حديث: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (١٠)﴾
فأعطوهم الفتنة، فنزلت هذه الآية: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ﴾ إلى آخر الآية، فكتب المسلمون إليهم بذلك، فخرجوا وأيسوا من كل خير، ثم نزلت فيهم: ﴿ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ﴾ [النحل: ١١٠] فكتبوا إليهم بذلك: إن الله قد جعل لكم مخرجا، فخرجوا، فأدركهم المشركون فقاتلوهم، حتى نجا من نجا، وقتل من قتل.
صحيح: رواه ابن جرير في تفسيره (١٤/ ٣٧٩ - ٣٨٠، و١٨/ ٣٦٦) - واللفظ له -، والبزار - كشف الأستار (٢٢٠٤) كلاهما من طريق محمد بن شريك، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
![عن ابن عباس، قال: كان قوم من أهل مكة أسلموا، وكانوا يستخفون بالإسلام، فأخرجهم المشركون يوم بدر معهم، فأصيب بعضهم وقتل بعض، فقال المسلمون: كان أصحابنا هؤلاء مسلمين وأكرهوا فاستغفروا لهم، فنزلت: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ﴾ [النساء: ٩٧] إلى آخر الآية، قال: فكتب إلى من بقي بمكة من المسلمين بهذه الآية: أن لا عذر لهم، قال: فخرجوا فلحقهم المشركون،
فأعطوهم الفتنة، فنزلت هذه الآية: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ﴾ إلى آخر الآية، فكتب المسلمون إليهم بذلك، فخرجوا وأيسوا من كل خير، ثم نزلت فيهم: ﴿ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ﴾ [النحل: ١١٠] فكتبوا إليهم بذلك: إن الله قد جعل لكم مخرجا، فخرجوا، فأدركهم المشركون فقاتلوهم، حتى نجا من نجا، وقتل من قتل. عن ابن عباس، قال: كان قوم من أهل مكة أسلموا، وكانوا يستخفون بالإسلام، فأخرجهم المشركون يوم بدر معهم، فأصيب بعضهم وقتل بعض، فقال المسلمون: كان أصحابنا هؤلاء مسلمين وأكرهوا فاستغفروا لهم، فنزلت: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ﴾ [النساء: ٩٧] إلى آخر الآية، قال: فكتب إلى من بقي بمكة من المسلمين بهذه الآية: أن لا عذر لهم، قال: فخرجوا فلحقهم المشركون،
فأعطوهم الفتنة، فنزلت هذه الآية: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ﴾ إلى آخر الآية، فكتب المسلمون إليهم بذلك، فخرجوا وأيسوا من كل خير، ثم نزلت فيهم: ﴿ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ﴾ [النحل: ١١٠] فكتبوا إليهم بذلك: إن الله قد جعل لكم مخرجا، فخرجوا، فأدركهم المشركون فقاتلوهم، حتى نجا من نجا، وقتل من قتل.](img/Hadith/hadith_12957.png)
شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإن الحديث الذي ذكر -أيها السائل الكريم- يحكي قصة مؤثرة من قصص الصحابة الأوائل، ويربطها بنزول آيات من القرآن الكريم، مما يزيدها وضوحًا وعبرة. وإليك الشرح الوافي للحديث وفقًا للمنهج المطلوب:
1. شرح المفردات:
● يستخفون بالإسلام: أي يخفون إسلامهم خوفًا من أذى المشركين.
● أكرهوا: أُجبروا على الخروج مع المشركين في غزوة بدر.
● فاستغفروا لهم: طلب المسلمون المغفرة لهم ظنًا أنهم مكرهون.
● الفتنة: هنا تعني العذاب والاضطهاد والإيذاء.
● أيسوا من كل خير: يئسوا من أي مخرج أو خلاص.
● جاهدوا وصبروا: قاتلوا في سبيل الله وتحملوا المشاق.
2. شرح الحديث:
يحكي هذا الحديث قصة مجموعة من المسلمين في مكة في بداية الدعوة الإسلامية، كانوا يخفون إيمانهم خوفًا من بطش قريش. وعندما خرجت قريش لقتال المسلمين في غزوة بدر، أجبرت هؤلاء المسلمين على الخروج معهم، فوقعوا في معضلة: إما أن يقاتلوا إخوانهم المسلمين، أو يرفضوا فيكشفوا إسلامهم ويعذبوا. فاضطروا للخروج مع المشركين، وفي المعركة قُتل بعضهم.
بعد الغزوة، تساءل المسلمون في المدينة عن حكم من قُتل من هؤلاء، وطلبوا المغفرة لهم ظنًا أنهم مكرهون. فنزلت الآية الكريمة: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ﴾ [النساء: 97]، والتي بينت أن هؤلاء الذين قُتلوا وهم مع المشركين قد ظلموا أنفسهم بترك الهجرة واختيار البقاء في مكة، وليس لهم عذر؛ لأن الله قد أكرمهم بالإيمان، وكان يجب عليهم الهجرة إلى دار الإسلام.
فكتب المسلمون في المدينة إلى من بقي من إخوانهم في مكة يخبرونهم بهذا الحكم الشرعي: أن لا عذر لهم في البقاء. فخرجوا مهاجرين، ولكن المشركين لحقوا بهم وعذبوهم وأرغموهم على الرجوع عن دينهم. هنا نزلت الآية: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ﴾ [العنكبوت: 10]، والتي تذم من يقدم خوف الناس على خوف الله، ويجعل عذاب الناس كعذاب الله -وهذا لا يكون-.
فكتب المسلمون إليهم again بهذا الإنذار، فخرجوا مرة أخرى ولكنهم هذه المرة كانوا في حالة يأس من أي خير أو نجات. ثم نزلت الآية الثالثة: ﴿ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [النحل: 110], والتي بشرتهم بأن الله غفور رحيم لمن هاجر بعد الابتلاء، ثم جاهد وصبر. فكتبوا إليهم بهذه البشارة، فخرجوا وقاتلوا المشركين عندما لحقوا بهم، فاستشهد من استشهد، ونجا من نجا.
3. الدروس المستفادة منه:
● وجوب الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام عندما يكون المسلم غير قادر على إظهار دينه، وهذا من أعظم الدروس؛ لأن الهجرة فريضة على هذه الأمة.
● أن الإكراه على الكفر لا يُسقط الإيمان، بل يجب الصبر والثبات حتى الموت.
● الابتلاء سنة الله في عباده، والصبر على الأذى في سبيل الله من أعظم القربات.
● رحمة الله تعالى وسعة مغفرته، حيث فتح باب التوبة والرحمة لمن هاجر وجاهد بعد الاضطهاد.
● القرآن ينزل لبيان الأحوال وهداية الناس، وهذه القصة show كيف كان القرآن يتنزل لمعالجة القضايا الواقعية.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذه القصة ذكرها الإمام البخاري في صحيحه في كتاب التفسير، وهي من رواية عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، الذي هو حبر الأمة وترجمان القرآن.
- الآيات التي نزلت في شأنهم موجودة في سور مختلفة: سورة النساء، وسورة العنكبوت، وسورة النحل.
- الهجرة في سبيل الله ليست هروبًا، بل هي انتقال إلى مكان يمكن فيه إقامة الدين والجهاد في سبيله.
- القصة تظهر حرص الصحابة على معرفة أحكام الله وطاعته، حتى في أصعب الظروف.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على طاعته وترك معصيته. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
قال البزار: «لا نعلم أحدا يرويه عن عمرو إلا محمد بن شريك».
قال الأعظمي: إسناده صحيح، ومحمد بن شريك أبو عثمان المكي ثقة، وثقه ابن معين وأحمد وأبو زرعة وغيرهم.
وقال الهيثمي في المجمع (٧/ ٩): «روى البخاري بعضه، ورواه البزار ورجاله رجال الصحيح».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1108 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1083 يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على...
- 1084 لا تسبن أحدا، ولا تزهدن في المعروف، ولو أن تلقى...
- 1085 الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتابه ولقائه ورسله وتؤمن بالبعث...
- 1086 علامات الساعة الكبرى: عشر آيات قبل قيام الساعة.
- 1087 بادروا بالأعمال ستا طلوع الشمس من مغربها أو الدخان
- 1088 ما هو الصور في الاسلام
- 1089 سؤال النبي عن الذين لم يصعقوا عند النفخ في الصور
- 1090 أول من يفيق من الصعق يوم القيامة
- 1091 الناس يصعقون يوم القيامة فأصعق معهم فأكون أول من يفيق
- 1092 لا هجرة ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا
- 1093 قضى موسى أكثرهما وأطيبهما
- 1094 أي الأجلين قضى موسى؟ أتمهما وأبرهما
- 1095 ما أهلك الله قوما بعذاب من السماء ولا من الأرض...
- 1096 نزلت هذه الآية في عشرة أنا أحدهم
- 1097 من أسلم من أهل الكتابين فله أجره مرتين
- 1098 رسول الله ﷺ يدعو أبا طالب لقول لا إله إلا...
- 1099 قُلْ لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة
- 1100 الدنيا في الآخرة مثل إصبع في اليم
- 1101 لربك عليك حقًا ولنفسك عليك حقًا ولأهلك عليك حقًا
- 1102 خسف الله به يتجلجل إلى يوم القيامة
- 1103 الله يُعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي...
- 1104 تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد
- 1105 لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من...
- 1106 إلى مكة
- 1107 حلفت أم سعد أن لا تكلمه حتى يكفر بدينه
- 1108 إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ
- 1109 كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص...
- 1110 على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول...
- 1111 أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له...
- 1112 إياكم والظلم فإن الله يقسم يوم القيامة فيقول: وعزتي لا...
- 1113 لو أن الله عذب أهل سماواته، وأهل أرضه عذبهم وهو...
- 1114 كانوا يخذفون أهل الطريق ويسخرون منهم
- 1115 إن فلانا يصلى بالليل فإذا أصبح سرق
- 1116 لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبهم وقولوا آمنا بالله
- 1117 ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوا وقولوا آمنا...
- 1118 أنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء تقرؤه نائما ويقظان
- 1119 أرجو أن أكون أكثر الأنبياء تابعا يوم القيامة
- 1120 إن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من...
- 1121 الروم ستغلب في بضع سنين
- 1122 لما نزلت "وهم من بعد غلبهم سَيَغْلِبُونَ في بضع سنين"
- 1123 يجيء دخان يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم
- 1124 خمس قد مضين: الدخان واللزام والروم والبطشة والقمر
- 1125 من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت...
- 1126 من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حين يصبح وحين...
- 1127 ليس أول الخلق بأهون علي من إعادته
- 1128 كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو...
- 1129 أتتهم الشياطين، فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم
- 1130 عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد...
- 1131 إن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم...
- 1132 يا بني اختر المجالس على عينك وإذا رأيت قوما يذكرون...
معلومات عن حديث: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ
📜 حديث: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, December 17, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








