حديث: لا تشربوا في إناء الذهب والفضة ولا تلبسوا الديباج والحرير

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (٣٣) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (٣٤) وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (٣٥)﴾

عن عبد الله بن عكيم قال: كنا مع حذيفة بالمدائن، فاستسقى حذيفة، فجاءه دهقان بشراب في إناء من فضة، فرماه به، وقال: إني أخبركم أني أمرته أن لا يسقيني فيه، فإن رسول الله ﷺ قال: «لا تشربوا في إناء الذهب والفضة، ولا تلبسوا الديباج والحرير، فإنه لهم في الدُّنيا وهو لكم في الآخرة يوم القيامة».

صحيح: رواه مسلم في اللباس والزينة (٢٠٦٧) عن سعيد بن عمرو بن سهل بن إسحاق بن محمد بن الأشعث بن قيس، قال: حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة، سمعته يذكر عن أبي فروة، أنه سمع عبد الله بن عكيم، قال: فذكره.

عن عبد الله بن عكيم قال: كنا مع حذيفة بالمدائن، فاستسقى حذيفة، فجاءه دهقان بشراب في إناء من فضة، فرماه به، وقال: إني أخبركم أني أمرته أن لا يسقيني فيه، فإن رسول الله ﷺ قال: «لا تشربوا في إناء الذهب والفضة، ولا تلبسوا الديباج والحرير، فإنه لهم في الدُّنيا وهو لكم في الآخرة يوم القيامة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي تنظم حياة المسلم وتضبط علاقته بالدنيا وزينتها، وسأشرحه لك على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● استسقى: طلب أن يُؤتى له بماء أو شراب ليشربه.
● دهقان: كلمة فارسية تعني رئيس القرية أو كبيرها.
● رماه به: طرح الإناء وألقاه بعيداً عنه.
● الديباج: نوع فاخر وغالي من الحرير له بريق.
● لهم في الدنيا: أي للكفار الذين يتخذون الدنيا غاية لهم.
● هو لكم في الآخرة: أي أن لبس الحرير وشرب في آنية الذهب والفضة من نعيم الجنة الذي أعدّه الله للمؤمنين.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل عبد الله بن عكيم رضي الله عنه عن موقف عملي مع الصحابي العظيم حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، وهو من خواص أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأحد كبارهم.
كان حذيفة في منطقة المدائن (وهي بالقرب من بغداد اليوم)، فطلب ماء ليشرب. فجاءه رئيس تلك المنطقة (وهو على الأرجح لم يكن مسلماً بعد) بشراب في إناء مصنوع من الفضة، فما كان من حذيفة رضي الله عنه إلا أن ألقى بالإناء وأبعده عنه غضباً لله تعالى.
ثم بين حذيفة للناس سبب فعله هذا، وهو أنه قد نهاه سابقاً عن أن يسقيه في مثل هذا الإناء، ثم ذكر العلة والحكمة من هذا المنع، وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى المسلمين عن أمرين:
1- الشرب في آنية الذهب والفضة: أي استخدام الأكواب والأواني المصنوعة من هذين المعدنين الثمينين في الأكل والشرب.
2- لبس الحرير والديباج للرجال: وهو ارتداء الملابس المصنوعة كلياً من الحرير الخالص.
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة من هذا النهي، وهي أن هذه الزينة الفاخرة (آنية الذهب والفضة والملابس الحريرية) هي من زينة الدنيا التي أُذن للكفار بالتمتع بها فيها، أما المؤمنون فليسوا من أهل الدنيا وزبرجها، بل هم أهل الآخرة، وقد ادّخر الله لهم هذه الزينة والنعيم في الجنة، حيث يكون الشرب في آنية الفضة والذهب ولبس الحرير من أعظم النعيم الذي لا ينفد.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- التأسّي بالصحابة: يظهر من فعل حذيفة رضي الله عنه شدة حرص الصحابة على تطبيق سنة النبي صلى الله عليه وسلم واجتناب ما نهى عنه، حتى في أصغر الأمور، ولو كان ذلك أمام غير المسلمين.
2- الغضب لله: ليس الغضب كله مذموماً، بل الغضب لله تعالى وعند انتهاك محارمه من أشرف الصفات، كما فعل حذيفة عندما رمى بالإناء.
3- الزهد في الدنيا: الحديث يدعو المسلم إلى الزهد في زينة الدنيا الفاخرة والباهظة التي تلهي عن الله وعن الآخرة، والتطلع إلى ما عند الله من النعيم المقيم.
4- تميز الأمة الإسلامية: النهي عن التشبه بأهل الكفر والفسق في عاداتهم وسلوكياتهم المترفة التي تجعل القلب قاسياً وتنسي الآخرة.
5- النهي خاص بالرجال: فإن النهي عن لبس الحرير محدد بالرجال فقط، أما النساء فأُذن لهنّ في لبسه لكون الزينة من شأنهن.

رابعاً. أحكام فقهية متعلقة بالحديث:


- يحرم على الرجل الشرب أو الأكل في إناء من ذهب أو فضة، وهذا الحكم متفق عليه بين العلماء.
- يحرم على الرجل لبس الملابس المصنوعة من الحرير الخالص، وهذا أيضاً محل إجماع العلماء.
- يستثنى من ذلك ما كان للضرورة، كاستعمال إبرة حريرية في خياطة جرح، أو لبس حرير لعلاج مرض مثل الحكة الشديدة، إذا لم يوجد بديل.
- يجوز للنساء استخدام آنية الذهب والفضة ولبس الحرير، لورود النص بإباحته لهن.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا الزهد في الدنيا والتطلع إلى نعيم الآخرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في اللباس والزينة (٢٠٦٧) عن سعيد بن عمرو بن سهل بن إسحاق بن محمد بن الأشعث بن قيس، قال: حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة، سمعته يذكر عن أبي فروة، أنه سمع عبد الله بن عكيم، قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1372 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تشربوا في إناء الذهب والفضة ولا تلبسوا الديباج والحرير

  • 📜 حديث: لا تشربوا في إناء الذهب والفضة ولا تلبسوا الديباج والحرير

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تشربوا في إناء الذهب والفضة ولا تلبسوا الديباج والحرير

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تشربوا في إناء الذهب والفضة ولا تلبسوا الديباج والحرير

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تشربوا في إناء الذهب والفضة ولا تلبسوا الديباج والحرير

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب