حديث: إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له بها حاجة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (٣٤)﴾

عن أبي عزة قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة، أو قال: بها حاجة».

صحيح: رواه الترمذي (٢١٤٧)، وأحمد (١٥٥٣٩)، والبخاري في الأدب المفرد (٧٨٠)، وصحّحه ابن حبان (٦١٥١)، والحاكم (١/ ٤٢) كلهم من حديث إسماعيل بن إبراهيم (ابن علية)، عن أيوب، عن أبي المليح بن أسامة، عن أبي عزة فذكره.

عن أبي عزة قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة، أو قال: بها حاجة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:

نص الحديث:


عن أبي عُزَّة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: «إِذَا قَضَى اللَّهُ لِعَبْدٍ أَنْ يَمُوتَ بِأَرْضٍ جَعَلَ لَهُ إِلَيْهَا حَاجَةً، أَوْ قَالَ: بِهَا حَاجَةً».
(رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في جامعه، وقال: حديث حسن غريب، وصححه الألباني).


1. شرح المفردات:


* قَضَى اللَّهُ: حكم الله تعالى وقدره الذي لا يُرد ولا يُبدل.
* لِعَبْدٍ: للإنسان المؤمن أو الكافر، والعبرة بعموم اللفظ.
* جَعَلَ لَهُ: هيأ له وأسباب له.
* حَاجَةً: أمراً يدعوه للذهاب إلى تلك الأرض، كطلب علم، أو تجارة، أو زيارة قريب، أو غير ذلك من الحاجات الدنيوية المباحة.


2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن حكمة عظيمة من حكم الله تعالى في تقديره للأمور وقضائه وقدره.
المعنى الإجمالي: إذا سبق في علم الله الأزلي وقدره أن يكون أجل عبد من عباده وانتهاء عمره في أرض معينة، فإن الله تعالى يهيئ له الأسباب التي تدعوه ويشعر معها بأنه هو الذي اختار الذهاب إلى تلك الأرض طلباً لمصلحة أو حاجة دنيوية، وهو لا يدري أن هذه الرحلة هي التي ستموت فيها وتقبض فيها روحه.
فالعبد يتحرك ظاهرياً بإرادته واختياره لتحصيل منفعة دنيوية، ولكن في الحقيقة هو يسير وفق قضاء الله وقدره الذي سبق به العلم، فتكون هذه الحاجة الدنيوية هي الوسيلة التي تحقق بها القضاء الإلهي.
مثال توضيحي: قد يخرج التاجر سعياً وراء الرزق والتجارة إلى بلد ما، فيموت فيه. ويخرج الطالب طلباً للعلم إلى مدينة أخرى، فيموت فيها. ويزور الرجل أقاربه في قرية نائية، فيموت عندهم. كل هؤلاء خرجوا لحاجة ظاهرة، ولكن الحكمة الخفية كانت هي تحقيق قضاء الله بموتهم في تلك البقعة بالذات.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- الإيمان بالقدر خيره وشره: الحديث أصل عظيم من أصول الإيمان بالقدر، وهو أن كل شيء بقضاء الله وقدره، وأن أعمال العباد وتحركاتهم هي في الحقيقة محققة لما سبق به القدر.
2- حكمة الله تعالى ورحمته: في هذا التيسير تربية للعبد على عدم الخوف المذموم، وطمأنينة له بأنه لن يموت قبل أن يكمل أجله ويستوفي رزقه، فليتوكل على الله ويسعى في الأرض.
3- أن الأجل محتوم لا يتقدم ولا يتأخر: مهما حاول الإنسان أن يحذر أو يفر من الموت، فإنه سيلاحقه إلى حيث قُدر له. قال تعالى: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ} [الجمعة: 8].
4- عدم التعلل بالقدر لترك الأخذ بالأسباب: فالعبد مأمور بالسعي والحركة وطلب الرزق والحوائج، وليس له أن يجلس في بيته متواكلاً تحت ذريعة "القدر". بل يسعى ويأخذ بالأسباب مع التوكل على الله الذي بيده ملكوت كل شيء.
5- الاستعداد الدائم للموت: حيث إن الإنسان لا يدري في أي أرض سيفاجئه الأجل، فلا ينبغي أن يؤخر التوبة أو فعل الطاعات بحجة أنه سيعود إلى بلده أو أن الوقت لا يزال مبكراً.


4. معلومات إضافية:


* هذا الحديث يرد على من يستغرب كيف يموت الإنسان بعيداً عن أهله ووطنه، ويبين أن هذا ليس أمراً عشوائياً، بل هو محكوم بقضاء الله وحكمته.
* ينبغي للمسلم أن يستحضر هذا المعنى دائماً، فيجعل سعيه دائماً خالصاً لله وفي طاعته، فإن مات في غربته كان ذلك وهو على عمل صالح، فيكون خاتمة حسنة.
* يفهم من الحديث أيضاً أن على المسلم أن يستخير الله تعالى في جميع أموره، ويسأله أن يختار له الخير حيث كان، وأن يصرف عنه الشر حيث كان.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٢١٤٧)، وأحمد (١٥٥٣٩)، والبخاري في الأدب المفرد (٧٨٠)، وصحّحه ابن حبان (٦١٥١)، والحاكم (١/ ٤٢) كلهم من حديث إسماعيل بن إبراهيم (ابن علية)، عن أيوب، عن أبي المليح بن أسامة، عن أبي عزة فذكره. وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1146 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له بها حاجة

  • 📜 حديث: إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له بها حاجة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له بها حاجة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له بها حاجة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له بها حاجة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب