حديث: النبي يقرأ على المنبر نداء أهل النار لمالك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (٧٧)﴾

عن صفوان بن يعلى، عن أبيه، قال: سمعت النَّبِيّ ﷺ يقرأ على المنبر: ﴿وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ﴾.

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٨١٩)، ومسلم في الجمعة (٨٧١) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو، سمِع عطاءً يخبر، عن صفوان بن يعلى، فذكره، واللّفظ للبخاريّ.

عن صفوان بن يعلى، عن أبيه، قال: سمعت النَّبِيّ ﷺ يقرأ على المنبر: ﴿وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فسأشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة، مع بيان فوائده ودروسه.

نص الحديث:


عن صفوان بن يعلى، عن أبيه (يعلى بن أمية) رضي الله عنه قال: سمعت النَّبِيّ ﷺ يقرأ على المنبر: ﴿وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ﴾.
(أخرجه البخاري في صحيحه)


١. شرح المفردات:


● على المنبر: المنبر هو المكان المرتفع الذي كان النبي ﷺ يخطب عليه الجمعة ويُعلّم الناس.
● يقرأ: أي يتلو آيات من القرآن الكريم.
﴿وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ﴾: هذه الآية الكريمة من سورة الزخرف (الآية: 77)، ومعناها: أن أهل النار –عندما ييأسون من الخروج منها– ينادون خازن الناس (مَلَكًا موكلًا بها اسمه مالك) ليُنهي عذابهم ويهلكهم.


٢. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل يعلى بن أمية رضي الله عنه أنه سمع النبي ﷺ وهو يخطب على منبره في المدينة، فقرأ هذه الآية الكريمة خلال خطبته.
المعنى الإجمالي:
كان من هدي النبي ﷺ أن يقرأ القرآن على الناس في خطبه ليعظهم ويذكرهم بالآخرة. وفي هذا الموقف، قرأ ﷺ هذه الآية التي تصور مشهدًا من أهوال يوم القيامة، حيث ينادي أهل النار خازنها "مالكًا" طالبين منه أن يطلب من الله أن يقضي عليهم ويهلكهم لينتهي عذابهم، لكن النداء لا يُجاب، والعذاب دائم.
السياق والسبب:
لم يذكر الراوي سببًا خاصًا لقراءة هذه الآية، ولكن عادة النبي ﷺ كانت اختيار الآيات المناسبة للموقف والحال. فقراءته ﷺ لهذه الآية على المنبر تهدف إلى:
● تخويف القلوب وتذكيرها بعذاب الله وشدة يوم القيامة.
● التحذير من المعاصي التي تُورد صاحبها النار.
● بيان حال الكفار في النار وأنهم لا يموتون فيها ولا يحيون حياة طيبة، بل عذاب دائم. {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ}.


٣. الدروس المستفادة والعبر:


1- جواز قراءة القرآن على المنبر في الخطبة: وهذا من هدي النبي ﷺ، وكان يختار الآيات التي تناسب المقام وتوعظ الناس.
2- التعليم والوعظ through التلاوة: كان النبي ﷺ يعلم أصحابه بأحوال الآخرة من خلال تلاوة القرآن، فهو أعظم موعظة.
3- التخويف من النار: من أساليب التربية النبوية تذكير الناس بعذاب النار ليجتهدوا في طاعة الله ويجتنبوا معاصيه.
4- بيان شدة عذاب الكفار: في هذه الآية بيان لشدة اليأس والحسرة التي يعيشها أهل النار، حيث يطلبون الفناء ولا يُجابون.
5- إثبات أهوال يوم القيامة حقيقةً: بما فيها خزنة النار، وهم ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم.
6- فضل الصحابة وحرصهم على التعلم: انظر كيف حفظ يعلى بن أمية رضي الله عنه هذه اللحظة العابرة حيث سمع النبي ﷺ يقرأ آية واحدة على المنبر ونقلها للأمة.


٤. معلومات إضافية مفيدة:


سورة الزخرف: هي سورة مكية، ت focus على تقرير التوحيد والرد على المشركين، وذكر مصيرهم في الآخرة.
● مالك: هو اسم خازن النار، الموكل بها، جاء ذكره صريحًا في القرآن في سورة الزخرف، وجاء في أحاديث أخرى تسميته وصفته.
● المنبر النبوي: كان منبر النبي ﷺ من درجات، وكان مكانًا للتشريع والتعليم والوعظ، وقراءته للقرآن فيه تدل على عظمة القرآن وجواز ذلك في الخطبة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٨١٩)، ومسلم في الجمعة (٨٧١) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو، سمِع عطاءً يخبر، عن صفوان بن يعلى، فذكره، واللّفظ للبخاريّ.
قوله: ﴿وَنَادَوْا يَامَالِكُ﴾ أي يدعون خازن النّار.
وقوله: ﴿لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ﴾ أي ليقض علينا ربَّك بالموت فنستريح من العذاب.
وقوله: ﴿وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ﴾ أي لا يُقضى عليكم بالموت بل أنتم ماكثون في العذاب الدائم.
وقد وردتْ في بعض الروايات: أن أهل النّار يدعون مالكا - خازن النّار - فلا يجيبهم أربعين عاما ثمّ يقول: إنكم ماكثون. إِلَّا أنه موقوف على عبد الله بن عمرو بن العاص. قال الهيثميّ في «المجمع» (١٠/ ٣٩٦): «رواه الطبرانيّ ورجاله رجال الصَّحيح».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1378 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: النبي يقرأ على المنبر نداء أهل النار لمالك

  • 📜 حديث: النبي يقرأ على المنبر نداء أهل النار لمالك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: النبي يقرأ على المنبر نداء أهل النار لمالك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: النبي يقرأ على المنبر نداء أهل النار لمالك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: النبي يقرأ على المنبر نداء أهل النار لمالك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب