حديث: هو الطهور ماؤه الحل ميتته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الوضوء بماء البحر

عن المغيرة بن أبي بردة أنه سمع أبا هريرة يقول: جاء رجل إلى رسول اللَّه ﷺ فقال: يا رسول اللَّه! إنا نركبُ البحْرَ، ونَحْمِلُ معنا القَليلَ من الماء، فإن توضَّأنا به عَطِشْنا، أفنتوضَّأُ به؟ فقال رسول اللَّه ﷺ: «هو الطَّهور ماؤه، الحِلُّ ميتتُه».

صحيح: رواه مالك في الطهارة (١٢) عن صفوان بن سُليم، عن سعيد بن سلمة -من آل بني الأزرق- عن المغيرة بن أبي بُرْدة -وهو من بني عبد الدار- فذكر الحديث.

عن المغيرة بن أبي بردة أنه سمع أبا هريرة يقول: جاء رجل إلى رسول اللَّه ﷺ فقال: يا رسول اللَّه! إنا نركبُ البحْرَ، ونَحْمِلُ معنا القَليلَ من الماء، فإن توضَّأنا به عَطِشْنا، أفنتوضَّأُ به؟ فقال رسول اللَّه ﷺ: «هو الطَّهور ماؤه، الحِلُّ ميتتُه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فقد ورد هذا الحديث في سنن الإمام الترمذي وغيره، وهو حديث صحيح، وإليك شرحه وبيانه:

أولاً. نص الحديث ومصدره:


جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إنا نركب البحر، ونحمل معنا القليل من الماء، فإن توضأنا به عطشنا، أفنتوضأ به؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هو الطهور ماؤه، الحل ميتته».
رواه الترمذي في سننه، وقال: حديث حسن صحيح.


ثانياً. شرح المفردات:


● نركب البحر: نسافر فيه على السفن.
● القليل من الماء: كمية قليلة من الماء العذب الذي معهم للشرب.
● عطشنا: أصابنا العطش بسبب استهلاك ماء الشرب في الوضوء.
● الطهور: بفتح الطاء، أي المُطهِّر الذي يجوز التطهر به.
● ماؤه: ماء البحر.
● الحل: الحلال، المباح.
● ميتته: ما يموت فيه من الحيوانات البحرية دون ذكاة شرعية.


ثالثاً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الحديث أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم مستفتياً عن حكم الوضوء بماء البحر، حيث أنهم يسافرون في البحر ويحملون كميات قليلة من الماء العذب، فإذا استعملوه في الوضوء لن يبقى لهم ماء للشرب، مما سيسبب لهم العطش. فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بأن ماء البحر طاهر ومطهر، يجوز التطهر به للوضوء والغسل، كما أن ميتة البحر (مثل السمك الذي يموت فيه دون تذكية) حلالٌ أكلها.


رابعاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- جواز التطهر بماء البحر: دل الحديث على أن ماء البحر طاهر ومطهر، فيجوز الوضوء والغسل منه، وهذا بإجماع العلماء، لأنه ماء طهور لم يخرج عن أوصاف المياه الطاهرة.
2- رفع الحرج ومراعاة الظروف: الشرائع الإسلامية جاءت ميسرة، ترفع الحرج عن الناس، خاصة في حالات السفر والمشقة. فبدلاً من تضييق الخناق على المسافرين وإلزامهم باستخدام الماء العذب القليل، أباح لهم استخدام ماء البحر الوفير.
3- إباحة ميتة البحر: من الحيوانات التي لا تعيش إلا فيه، كالسمك، فإنها حلال وإن ماتت فيه دون تذكية (أي دون ذبح شرعي)، وهذا من رحمة الله تعالى وتيسيره على عباده.
4- الأخذ بالرخص عند الحاجة: الحديث يدل على مشروعية الأخذ بالرخص عند وجود الحاجة أو المشقة، كحالة المسافرين في البحر الذين يخشون العطش.
5- بيان سماحة الإسلام: حيث إنه لم يوجب على المسافرين حفظ الماء العذب للوضوء مع وجود البديل الطهور، وهو ماء البحر.


خامساً:

معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث أصل من أصول الفقه في باب الطهارة وأحكام المياه.
- اتفق الفقهاء على طهارة ماء البحر وجواز التطهر به.
- المقصود بـ "ميتته" في الحديث هي ما يموت من حيوانات البحر التي تختص به، كالسمك، أما ما كان يعيش في البر والبحر (مثل التمساح) ففيه خلاف بين العلماء.
- يستفاد من الحديث أيضاً أن الماء القليل إذا خيف العطش منه، فإنه يتيمم ولا يتوضأ به، حفظاً له للشرب.


الخلاصة:


حديث عظيم يجمع بين حكمين مهمين: طهورية ماء البحر، وإباحة ميتته، وهو مثال على يسر الشريعة الإسلامية ورفعها للحرج عن المكلفين، خاصة في ظروف السفر والمشقة.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الطهارة (١٢) عن صفوان بن سُليم، عن سعيد بن سلمة -من آل بني الأزرق- عن المغيرة بن أبي بُرْدة -وهو من بني عبد الدار- فذكر الحديث. ومن طريق مالك رواه أبو داود (٨٣) والترمذي (٦٩) والنسائي (٥٩) وابن ماجه (٣٨٦).
وكون بعض الرواة أدخلوا بين المغيرة بن أبي بردة وأبي هريرة (أبا بردة) لا يضر بصحة الحديث؛ فإن المغيرة بن أبي بردة صرَّح بأنه سمع من أبي هريرة.
صححه البخاري فيما حكي عنه الترمذيّ في العلل (١/ ١٣٦)، قال الترمذيّ: قلت: هُشيم يقول في هذا الحديث: «المغيرة بن أبي برزة«، فقال البخاري: وهم فيه، وإنما هو المغيرة بن أبي بردة، وهُشيم بهم في الإسناد، وهو في المقطعات أحفظ».
أما الترمذيّ نفسه فقال: حسن صحيح. وصحّحه أيضًا ابن خزيمة (١/ ٥٩) وابن حبان (١٢٤٣) وقال الحاكم (١/ ١٤٠ - ١٤٢): «هو أصل صدَّر به مالك كتاب الموطأ، وتداوله فقهاء الإسلام من عصره إلى وقتنا هذا».
كذا قال وليس كذلك بل مالك صدّر كتابه بحديث جبريل في وقوت الصّلاة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هو الطهور ماؤه الحل ميتته

  • 📜 حديث: هو الطهور ماؤه الحل ميتته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هو الطهور ماؤه الحل ميتته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هو الطهور ماؤه الحل ميتته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هو الطهور ماؤه الحل ميتته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب