حديث: الكبر بطر الحق، وغمط الناس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (١٨) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (١٩)﴾

عن عبد الله بن مسعود، عن النبيّ ﷺ قال: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرّة من كِبْر» قال رجل: إنّ الرّجلَ يحبُّ أن يكون ثوبُه حسنًا، ونعلُه حسنةً. قال: «إنّ الله جميلٌ يحبُّ الجمال» الكِبر بَطَرُ الحقّ، وغَمْط النّاس».

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٩١) من طرق عن شعبة، عن أبان بن تغلب، عن فضيل الفقَيميّ، عن إبراهيم النخعيّ، عن علقمة، عن ابن مسعود، فذكره.

عن عبد الله بن مسعود، عن النبيّ ﷺ قال: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرّة من كِبْر» قال رجل: إنّ الرّجلَ يحبُّ أن يكون ثوبُه حسنًا، ونعلُه حسنةً. قال: «إنّ الله جميلٌ يحبُّ الجمال» الكِبر بَطَرُ الحقّ، وغَمْط النّاس».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بهذا الحديث العظيم.

الحديث بلفظه كاملاً:


عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبيّ ﷺ قال: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرّة من كِبْر». فقال رجل: إنّ الرّجلَ يحبُّ أن يكون ثوبُه حسنًا، ونعلُه حسنةً. فقال رسول الله ﷺ: «إنّ الله جميلٌ يحبُّ الجمال. الكِبر بَطَرُ الحقّ، وغَمْط النّاس».
(رواه مسلم في صحيحه)


1. شرح المفردات:


● مثقال ذرة: وزن أصغر شيء يمكن تخيله، للدلالة على أدنى درجة.
● الكبر: الترفع والتجبر على الخلق، واحتقارهم.
● بَطَرُ الحق: رده ودفعه، وعدم قبوله.
● غَمْط الناس: احتقارهم وازدراؤهم، وعدم إعطائهم حقوقهم أو تقديرهم.


2. شرح الحديث:


ينقسم هذا الحديث الشريف إلى جزأين رئيسيين:
الجزء الأول: التهديد الشديد لمن في قلبه كبر
يقول النبي ﷺ: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر». وهذا وعيد شديد يدل على عظم خطر الكبر وعاقبته الوخيمة، حيث أنه يحرم صاحبه من دخول الجنة، وهو من كبائر الذنوب. والمراد بالدخول هنا: الدخول الأول دون عذاب، أو أنه لا يدخلها أبداً إذا مات على ذلك ولم يتب، كما هو حال أهل الكبائر تحت المشيئة.
الجزء الثاني: التفريق بين الكبر المذموم وحسن الهيئة
عقب هذا الوعيد، فهم الرجل – وهو صحابي جليل – أن الكبر قد يشمل حتى الاهتمام بالمظهر، فسأل استفساراً يدل على فقهه، فقال: "إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة"، أي أن هذا قد يظن أنه من الكبر.
فأجابه النبي ﷺ بردّين عظيمين:
1- «إن الله جميل يحب الجمال»: هذا أصل عام عظيم، فالله تعالى متصف بالجمال المطلق، ويحب من عباده أن يتجملوا في مظهرهم وثيابهم وهيئتهم، ما دام ذلك within حدود الشرع وبدون إسراف أو خيلاء. فحب التجمل في اللباس والنعل ليس من الكبر في شيء، بل هو من السنة ومن محبة الله تعالى.
2- تعريف الكبر الحقيقي: ثم بين النبي ﷺ حقيقة الكبر ليزيل اللبس، فقال: «الكبر بطر الحق، وغمط الناس».
● بطر الحق: هو رفض الحق وعدم قبوله، والتكبر على من جاء به، سواء كان من الله (كأحكام الشرع) أو من الناس (كالنصيحة والرأي السديد).
● غمط الناس: هو احتقارهم وازدراؤهم، والنظر إليهم بعين الاستصغار، وعدم الاعتراف بفضلهم أو حقوقهم.
فالكبر الحقيقي إذن هو مرض قلبي، يتعلق بتعامل الإنسان مع الحق ومع الخلق، وليس له علاقة بالمظهر الحسن.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- خطر الكبر وعظمه: فهو من الصفات التي تمنع دخول الجنة، ويجب على المسلم أن يتطهّر قلبه منها.
2- التفريق بين حب الجمال والكبر: فالإسلام دين الجمال والطهارة، ويشجع على حسن المظهر والنظافة والأناقة، بشرط ألا يقترن ذلك بالخيلاء أو احتقار الآخرين.
3- حقيقة الكبر: ليست في المظاهر الخارجية، بل في attitudes القلب وسلوكياته: التكبر على الحق، واحتقار الناس.
4- العدل والإنصاف: من صفات المؤمن أن ينزل الناس منازلهم، ويعترف بفضلهم، ولا يبخسهم حقوقهم.
5- قبول الحق: من أعظم علامات التواضع قبول الحق من أي أحد جاء، صغيراً كان أم كبيراً.
6- الحكمة في الرد على الاستفسارات: حيث أجاب النبي ﷺ بردّ شامل، نفى فيه اللبس، وأوضح الحكم، وبيّن الحقيقة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في ذم العجب والغرور، وهو من أخطر أمراض القلوب.
- التواضع هو ضد الكبر، وهو من صفات عباد الله الرحمن، وقد مدح الله به النبي ﷺ فقال: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 215].
- من أمثلة بطر الحق: أن يعرض الإنسان عن التذكرة والنصيحة، أو أن يستكبر عن عبادة الله وطاعته.
- من أمثلة غمط الناس: أن يحتقر الإنسان غيره لفقره، أو ضعفه، أو لونه، أو جنسيته.
نسأل الله تعالى أن يطهر قلوبنا من الكبر والغرور، وأن يزيّنها بالتواضع والإيمان، وأن يرزقنا قبول الحق والإنصاف من أنفسنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (٩١) من طرق عن شعبة، عن أبان بن تغلب، عن فضيل الفقَيميّ، عن إبراهيم النخعيّ، عن علقمة، عن ابن مسعود، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1140 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الكبر بطر الحق، وغمط الناس

  • 📜 حديث: الكبر بطر الحق، وغمط الناس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الكبر بطر الحق، وغمط الناس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الكبر بطر الحق، وغمط الناس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الكبر بطر الحق، وغمط الناس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب