حديث: إياكم والظلم فإن الله يقسم يوم القيامة فيقول: وعزتي لا يحوزني اليوم ظلم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (١٣)﴾

عن أبي أمامة أن رسول الله ﷺ بلغ ما أرسل به، ثم قال: «إياكم والظلم، فإن الله تبارك وتعالى يقسم يوم القيامة فيقول: وعزتي لا يحوزني اليوم ظلم، ثم ينادي مناد فيقول: أين فلان بن فلان؟ فيأتي تتبعه من الحسنات أمثال الجبال، فيشخص الناس إليها أبصارهم حتى يقوم بين يدي الله الرحمن عز وجل، ثم يأمر المنادي فينادي: من كانت له تباعة أو ظلامة عند فلان بن فلان، فهلم. فيقبلون حتى يجتمعوا قياما بين يدي الرحمن، فيقول الرحمن: اقضوا عن عبدي فيقولون: كيف نقضي عنه؟ فيقول لهم: خذوا لهم من حسناته فلا يزالون يأخذون منها حتى لا يبقى له حسنة، وقد بقي من أصحاب الظلامات فيقول: اقضوا عن عبدي، فيقولون: لم يبق له حسنة، فيقول: خذوا من سيئاتهم فاحملوها عليه. ثم نزع النبي ﷺ بهذه الآية الكريمة ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (١٣).

حسن: رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٩/ ٣٠٣٩ - ٣٠٤٠) عن أبيه، عن هشام بن عمار، ثنا صدقة، ثنا عثمان بن حفص بن أبي العاتكة، حدثني سليمان بن حبيب المحاربي، عن أبي أمامة فذكره.

عن أبي أمامة أن رسول الله ﷺ بلغ ما أرسل به، ثم قال: «إياكم والظلم، فإن الله ﵎ يقسم يوم القيامة فيقول: وعزتي لا يحوزني اليوم ظلم، ثم ينادي مناد فيقول: أين فلان بن فلان؟ فيأتي تتبعه من الحسنات أمثال الجبال، فيشخص الناس إليها أبصارهم حتى يقوم بين يدي الله الرحمن ﷿، ثم يأمر المنادي فينادي: من كانت له تباعة أو ظلامة عند فلان بن فلان، فهلم. فيقبلون حتى يجتمعوا قياما بين يدي الرحمن، فيقول الرحمن: اقضوا عن عبدي فيقولون: كيف نقضي عنه؟ فيقول لهم: خذوا لهم من حسناته فلا يزالون يأخذون منها حتى لا يبقى له حسنة، وقد بقي من أصحاب الظلامات فيقول: اقضوا عن عبدي، فيقولون: لم يبق له حسنة، فيقول: خذوا من سيئاتهم فاحملوها عليه. ثم نزع النبي ﷺ بهذه الآية الكريمة ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (١٣)﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أسأل الله تعالى أن يوفقني لشرح هذا الحديث العظيم شرحًا يوافق الحق، ويرضي الكريم الوهاب.

الحديث الشريف:


عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ بلغ ما أرسل به، ثم قال: «إياكم والظلم، فإن الله ﷻ يقسم يوم القيامة فيقول: وعزتي لا يحوزني اليوم ظلم، ثم ينادي مناد فيقول: أين فلان بن فلان؟ فيأتي تتبعه من الحسنات أمثال الجبال، فيشخص الناس إليها أبصارهم حتى يقوم بين يدي الله الرحمن ﷻ، ثم يأمر المنادي فينادي: من كانت له تباعة أو ظلامة عند فلان بن فلان، فهلم. فيقبلون حتى يجتمعوا قياما بين يدي الرحمن، فيقول الرحمن: اقضوا عن عبدي فيقولون: كيف نقضي عنه؟ فيقول لهم: خذوا لهم من حسناته فلا يزالون يأخذون منها حتى لا يبقى له حسنة، وقد بقي من أصحاب الظلامات فيقول: اقضوا عن عبدي، فيقولون: لم يبق له حسنة، فيقول: خذوا من سيئاتهم فاحملوها عليه. ثم نزع النبي ﷺ بهذه الآية الكريمة ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (١٣).


أولاً. شرح المفردات:


● يُقسِم: يحلف.
● عزتي: قسم بعزة الله تعالى، وهي صفة من صفات الله العظيمة.
● لا يحوزني: لا يجوز عندي، أو لا يقع في ملكي وقضائي.
● تباعة: دَين أو حق مالي.
● ظلامة: مظلمة، أي حقٌّ لأخيه في النفس أو المال أو العرض.
● فهلم: تعالوا.
● يشخَص الناس إليها أبصارهم: يحدقون وينظرون إليها بشدة تعجبًا لكثرتها.
● يُنزع: يستشهد، أي استدل النبي ﷺ بالآية الكريمة.


ثانيًا. شرح الحديث:


يبدأ الحديث بتحذير النبي ﷺ من الظلم، وهو وضع الشيء في غير موضعه، ويتضمن التعدي على حقوق الآخرين. ثم يبين النبي ﷺ مشهدًا من مشاهد يوم القيامة، حيث يقسم الله تعالى بعزته -وهو قسم عظيم- أنه لن يظلم أحدًا في ذلك اليوم.
ثم يُنادى على شخص بعينه (يُرمز له بفلان بن فلان) كان عنده حسنات كثيرة كالجبال، فيُحضر أمام الله تعالى، فيأمر الله مناديًا أن ينادي: من كانت له مظلمة أو دين عند هذا الشخص فليأتِ ليأخذ حقه.
فيجتمع أصحاب المظالم، ويأمرهم الله تعالى أن يأخذوا حقوقهم من حسنات ذلك الشخص، فيأخذون منها حتى تنفد حسناته بالكامل، ومع ذلك يبقى أناس لم يستوفوا حقوقهم بعد.
حينئذٍ يأمر الله تعالى أن تُنقل سيئات أولئك المظلومين إلى الظالم، فيحمل أوزارهم بالإضافة إلى أوزاره.
ثم استشهد النبي ﷺ بقوله تعالى:
{وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ} [العنكبوت: 13
وهذا وعيد شديد للظالمين بأنهم سيحملون ذنوبهم وذنوب من ظلموهم.


ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم الظلم وشدة وعيده: فالظلم من الكبائر، والحديث يصور عقوبته المهولة يوم القيامة.
2- عدل الله المطلق: فالله تعالى لا يظلم مثقال ذرة، ويوفي كل صاحب حق حقه، حتى لو كان من حسنات الظالم نفسه.
3- خطورة التهاون بحقوق العباد: فحقوق العباد مبنية على المشاحة والمطالبة، ولا تكفرها الصلوات ولا الصيام إلا إذا رضي صاحب الحق أو أعطي حقه.
4- الحث على المسارعة في إرجاع الحقوق إلى أهلها في الدنيا: فاليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل.
5- التخويف من سوء العاقبة: فالإنسان قد يعمل صالحًا كثيرًا، ولكن ظلمه للعباد يذهب بحسناته ويُثقل كاهله بسيئات الآخرين.


رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حسن.
- ينبغي للمسلم أن يحرص على تطهير نفسه من حقوق العباد قبل الموت، بالاستغفار والرد والتحلل.
- من ظلم أحدًا في مال أو عرض أو نفس، فليتب إلى الله وليرد الحقوق إلى أصحابها، أو يستحلهم إن كانوا أحياء، أو يتصدق عنهم إن كانوا أمواتًا.
- هذا الموقف من أهوال يوم القيامة، وهو تذكير للمؤمن بأن يحاسب نفسه قبل أن يحاسب.
أسأل الله تعالى أن يجنبنا الظلم، وأن يوفقنا للعدل والإحسان، وأن يتجاوز عن تقصيرنا، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٩/ ٣٠٣٩ - ٣٠٤٠) عن أبيه، عن هشام بن عمار، ثنا صدقة، ثنا عثمان بن حفص بن أبي العاتكة، حدثني سليمان بن حبيب المحاربي، عن أبي أمامة فذكره.
وإسناده حسن من أجل هشام بن عمار فإنه حسن الحديث، ومن أجل عثمان بن أبي العاتكة فإنه أيضا حسن الحديث في روايته عن غير علي بن زيد الألهاني.
وقوله: «ثم نزع النبي ﷺ» أي استشهد بها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1112 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إياكم والظلم فإن الله يقسم يوم القيامة فيقول: وعزتي لا يحوزني اليوم ظلم

  • 📜 حديث: إياكم والظلم فإن الله يقسم يوم القيامة فيقول: وعزتي لا يحوزني اليوم ظلم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إياكم والظلم فإن الله يقسم يوم القيامة فيقول: وعزتي لا يحوزني اليوم ظلم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إياكم والظلم فإن الله يقسم يوم القيامة فيقول: وعزتي لا يحوزني اليوم ظلم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إياكم والظلم فإن الله يقسم يوم القيامة فيقول: وعزتي لا يحوزني اليوم ظلم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب