حديث: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (١٠)﴾

عن ابن عباس، قال: كان قوم من أهل مكة أسلموا، وكانوا يستخفون بالإسلام، فأخرجهم المشركون يوم بدر معهم، فأصيب بعضهم وقتل بعض، فقال المسلمون: كان أصحابنا هؤلاء مسلمين وأكرهوا فاستغفروا لهم، فنزلت: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ﴾ [النساء: ٩٧] إلى آخر الآية، قال: فكتب إلى من بقي بمكة من المسلمين بهذه الآية: أن لا عذر لهم، قال: فخرجوا فلحقهم المشركون،
فأعطوهم الفتنة، فنزلت هذه الآية: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ﴾ إلى آخر الآية، فكتب المسلمون إليهم بذلك، فخرجوا وأيسوا من كل خير، ثم نزلت فيهم: ﴿ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ﴾ [النحل: ١١٠] فكتبوا إليهم بذلك: إن الله قد جعل لكم مخرجا، فخرجوا، فأدركهم المشركون فقاتلوهم، حتى نجا من نجا، وقتل من قتل.

صحيح: رواه ابن جرير في تفسيره (١٤/ ٣٧٩ - ٣٨٠، و١٨/ ٣٦٦) - واللفظ له -، والبزار - كشف الأستار (٢٢٠٤) كلاهما من طريق محمد بن شريك، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس، قال: كان قوم من أهل مكة أسلموا، وكانوا يستخفون بالإسلام، فأخرجهم المشركون يوم بدر معهم، فأصيب بعضهم وقتل بعض، فقال المسلمون: كان أصحابنا هؤلاء مسلمين وأكرهوا فاستغفروا لهم، فنزلت: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ﴾ [النساء: ٩٧] إلى آخر الآية، قال: فكتب إلى من بقي بمكة من المسلمين بهذه الآية: أن لا عذر لهم، قال: فخرجوا فلحقهم المشركون،
فأعطوهم الفتنة، فنزلت هذه الآية: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ﴾ إلى آخر الآية، فكتب المسلمون إليهم بذلك، فخرجوا وأيسوا من كل خير، ثم نزلت فيهم: ﴿ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ﴾ [النحل: ١١٠] فكتبوا إليهم بذلك: إن الله قد جعل لكم مخرجا، فخرجوا، فأدركهم المشركون فقاتلوهم، حتى نجا من نجا، وقتل من قتل.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الحديث الذي ذكر -أيها السائل الكريم- يحكي قصة مؤثرة من قصص الصحابة الأوائل، ويربطها بنزول آيات من القرآن الكريم، مما يزيدها وضوحًا وعبرة. وإليك الشرح الوافي للحديث وفقًا للمنهج المطلوب:

1. شرح المفردات:


● يستخفون بالإسلام: أي يخفون إسلامهم خوفًا من أذى المشركين.
● أكرهوا: أُجبروا على الخروج مع المشركين في غزوة بدر.
● فاستغفروا لهم: طلب المسلمون المغفرة لهم ظنًا أنهم مكرهون.
● الفتنة: هنا تعني العذاب والاضطهاد والإيذاء.
● أيسوا من كل خير: يئسوا من أي مخرج أو خلاص.
● جاهدوا وصبروا: قاتلوا في سبيل الله وتحملوا المشاق.

2. شرح الحديث:


يحكي هذا الحديث قصة مجموعة من المسلمين في مكة في بداية الدعوة الإسلامية، كانوا يخفون إيمانهم خوفًا من بطش قريش. وعندما خرجت قريش لقتال المسلمين في غزوة بدر، أجبرت هؤلاء المسلمين على الخروج معهم، فوقعوا في معضلة: إما أن يقاتلوا إخوانهم المسلمين، أو يرفضوا فيكشفوا إسلامهم ويعذبوا. فاضطروا للخروج مع المشركين، وفي المعركة قُتل بعضهم.
بعد الغزوة، تساءل المسلمون في المدينة عن حكم من قُتل من هؤلاء، وطلبوا المغفرة لهم ظنًا أنهم مكرهون. فنزلت الآية الكريمة: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ﴾ [النساء: 97]، والتي بينت أن هؤلاء الذين قُتلوا وهم مع المشركين قد ظلموا أنفسهم بترك الهجرة واختيار البقاء في مكة، وليس لهم عذر؛ لأن الله قد أكرمهم بالإيمان، وكان يجب عليهم الهجرة إلى دار الإسلام.
فكتب المسلمون في المدينة إلى من بقي من إخوانهم في مكة يخبرونهم بهذا الحكم الشرعي: أن لا عذر لهم في البقاء. فخرجوا مهاجرين، ولكن المشركين لحقوا بهم وعذبوهم وأرغموهم على الرجوع عن دينهم. هنا نزلت الآية: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ﴾ [العنكبوت: 10]، والتي تذم من يقدم خوف الناس على خوف الله، ويجعل عذاب الناس كعذاب الله -وهذا لا يكون-.
فكتب المسلمون إليهم again بهذا الإنذار، فخرجوا مرة أخرى ولكنهم هذه المرة كانوا في حالة يأس من أي خير أو نجات. ثم نزلت الآية الثالثة: ﴿ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [النحل: 110], والتي بشرتهم بأن الله غفور رحيم لمن هاجر بعد الابتلاء، ثم جاهد وصبر. فكتبوا إليهم بهذه البشارة، فخرجوا وقاتلوا المشركين عندما لحقوا بهم، فاستشهد من استشهد، ونجا من نجا.

3. الدروس المستفادة منه:


● وجوب الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام عندما يكون المسلم غير قادر على إظهار دينه، وهذا من أعظم الدروس؛ لأن الهجرة فريضة على هذه الأمة.
● أن الإكراه على الكفر لا يُسقط الإيمان، بل يجب الصبر والثبات حتى الموت.
● الابتلاء سنة الله في عباده، والصبر على الأذى في سبيل الله من أعظم القربات.
● رحمة الله تعالى وسعة مغفرته، حيث فتح باب التوبة والرحمة لمن هاجر وجاهد بعد الاضطهاد.
● القرآن ينزل لبيان الأحوال وهداية الناس، وهذه القصة show كيف كان القرآن يتنزل لمعالجة القضايا الواقعية.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذه القصة ذكرها الإمام البخاري في صحيحه في كتاب التفسير، وهي من رواية عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، الذي هو حبر الأمة وترجمان القرآن.
- الآيات التي نزلت في شأنهم موجودة في سور مختلفة: سورة النساء، وسورة العنكبوت، وسورة النحل.
- الهجرة في سبيل الله ليست هروبًا، بل هي انتقال إلى مكان يمكن فيه إقامة الدين والجهاد في سبيله.
- القصة تظهر حرص الصحابة على معرفة أحكام الله وطاعته، حتى في أصعب الظروف.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على طاعته وترك معصيته. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن جرير في تفسيره (١٤/ ٣٧٩ - ٣٨٠، و١٨/ ٣٦٦) - واللفظ له -، والبزار - كشف الأستار (٢٢٠٤) كلاهما من طريق محمد بن شريك، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
قال البزار: «لا نعلم أحدا يرويه عن عمرو إلا محمد بن شريك».
قال الأعظمي: إسناده صحيح، ومحمد بن شريك أبو عثمان المكي ثقة، وثقه ابن معين وأحمد وأبو زرعة وغيرهم.
وقال الهيثمي في المجمع (٧/ ٩): «روى البخاري بعضه، ورواه البزار ورجاله رجال الصحيح».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1108 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ

  • 📜 حديث: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب