الشرع: يشمل الاعتقاد والقول والعمل.
● البعث الآخر: القيامة بعد الموت.
● الإحسان: إتقان العبادة وإخلاصها.
● الساعة: يوم القيامة.
● أشراطها: علاماتها الدالة على قربها.
● ولدت الأمة ربها: أي أصبحت الأمة (الجارية أو الأمة المملوكة) تلد سيدها، وهو كناية عن كثرة أولاد الإماء حتى يصبح الولد سيدًا لأمه.
● العراة الحفاة رؤوس الناس: أي صار الفقراء والمساكين هم الرؤساء والزعماء.
● رعاة الإبل البهم: البهم جمع أبهَم، وهو الذي لا يعرف القراءة والكتابة، والمقصود رعاة الإبل الجهال.
● تطاولوا في البنيان: تفاخروا في بناء المباني الشاهقة.

ثانيًا. شرح الحديث:


جاء جبريل عليه السلام في صورة رجل ليسأل النبي صلى الله عليه وسلم أسئلة يعلم منها الحاضرون دينهم، فسأله عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلامات الساعة.
1- سؤال عن الإيمان:
- قال: "ما الإيمان؟" فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم: «الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتابه، ولقائه، ورسله، وتؤمن بالبعث الآخر».
- وهذا تعريف للإيمان الذي هو اعتقاد القلب، وقد ذكر أركان الإيمان الستة: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره (وقد ذُكر القدر في روايات أخرى للحديث).
2- سؤال عن الإسلام:
- قال: "ما الإسلام؟" فأجابه: «الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان».
- وهذه أركان الإسلام العملية، وهي الشهادتان (وهي متضمنة في قوله "أن تعبد الله ولا تشرك به")، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت (وقد ذُكر الحج في روايات أخرى).
3- سؤال عن الإحسان:
- قال: "ما الإحسان؟" فأجابه: «أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك».
- وهذا أعلى مراتب الدين، وهو مراقبة الله في السر والعلن، واستحضار عظمته في كل عمل.
4- سؤال عن الساعة:
- قال: "متى الساعة؟" فأجابه: «ما المسؤول عنها بأعلم من السائل»، أي أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم وقت قيام الساعة، كما أن السائل لا يعلم، وهذا من علم الغيب الذي استأثر الله به.
- ثم ذكر بعض علامات الساعة:
● إذا ولدت الأمة ربها: وهو من العلامات الكبرى أو الصغرى (على خلاف بين العلماء)، وفسرها العلماء بكثرة أولاد الإماء حتى يكون الولد سيدًا لأمه.
● إذا كانت العراة الحفاة رؤوس الناس: أي صار الفقراء والمساكين هم القادة والزعماء.
● إذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان: أي تفاخر الجهال والرعاة في بناء المساكن العالية.
- ثم ختم بقوله: «في خمس لا يعلمهن إلا الله» ثم تلا الآية: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ...﴾ [لقمان:34]، وهي تؤكد أن علم الساعة وغيبها مختص بالله تعالى.
5- خاتمة الحديث:
- بعد أن انتهى جبريل من أسئلته أدبر، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بردّه فلم يجدوه، فقال: «هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم».
- وهذا يدل على أن هذا الحوار كان درسًا تعليميًا من جبريل عليه السلام لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- بيان مراتب الدين: الإيمان، الإسلام، الإحسان، وهي ثلاث مراتب متكاملة.
2- أهمية تعلم الدين بالسؤال والجواب: وهذا أسلوب تربوي ناجع.
3- أن الإيمان يشمل اعتقاد القلب وقول اللسان وعمل الجوارح.
4- أن الإحسان هو روح العبادة ولبها، وهو يستلزم استحضار مراقبة الله في كل عمل.
5- التواضع في العلم: حيث أجاب النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة بأنه لا يعلمها، مع أنه رسول الله.
6- الإيمان بالغيب: وأن الله تعالى هو العالم بالغيب وحده.
7- الاستعداد ليوم القيامة: بالعمل الصالح والتقوى.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يسمى حديث جبريل، وهو من الأحاديث الأساسية في تعليم الدين.
- رواه الإمام مسلم في صحيحه، والإمام البخاري بمعناه.
- فيه إثبات صفات الله تعالى، كالرؤية يوم القيامة، وعلمه الغيب.
- وفيه إثبات أن جبريل عليه السلام يأتي في صورة بشر أحيانًا.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المؤمنين الموحدين المحسنين، وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٧٧٧)، ومسلم في الإيمان (٩) كلاهما من طريق أبي حيّان، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة، فذكره، واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري نحوه.
ورواه مسلم (١٠) عن زهير بن حرب، حدثنا جرير، عن عمارة - وهو ابن القعقاع - عن أبي زرعة به، وزاد في أول الحديث قال رسول الله ﷺ: «سلوني» فهابوه أن يسألوه، فجاء رجل، فجلس عند ركبتيه، فقال: يا رسول الله ما الإسلام؟ فذكر نحوه، وزاد عند ذكر الإيمان قوله: «وتؤمن بالقدر كله» وبقية الحديث نحو ما ذكر من قبل.
عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «مفتاح الغيب خمس لا يعلمها إلّا الله: لا يعلم أحدٌ ما يكون في غد، ولا يعلم أحدٌ ما يكون في الأرحام، ولا تعلم نفسٌ ماذا تكسب غدًا، وما تدري نفسٌ بأيّ أرض تموت، وما يدري أحد متى يجيء المطر».
صحيح: رواه البخاريّ في الكسوف (١٠٣٩) عن محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1142 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك

  • 📜 حديث: الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب