حديث: ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوا وقولوا آمنا بالله ورسله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (٤٦)﴾

عن أبي نملة الأنصاريّ أنه بينما هو جالس عند رسول الله ﷺ، وعنده رجلٌ من اليهود، مُرَّ بجنازة، فقال: يا محمد، هل تتكلّم هذه الجنازة؟ فقال النبيُّ ﷺ: «الله أعلم». قال اليهوديُّ: إنّها تتكلَّم. فقال رسول الله ﷺ: «ما حدَّثكم أهلُ الكتاب فلا تصدِّقوهم ولا تكذِّبوهم، وقولوا: آمنّا بالله ورُسُله، فإن كان باطلًا لم تصدِّقوه، وإن كان حقًّا لم تكذّبوه».

حسن: رواه أبو داود (٣٦٤٤) وأحمد (١٧٢٢٥)، وابن حبان (٦٢٥٧) كلهم من طريق الزّهريّ، قال: أخبرني ابن أبي نملة، أنّ أبا نملة الأنصاريّ أخبره، فذكره.

عن أبي نملة الأنصاريّ أنه بينما هو جالس عند رسول الله ﷺ، وعنده رجلٌ من اليهود، مُرَّ بجنازة، فقال: يا محمد، هل تتكلّم هذه الجنازة؟ فقال النبيُّ ﷺ: «الله أعلم». قال اليهوديُّ: إنّها تتكلَّم. فقال رسول الله ﷺ: «ما حدَّثكم أهلُ الكتاب فلا تصدِّقوهم ولا تكذِّبوهم، وقولوا: آمنّا بالله ورُسُله، فإن كان باطلًا لم تصدِّقوه، وإن كان حقًّا لم تكذّبوه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو نملة الأنصاري رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن أبي نملة الأنصاريّ أنه بينما هو جالس عند رسول الله ﷺ، وعنده رجلٌ من اليهود، مُرَّ بجنازة، فقال: يا محمد، هل تتكلّم هذه الجنازة؟ فقال النبيُّ ﷺ: «الله أعلم». قال اليهوديُّ: إنّها تتكلَّم. فقال رسول الله ﷺ: «ما حدَّثكم أهلُ الكتاب فلا تصدِّقوهم ولا تكذِّبوهم، وقولوا: آمنّا بالله ورُسُله، فإن كان باطلًا لم تصدِّقوه، وإن كان حقًّا لم تكذّبوه».

1. شرح المفردات:


● أبو نملة الأنصاري: صحابي من الأنصار، رضي الله عنه.
● مُرَّ بجنازة: أي مرت بقربهم جنازة تحمل على الأعناق.
● هل تتكلّم هذه الجنازة: أي هل يتكلم الميت في قبره أو عند موته.
● أهل الكتاب: هم اليهود والنصارى.
● آمنا بالله ورسله: أي صدقنا بالله وبجميع الرسل الذين أرسلهم.

2. شرح الحديث:


كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسًا ومعه أحد اليهود، فمرت بهم جنازة، فسأل اليهودي النبي صلى الله عليه وسلم سؤال اختبار واستفزاز: "هل يتكلم الميت في قبره؟" فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم بأدب وحكمة: "الله أعلم"، إشارة إلى أن العلم بالغيب لله تعالى، ولم يرد أن يجيب بشيء لم يوحَ إليه.
ثم ادعى اليهودي أن الميت يتكلم، فأرشد النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ومن بعدهم من الأمة إلى منهج التعامل مع أخبار أهل الكتاب (اليهود والنصارى) التي لم ترد في شرعنا، فقال: "ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم"، أي لا تقبلوا خبرهم على وجه التصديق المطلق، ولا ترفضوه رفضًا قاطعًا، بل احترموا possibility أن يكون صحيحًا أو باطلًا، وقولوا: "آمنا بالله ورسله"، أي نحن نؤمن بالوحي الذي أنزل إلينا، فما وافق شرعنا قبلناه، وما خالفه رفضناه، وما لم نعرفه توقفنا فيه.

3. الدروس المستفادة:


● الأدب في الإجابة: النبي صلى الله عليه وسلم لم يجب عن سؤال الغيب إلا بما علمه الوحي، وهذا أدب مع الله تعالى في الأمور الغيبية.
● الحكمة في التعامل مع أهل الكتاب: لا نصدقهم في كل ما يخبرون به، خاصة فيما يتعلق بالدين والغيبيات، ولا نكذبهم مطلقًا، لأن في كتبهم بعض الحق المخلوط بالتحريف.
● التوسط والاعتدال: المنهج الإسلامي وسط بين القبول المطلق والرفض المطلق لأخبارهم.
● التعلق بالوحي: التمسك بما جاء في القرآن والسنة هو المرجع في تصديق الأخبار أو تكذيبها.
● الرد المهذب على الشبهات: النبي صلى الله عليه وسلم لم يغضب أو يرفض السؤال، بل أجاب بحكمة وتوجيه تعليمي.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في التعامل مع الإسرائيليات (أخبار بني إسرائيل) التي يرويها أهل الكتاب، وقد كان بعض الصحابة يروونها للعبرة والعظة بشرط ألا تخالف شرعنا.
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على وجور التوقف في الأخبار التي لا نعلم صحتها من بطلانها، خاصة في الأمور الغيبية.
- هذا المنهج يحمي المسلم من الوقوع في الكذب أو تصديق الباطل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٦٤٤) وأحمد (١٧٢٢٥)، وابن حبان (٦٢٥٧) كلهم من طريق الزّهريّ، قال: أخبرني ابن أبي نملة، أنّ أبا نملة الأنصاريّ أخبره، فذكره.
وابن أبي نملة اسمه نملة. لم أجد من ذكره بجرح أو تعديل، إلّا أن ابن حبان ذكره في كتابه «الثقات». وروى عنه جماعة.
وقد حسَّن الحافظ ابن حجر حديثَه هذا في الفتح (١٣/ ٣٣٤).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1117 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوا وقولوا آمنا بالله ورسله

  • 📜 حديث: ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوا وقولوا آمنا بالله ورسله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوا وقولوا آمنا بالله ورسله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوا وقولوا آمنا بالله ورسله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوا وقولوا آمنا بالله ورسله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب