حديث: أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (١٣)﴾

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «أتدرون ما المفلس؟» قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: «إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم، فطرحت عليه، ثم طرح في النار».

صحيح: رواه مسلم في البر والصلة (٢٥٨١) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «أتدرون ما المفلس؟» قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: «إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم، فطرحت عليه، ثم طرح في النار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع. هذا حديث عظيم من أحاديث الرقائق والترهيب، رواه الإمام مسلم في صحيحه، وسأشرحه لك بتفصيل ووضوح إن شاء الله.

أولاً. شرح المفردات:


● المفلس: في اللغة هو من لا مال له. وفي الحديث يُطلق على من أفلس من الحسنات.
● قذف هذا: أي اتهمه بالزنى أو نسب إليه ما يعيبه.
● سفك دم هذا: أي قتله بغير حق.
● فنيت حسناته: أي انتهت وَنَفِدَت.
● أخذ من خطاياهم: أي أُخذت من سيئاتهم التي أُثْقِل بها.
● فطرحت عليه: أي أُلصقت به وأُضيفت إلى سيئاته.

ثانياً. شرح الحديث:


يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بسؤال أصحابه ليبين لهم حقيقة جديدة لم يكونوا يعرفونها، فيسألهم: (أتدرون ما المفلس؟) فيجيبونه بالمعنى المادي الدنيوي الذي يعرفونه، وهو من لا درهم له ولا متاع.
فيبين النبي صلى الله عليه وسلم أن هناك مفلساً آخر أشد إفلاساً، وهو الذي يأتي يوم القيامة ومعه رصيد كبير من العبادات البدنية والمالية: الصلاة، والصيام، والزكاة. لكن مع هذا الرصيد العظيم، كان قد أخل بحقوق العباد، فشتم هذا، وقذف ذاك، وأكل أموال الناس بالباطل، وسفك الدماء بغير حق، وضرب الناس ظلماً وعدواناً.
ففي يوم القيامة، حيث لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، يُحاسَب هذا الإنسان على هذه المظالم. فيأتي كل من ظلمهم ليأخذوا حقهم منه. وكيفية أخذ الحق أن يعطي كل مظلوم من حسنات هذا الظالم بقدر ما ظلمه. فتعطى حسناته -التي ظن أنها كنزه- لمن ظلمهم.
فإن استوفى المظلومون حقوقهم وبقي له حسنات، فبها ونعمت. ولكن الخطر العظيم هو أن تنفد حسناته قبل أن يستوفي المظلومون حقوقهم، فحينئذٍ لا يبقى له إلا السيئات. فيأخذون من سيئاته (أي من الإثم الذي يحمله هو أصلاً) فيطرح عليه إثمهم وذنوبهم، فيثقل وزره، ثم يكون مصيره النار -عافانا الله وإياك منها-.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- خطورة حقوق العباد: الحديث يظهر أن حقوق العباد أمر خطير جداً، وقد تهلك صاحبها حتى لو كان كثير الصلاة والصيام، إذا لم يتحلل منها أو يردها في الدنيا.
2- العدل الإلهي: يوم القيامة هو يوم العدل الكامل، حيث يُؤخذ للمظلوم حقه من الظالم حتى لا تذهب نفس بشيء.
3- الحث على التوبة والاستغفار ورد المظالم: يجب على المسلم أن يسرع في التوبة من الذنوب جميعاً، خاصة تلك التي تتعلق بحقوق العباد، بأن يرد الحقوق إلى أصحابها، أو يستحلهم ويطلب مسامحتهم.
4- لا تغتر بكثرة العبادة مع أكل حقوق الناس: لا ينبغي للمسلم أن يغتر بكثرة صلاته أو صيامه وهو يأكل أموال الناس أو يظلمهم، فربما تكون هذه العبادات هي سبب هلاكه إذا أخذها من ظلمهم.
5- الترهيب من الظلم: الحديث ترهيب شديد من جميع أنواع الظلم: شتم الأعراض، والاتهام بالباطل، وأكل الأموال، والضرب، والقتل.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل عظيم في باب "حقوق العباد" وأنها لا تسقط حتى يؤخذ لصاحبها حقه.
- يستحب للمسلم أن يحاسب نفسه قبل أن يحاسب، وأن يرد المظالم إلى أهلها في الدنيا، فإن مات ولم يردها، كانت وبالاً عليه يوم القيامة.
- من عجز عن رد الحقوق لأصحابها (كأن يكون لا يعرفهم أو يكونوا قد ماتوا)، فليستكثر من الحسنات ليعوضها يوم القيامة، وليدع لهم بالمغفرة.
نسأل الله أن يجعلنا من المتقين، وأن يحفظنا من ظلم الآخرين، وأن يتجاوز عن تقصيرنا إنه هو الغفور الرحيم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في البر والصلة (٢٥٨١) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1111 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع

  • 📜 حديث: أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب