حديث: لا تفضلوا بين أنبياء الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٩) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (١٤٠) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (١٤١) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (١٤٢) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (١٤٣) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (١٤٤) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (١٤٥) وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (١٤٦) وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (١٤٧) فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (١٤٨)﴾

عن أبي هريرة قال: بينما يهودي يعرض سلعته، أعطي بها شيئًا كرهه، فقال: لا والذي اصطفى موسى على البشر، فسمعه رجل من الأنصار، فقام، فلطم وجهه، وقال: تقول والذي اصطفى موسى على البشر، والنبي ﷺ بين أظهرنا، فذهب إليه، فقال: يا أبا القاسم! إن لي ذمة وعهدا، فما بال فلان لطم وجهي؟ فقال: «لم لطمت وجهه؟». فذكره، فغضب النَّبِيّ ﷺ حتَّى رُئِي في وجهه، ثمّ قال: «لا تفضّلوا بين أنبياء الله، فإنه ينفخ في الصّور، فيصعق من في السموات ومن في الأرض إِلَّا من شاء الله، ثمّ ينفخ فيه أخرى، فأكون أول من بُعِث، فإذا موسى آخذ بالعرش، فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور، أم بُعِث قبلي.
ولا أقول: إن أحدًا أفضل من يونس بن متّى».

متفق عليه: رواه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (٣٤١٤، ٣٤١٥)، ومسلم في الفضائل (٢٣٧٣) كلاهما من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن عبد الرحمن
الأعرج، عن أبي هريرة فذكره، واللّفظ للبخاريّ.

عن أبي هريرة قال: بينما يهودي يعرض سلعته، أعطي بها شيئًا كرهه، فقال: لا والذي اصطفى موسى على البشر، فسمعه رجل من الأنصار، فقام، فلطم وجهه، وقال: تقول والذي اصطفى موسى على البشر، والنبي ﷺ بين أظهرنا، فذهب إليه، فقال: يا أبا القاسم! إن لي ذمة وعهدا، فما بال فلان لطم وجهي؟ فقال: «لم لطمت وجهه؟». فذكره، فغضب النَّبِيّ ﷺ حتَّى رُئِي في وجهه، ثمّ قال: «لا تفضّلوا بين أنبياء الله، فإنه ينفخ في الصّور، فيصعق من في السموات ومن في الأرض إِلَّا من شاء الله، ثمّ ينفخ فيه أخرى، فأكون أول من بُعِث، فإذا موسى آخذ بالعرش، فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور، أم بُعِث قبلي.
ولا أقول: إن أحدًا أفضل من يونس بن متّى».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، مع بيان مفرداته ودروسه المستفادة:

نص الحديث:


عن أبي هريرة قال: بينما يهودي يعرض سلعته، أعطي بها شيئًا كرهه، فقال: لا والذي اصطفى موسى على البشر، فسمعه رجل من الأنصار، فقام، فلطم وجهه، وقال: تقول والذي اصطفى موسى على البشر، والنبي ﷺ بين أظهرنا، فذهب إليه، فقال: يا أبا القاسم! إن لي ذمة وعهدا، فما بال فلان لطم وجهي؟ فقال: «لم لطمت وجهه؟». فذكره، فغضب النَّبِيّ ﷺ حتَّى رُئِي في وجهه، ثمّ قال: «لا تفضّلوا بين أنبياء الله، فإنه ينفخ في الصّور، فيصعق من في السموات ومن في الأرض إِلَّا من شاء الله، ثمّ ينفخ فيه أخرى، فأكون أول من بُعِث، فإذا موسى آخذ بالعرش، فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور، أم بُعِث قبلي. ولا أقول: إن أحدًا أفضل من يونس بن متّى».


1. شرح المفردات:


● يعرض سلعته: يبيع بضاعته أو يتاجر بها.
● أعطي بها شيئًا كرهه: قُدِّم له ثمنًا أو عوضًا لم يعجبه.
● لا والذي اصطفى موسى على البشر: قسم بالله الذي فضَّل موسى عليه السلام على الناس.
● فلطم وجهه: ضربه على وجهه بكف يده.
● ذمة وعهد: حماية وعهد أمان من النبي ﷺ لليهود.
● رُئِي في وجهه: ظهرت علامات الغضب على وجهه الشريف.
● ينفخ في الصور: النفخة الأولى في القرن التي تكون عند قيام الساعة.
● يصعق: يموت أو يغشى عليه من هول النفخة.
● إلا من شاء الله: وهم الشهداء والملائكة وغيرهم كما في النصوص الأخرى.
● العرش: أعظم المخلوقات وهو عرش الرحمن.
● حوسب بصعقته يوم الطور: أي هل حُسبت له صعقته (أو موته) يوم الطور (حين تجلى الله للجبل فدكّه ومات موسى) فكُوفئ عليها بالبعث أولاً؟
● يونس بن متى: هو النبي يونس عليه السلام.


2. شرح الحديث:


يبدأ الحديث بحادثة وقعت بين يهودي ورجل من الأنصار: كان يهودي يبيع سلعته، فعُرض عليه ثمن لم يرضَ به، فحلف قائلاً: "لا والذي اصطفى موسى على البشر"، أي حلف بالله الذي فضَّل موسى على الناس جميعًا. فسمعه رجل من الأنصار، فغضب لأن النبي محمدًا ﷺ حاضر بينهم وهو خاتم الأنبياء وأفضلهم، فقام ولطم وجه اليهودي.
اشتكى اليهودي إلى النبي ﷺ قائلاً: إن لي عهدًا وأمانًا (لأن اليهود كانوا معاهدين تحت حماية المسلمين)، فلماذا لطمني هذا الرجل؟ فسأل النبي ﷺ الأنصاري: "لم لطمت وجهه؟" فأخبره بالسبب.
هنا غضب النبي ﷺ غضبًا شديدًا حتى ظهر الغضب في وجهه الكريم، ثم قال: "لا تفضِّلوا بين أنبياء الله"، أي لا تقولوا: هذا النبي أفضل من هذا، لأنهم جميعًا صفوة الله من خلقه، ولا يجوز لنا أن نفضل بينهم بغير دليل قاطع.
ثم بيَّن النبي ﷺ سبب النهي عن التفضيل بين الأنبياء، فقال: "فإنه ينفخ في الصور..."، أي عند قيام الساعة ينفخ إسرافيل في القرن النفخة الأولى، فيصعق (يموت) كل من في السماوات والأرض إلا من شاء الله (كالشهداء والملائكة). ثم تنفخ النفخة الثانية للبعث، فأكون أنا أول من يبعث من القبور.
ثم قال: "فإذا موسى آخذ بالعرش"، أي عندما أبعث أجد موسى عليه السلام قد سبقني وهو ممسك بالعرش (أي قد بعث قبلي)، فلا أدري: هل这是因为 الله كافأه على صعقته (موته) يوم الطور (حين تجلى الله للجبل فدك ومات موسى) أم لأنه بُعث قبلي؟ ثم ختم بقوله: "ولا أقول: إن أحدًا أفضل من يونس بن متى"، أي لا أجرؤ على القول بأنني أفضل من يونس أو غيره من الأنبياء، مع أن النبي ﷺ هو أفضلهم، لكنه قال ذلك تواضعًا وتركًا للجدال في التفضيل.


3. الدروس المستفادة:


1- تحريم التفضيل بين الأنبياء بدون دليل: لا يجوز للمسلم أن يفضل نبيًا على آخر بغير دليل شرعي صريح، لأنهم جميعًا رسل الله وصفوته.
2- غضب النبي ﷺ لله: يظهر من الحديث غضب النبي ﷺ عندما يتعلق الأمر بحقوق الله وأنبيائه، مما يدل على عظم حق الأنبياء عند الله.
3- التواضع النبوي:رغم أن النبي ﷺ هو أفضل الأنبياء، إلا أنه لم يرد الدخول في مقارنات أو مفاضلات، بل نَهى عن ذلك وأظهر التواضع.
4- احترام العهود والذمم: النبي ﷺ استمع لشكوى اليهودي المعاهد وأنصفه، مما يدل على وجوف الوفاء بالعهود وحماية غير المسلمين تحت حكم الإسلام.
5- الإيمان بالبعث والنفخ في الصور: الحديث يذكر أحداث يوم القيامة والنفخ في الصور، مما يعزز الإيمان بالآخرة.
6. **
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (٣٤١٤، ٣٤١٥)، ومسلم في الفضائل (٢٣٧٣) كلاهما من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن عبد الرحمن
الأعرج، عن أبي هريرة فذكره، واللّفظ للبخاريّ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1298 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تفضلوا بين أنبياء الله

  • 📜 حديث: لا تفضلوا بين أنبياء الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تفضلوا بين أنبياء الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تفضلوا بين أنبياء الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تفضلوا بين أنبياء الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب