حديث: أوتي نبيكم ﷺ مفاتيح كل شيء غير خمس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (٣٤)﴾

عن عبد الله بن مسعود: أوتي نبيكم ﷺ مفاتيح كل شيء غير خمس: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (٣٤).

حسن: رواه أحمد (٣٦٥٩)، وأبو يعلى (٥١٥٣) كلاهما من طريق عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول فذكره.

عن عبد الله بن مسعود: أوتي نبيكم ﷺ مفاتيح كل شيء غير خمس: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (٣٤)﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا الحديث الذي رواه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يخبرنا عن عظيم منزلة النبي صلى الله عليه وسلم، مع التأكيد على أن هناك أمورًا اختص الله تعالى بعلمها، لا يعلمها نبي مرسل ولا ملك مقرب.

أولاً. شرح المفردات:


● أُوتِي: أُعطِيَ.
● مفاتيح كل شيء: المقصود بها العلوم والمعارف والحكمة التي فتح الله بها على نبيه.
● غير خمس: استثناء لهذه الأمور الخمسة التي اختص الله بعلمها.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا ابن مسعود رضي الله عنه أن الله تعالى قد منح نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم من العلوم والحكمة والمعارف ما لم يُعطِه لأحد من العالمين، حتى قال عنه رب العزة: {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء: 113].
ولكن مع هذه العطايا الجليلة، فإن هناك خمسة أمور غيبية اختص الله تعالى بعلمها، ولم يُطْلِع عليها أحدًا من خلقه، لا نبيًا مرسلاً ولا ملكًا مقربًا، وهي المذكورة في الآية الكريمة من سورة لقمان:
1- {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ}: علم وقت قيام الساعة هو سر من أسرار الله، لا يعلمه إلا هو. وقد سأل ملك الموت النبي صلى الله عليه وسلم عنها فقال: "مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ" (متفق عليه).
2- {وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ}: إنزال المطر وتقدير وقته ومقداره وموقعه من الأمور التي يتحكم فيها الله وحده. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي ويدعو الله لينزل الغيث، ولكنه لا يعلم متى ينزل إلا بوحي من الله.
3- {وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ}: علم ما في الأرحام، سواء أذكر أم أنثى، صحيح أم سقيم، وما سيكون عليه شأنه في المستقبل، كل ذلك من علم الغيب الذي استأثر الله به. وما يراه الناس اليوم من أجهزة تكشف نوع الجنين فهي لا تعلم إلا ما هو موجود في لحظة الكشف فقط، ولا تعلم ما سيصير إليه حاله.
4- {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا}: لا يستطيع أحد أن يجزم بما سيكسبه غدًا من خير أو شر، رزق أو مصيبة، نفع أو ضر. فالإنسان يخطط ولكن القضاء والقدر بيد الله.
5- {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ}: لا يعلم الإنسان في أي مكان سيوافيه الأجل، فقد يموت في بلده أو في سفر، في بيته أو في الطريق. وهذا من كمال التسليم لله والاستعداد بلقائه في أي وقت ومكان.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم: إذ منحه الله من مفاتيح العلم والحكمة ما لم يُعطِه لأحد، وهذا دليل على شرف مقامه عند ربه.
2- إثبات علم الله المطلق: فالله تعالى هو العليم الخبير الذي أحاط علمه بكل شيء، والغيب كله له.
3- التفويض والتسليم لله: هذا الحديث يعلمنا التواضع لله والاعتراف بقدرته وعلمه، وأن البشر مهما بلغوا من العلم فإن علمهم محدود.
4- الرد على المدعين لعلم الغيب: كالمنجمين والعرافين والدجالين الذين يدعون معرفة المستقبل، فهذا الحديث وأمثاله يُبطِل مزاعمهم ويكذبهم.
5- الحث على الاستعداد والعبادة: بما أن الإنسان لا يدري متى يموت ولا ما يكتسب غدًا، فإن هذا يحفزه على أن يكون دائمًا على أهبة الاستعداد، بالإكثار من الطاعات واجتناب المعاصي.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه، وقال: صحيح الإسناد.
- الآية التي استشهد بها الحديث هي من سورة لقمان، وهي تأتي في سياق الرد على المشركين الذين كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن وقت قيام الساعة تعنتًا وحجة.
- هذه الخمس تسمى "مفاجآت الغيب" أو "مفاتيح الغيب الخمسة" التي لا يعلمها إلا الله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٣٦٥٩)، وأبو يعلى (٥١٥٣) كلاهما من طريق عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الله بن سلمة وهو المرادي فإنه حسن الحديث.
وفي معناه أحاديث أخرى مذكورة في كتاب الإيمان.
وقوله: ﴿وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ﴾ أي شقي أو سعيد، سليم أو معاق، طويل أو قصير، غني أو
فقير، يموت أو يحيى، والأطوار التي يمر بها من نطفة وعلقة ومضغة، هذه كلها من الغيبيات لا يعلمها أحدٌ بالدقة واليقين إلا الله سبحانه وتعالى.
قوله: ﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ﴾ أي ليس أحد من الناس يدري أين يقع له الموتُ في برّ أو بحرٍ أو سهل أو جبل، والعلم عند الله، فإذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة، كما جاء في الحديث: عن عبد الله بن مسعود، عن النبي ﷺ قال: «إذا كان أجل أحدكم بأرض أوثبته إليها الحاجة، فإذا بلغ أقصى أثره قبضه الله سبحانه، فتقول الأرض يوم القيامة: رب هذا ما استودعتني».
صحيح: رواه ابن ماجه (٤٢٦٣) والحاكم (١/ ٤١) كلاهما من طرق عن عمر بن علي قال: أخبرني إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عبد الله بن مسعود، فذكره. واللفظ لابن ماجه. وإسناده صحيح. والكلام عليه مبسوط في الجنائز.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1145 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أوتي نبيكم ﷺ مفاتيح كل شيء غير خمس

  • 📜 حديث: أوتي نبيكم ﷺ مفاتيح كل شيء غير خمس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أوتي نبيكم ﷺ مفاتيح كل شيء غير خمس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أوتي نبيكم ﷺ مفاتيح كل شيء غير خمس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أوتي نبيكم ﷺ مفاتيح كل شيء غير خمس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب