حديث: لما نزلت "وهم من بعد غلبهم سَيَغْلِبُونَ في بضع سنين"

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قول: ﴿الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (٤) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٥) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٦)﴾

عن نيار بن مكرم الأسلمي قال: لما نزلت ﴿وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣) فِي بِضْعِ سِنِينَ﴾ فكانت فارس يوم نزلت هذه الآية قاهرين للروم، وكان المسلمون يحبون ظهور الروم عليهم لأنهم وإياهم أهل كتاب وفي ذلك قول الله تعالى ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (٤) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ فكانت قريش تحب ظهور فارس، لأنهم وإياهم ليسوا بأهل كتاب ولا إيمان ببعث، فلما أنزل الله تعالى هذه الآية، خرج أبو بكر الصديق يصيح في نواحي مكة ﴿الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣) فِي بِضْعِ سِنِينَ﴾ قال ناس من قريش لأبي بكر فذلك بينا وبينكم، زعم صاحبكم أن الروم ستغلب فارسا في بضع سنين، أفلا نراهنك على ذلك؟ قال: بلى. وذلك قبل تحريم الرهان، فارتهن أبو بكر والمشركون، وتواضعوا الرهان، وقالوا لأبي بكر: كم تجعل؟ البضع ثلاث سنين إلى تسع سنين، فسمِّ بيننا وبينك وسطا تنتهي إليه، قال: فسمّوا بينهم ست سنين قال: فمضت الست سنين قبل أن يظهروا، فأخذ المشركون رهن أبي بكر، فلما دخلت السنة السابعة ظهرت الروم على فارس، فعاب المسلمون على أبي بكر تسمية ست سنين؛ لأن الله تعالى قال ﴿فِي بِضْعِ سِنِينَ﴾ قال: وأسلم عند ذلك ناس كثير.

حسن: رواه الترمذي (٣١٩٤) عن محمد بن إسماعيل، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني ابن أبي الزناد، عن أبي الزناد، عن عروة بن الزبير، عن نيار بن مكرم الأسلمي فذكره.

عن نيار بن مكرم الأسلمي قال: لما نزلت ﴿وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣) فِي بِضْعِ سِنِينَ﴾ فكانت فارس يوم نزلت هذه الآية قاهرين للروم، وكان المسلمون يحبون ظهور الروم عليهم لأنهم وإياهم أهل كتاب وفي ذلك قول الله تعالى ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (٤) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ فكانت قريش تحب ظهور فارس، لأنهم وإياهم ليسوا بأهل كتاب ولا إيمان ببعث، فلما أنزل الله تعالى هذه الآية، خرج أبو بكر الصديق يصيح في نواحي مكة ﴿الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣) فِي بِضْعِ سِنِينَ﴾ قال ناس من قريش لأبي بكر فذلك بينا وبينكم، زعم صاحبكم أن الروم ستغلب فارسا في بضع سنين، أفلا نراهنك على ذلك؟ قال: بلى. وذلك قبل تحريم الرهان، فارتهن أبو بكر والمشركون، وتواضعوا الرهان، وقالوا لأبي بكر: كم تجعل؟ البضع ثلاث سنين إلى تسع سنين، فسمِّ بيننا وبينك وسطا تنتهي إليه، قال: فسمّوا بينهم ست سنين قال: فمضت الست سنين قبل أن يظهروا، فأخذ المشركون رهن أبي بكر، فلما دخلت السنة السابعة ظهرت الروم على فارس، فعاب المسلمون على أبي بكر تسمية ست سنين؛ لأن الله تعالى قال ﴿فِي بِضْعِ سِنِينَ﴾ قال: وأسلم عند ذلك ناس كثير.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام الطبري في تفسيره، وهو حديث صحيح يشير إلى نزول أوائل سورة الروم، وله قصة عظيمة ودروس مستفادة.

أولاً. شرح المفردات:


● قاهرين للروم: أي أن الفرس كانوا منتصرين على الروم وغالبين لهم.
● البضع: في اللغة العربية يطلق على العدد من الثلاث إلى التسع.
● يراهنك: أي يتعاهد معك برهان (مراهنة) على صحة هذا الخبر.
● رهن أبي بكر: ما قدمه أبو بكر كضمان للرهان.
● عاب المسلمون: أي أنهم انتقدوا أبا بكر - رضي الله عنه - في تحديده لست سنين.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي نيار بن مكرم الأسلمي عن قصة نزول قوله تعالى: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ} [سورة الروم: 1-4].
كانت الدولة الفارسية (غير المؤمنة بالله ولا بالكتب السماوية) قد انتصرت على الروم (وهم أهل كتاب من النصارى)، ففرح كفار قريش بانتصار الفرس لأنهم - مثلهم - ليسوا أهل كتاب، بينما فرح المسلمون بانتصار الروم لأنهم أهل كتاب.
فنزلت الآية تبشر المؤمنين بأن الروم سينتصرون على الفرس مرة أخرى خلال "بضع سنين"، أي في مدة تتراوح بين ثلاث إلى تسع سنوات.
وهنا تحرك أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - ليعلن هذا النبأ الإلهي في مكة، فسارع كفار قريش إلى مراهنته على صحة هذا الخبر، وكان الرهان حينها مباحاً قبل تحريمه لاحقاً في الإسلام.
فاتفق الطرفان على أن "البضع" هو ما بين 3 إلى 9 سنوات، واختاروا وسطاً هو 6 سنوات. ووضعوا الرهان.
ومضت الست سنوات دون أن ينتصر الروم، فأخذ المشركون رهن أبي بكر. ولكن ما إن دخلت السنة السابعة حتى انتصر الروم على الفرس، فتحقق وعد الله تعالى.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- صدق القرآن الكريم: فقد تحقق ما أخبر به الله تعالى في سورة الروم، وهو من إعجاز القرآن الغيبي.
2- ثبات أبي بكر وإيمانه: خاض المراهنة وهو واثق بنصر الله، مما يدل على قوة إيمانه ويقينه.
3- أن البضع من الثلاث إلى التسع: وهذا من دقة اللغة العربية التي نزل بها القرآن.
4- الفرح بنصر أهل الحق: حتى لو كانوا غير مسلمين، ما داموا أقرب إلى الحق من غيرهم.
5- أن هذه الحادثة كانت سبباً في إسلام الكثيرين: إذ رأوا تحقق نبوءة القرآن، فازداد إيمان المؤمنين، وأسلم عدد من الكفار.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذه الواقعة حدثت قبل الهجرة النبوية.
- الآيات نزلت في أصعب أوقات المسلمين، لتثبتهم وتعدهم بنصر الله.
- انتصار الروم على الفرس كان بداية لضعف دولة الفرس، والتي سيقضي عليها المسلمون لاحقاً في عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٣١٩٤) عن محمد بن إسماعيل، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني ابن أبي الزناد، عن أبي الزناد، عن عروة بن الزبير، عن نيار بن مكرم الأسلمي فذكره.
قال الترمذي: «هذا حديث صحيح حسن غريب من حديث نيار بن مكرم لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي الزناد».
ورواه البيهقي في الأسماء والصفات (٥١٠) من وجه آخر عن عبد الرحمن بن أبي الزناد به نحوه، وقال: «هذا إسناد صحيح».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن أبي الزناد فإنه حسن الحديث.
وذكر المفسرون أن الذي راهن أبا بكر هو أبي بن خلف، وأنهم جعلوا الرهان خمس قلائص، فلما خشي أبي بن خلف أن يخرج أبو بكر من مكة أتاه فلزمه وقال: إني أخاف أن تخرج من مكة، فأقم لي كفيلا، فكفل له ابنه عبد الله بن أبي بكر، فلما أراد أبي بن خلف أن يخرج إلى أحد أتاه
عبد الله بن أبي بكر فلزمه، فقال: لا والله لا أدعك حتى تعطيني كفيلا فأعطاه كفيلا. ثم خرج إلى أُحد، ثم رجع أبي بن خلف فمات بمكة من جراحته التي جرحه رسول الله ﷺ حين بارزه، وظهرت الروم على فارس يوم الحديبية، وذلك عند رأس سبع سنين من مناحبتهم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1122 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لما نزلت "وهم من بعد غلبهم سَيَغْلِبُونَ في بضع سنين"

  • 📜 حديث: لما نزلت "وهم من بعد غلبهم سَيَغْلِبُونَ في بضع سنين"

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لما نزلت "وهم من بعد غلبهم سَيَغْلِبُونَ في بضع سنين"

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لما نزلت "وهم من بعد غلبهم سَيَغْلِبُونَ في بضع سنين"

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لما نزلت "وهم من بعد غلبهم سَيَغْلِبُونَ في بضع سنين"

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب