حديث: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبهم وقولوا آمنا بالله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (٤٦)﴾

عن أبي هريرة، قال: كان أهلُ الكتاب يقرؤون التّوراة بالعبرانية، ويفسّرونها بالعربيّة لأهل الإسلام، فقال رسول الله ﷺ: «لا تصدّقوا أهل الكتاب ولا تكذّبوهم وقولوا: ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ [البقرة: ١٣٦].

صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٤٨٥)، وفي الاعتصام (٧٣٦٢)، وفي التوحيد (٧٥٤٢) عن محمد بن بشار، حدّثنا عثمان بن عمر، أخبرنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، قال: كان أهلُ الكتاب يقرؤون التّوراة بالعبرانية، ويفسّرونها بالعربيّة لأهل الإسلام، فقال رسول الله ﷺ: «لا تصدّقوا أهل الكتاب ولا تكذّبوهم وقولوا: ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ [البقرة: ١٣٦].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النافع، معتمدًا على كلام أهل العلم المعتبرين:
الحديث: رواه البخاري في صحيحه (كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره}) عن أبي هريرة رضي الله عنه.


1. شرح المفردات:


● يقرؤون التوراة بالعبرانية: أي أن اليهود (أهل الكتاب) كانوا يتلون كتابهم المقدس (التوراة) بلغتهم الأصلية، وهي اللغة العبرانية.
● ويفسرونها بالعربية: ثم يترجمونها ويشرحون معانيها للمسلمين باللغة العربية.
● لا تصدقوهم: لا تقبلوا كل ما يخبرونكم به على أنه حق مطلق.
● ولا تكذبوهم: لا تنفوا كل ما يخبرونكم به على أنه باطل مطلق.
● وقولوا: {قولوا آمنا بالله...}: استمسكوا بهذه العقيدة السليمة، واخلصوا القول والعمل لها.


2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه عن حالة واقعية كانت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان بعض اليهود (أهل الكتاب) يقرؤون من كتبهم بلغتهم ثم يترجمونها ويشرحونها للمسلمين بالعربية. وكان في أخبارهم ما هو حق مصدق لما جاء في الإسلام، وفيها ما هو باطل مكذوب محرف.
فجاءت توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم لتنظيم تعامل المسلم مع هذه الأخبار:
● "لا تصدقوهم": النهي عن التصديق المطلق لهم؛ لأن كتبهم حُرفت وبدلت، وفيهم الكذب والتحريف، فليسوا أمناء في كل ما ينقلونه. قال أهل العلم: "لِأَنَّهُمْ قَدْ كَذَبُوا وَبَدَّلُوا وَكَتَمُوا".
● "ولا تكذبوهم": النهي عن التكذيب المطلق لهم؛ لأن في كتبهم وبقاياهم بعض الأخبار الصحيحة التي لم تمحها أيديهم، والتي قد تصدق ما جاء في الإسلام. فالتكذيب المطلق قد يؤدي إلى رد شيء من الحق.
● "وقولوا: {آمنا بالله...}": أي إذا سمعتم منهم خبرًا، فلا توافقوهم عليه منقادين ولا ترفضوه جملة، بل استقيموا على عقيدتكم الثابتة التي نزلت عليكم من ربكم، والتي تؤمن بجميع الكتب والرسل من غير تفريق. فما وافق منها ما عندكم فهو الحق، وما خالفه فهو الباطل.
فهذا التوجيه النبوي يحفظ للمسلم عقيدته من الشك والاضطراب، ويجنبه الوقوع في فخ التحريف أو الإنكار للحق.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- الحكمة في التعامل مع غير المسلمين: يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالتوازن والعدل والمنهجية في التعامل مع أهل الكتاب وأخبارهم، فلا إفراط (بالتصديق) ولا تفريط (بالتكذيب).
2- الثبات على العقيدة: المسلم يعتصم بعقيدته الصحيحة التي جاءت في القرآن والسنة، وهي المقياس الذي يزن به كل ما يرد عليه من أخبار وآراء.
3- التحذير من الانخداق بأهل الكتاب: كثير مما ينقلونه قد يكون محرفًا أو مختلقًا، فلا يؤخذ دين المسلم عنهم.
4- الأمر بالاعتصام بالقرآن: الرد في كل أمر إلى ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
5- بيان سماحة الإسلام وعدله: فلم يأمر بتكذيبهم مطلقًا، recognizing أن عندهم بقايا من حق.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل عظيم في باب "الرد على أهل الكتاب" وطريقة مناقشتهم.
- يدخل في هذا الباب ما يسمى "الإسرائيليات"، وهي الأخبار التي نقلها بعض المفسرين من روايات أهل الكتاب. وحكمها: ما صدق منها شرعنا قبل، وما كذب ردد، وما لم يرد في شرعنا تصديق ولا تكذيب فلا نؤمن به ولا نكذبه، ويسكت عنه، مع عدم الاعتماد عليه في الدين.
- الآية التي أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نقولها {آمَنَّا بِاللَّهِ...} [البقرة: 136] هي منهج كامل في الإيمان بالرسل جميعًا من غير تفريق.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٤٨٥)، وفي الاعتصام (٧٣٦٢)، وفي التوحيد (٧٥٤٢) عن محمد بن بشار، حدّثنا عثمان بن عمر، أخبرنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1116 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبهم وقولوا آمنا بالله

  • 📜 حديث: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبهم وقولوا آمنا بالله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبهم وقولوا آمنا بالله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبهم وقولوا آمنا بالله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبهم وقولوا آمنا بالله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب