منزلك في الجنة ومنزلك في النار

حديث: منزلك في الجنة ومنزلك في النار

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «ما منكم من أحد إِلَّا له منزلان: منزل في الجنّة ومنزل في النّار. فإذا مات فدخل النّار، وَرِث أهل الجنّة منزله. فذلك قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ﴾ [المؤمنون: ١٠]

صحيح: رواه ابن ماجة (٤٣٤١)، والبيهقي في شعب الإيمان (٣٧٣)، وابن أبي حاتم كما ذكر ابن كثير في تفسيره (٥/ ٤٦٤) كلّهم من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين. هذا حديث عظيم له دلالات مهمة في مصير الإنسان وحقيقة الجزاء في الآخرة، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً مستعيناً بالله ثم بفهم أهل العلم المعتبرين.
### أولاً. تخريج الحديث
هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب "صفة القيامة والجنة والنار"، باب "كل أحد يُعْرَف في الجنة والنار منزلُه الذي كان يُنْزَل في الدنيا".
### ثانياً. شرح المفردات
● منزلان: مكانان أو داران مُعَدَّان للإنسان.
● وَرِثَ أهل الجنة منزله: أي أخذوه وأصبحوا هم المالكين له بعد أن كان مُعَدّاً لذلك الشخص.
● أولئك هم الوارثون: هذه الآية الكريمة من سورة المؤمنون، وهي تشير إلى الذين يرثون الفردوس الأعلى.
### ثالثاً. شرح الحديث
معنى الحديث أن لكل إنسان في الآخرة مكانين: مكاناً في الجنة إذا كان من أهلها، ومكاناً في النار -عياذاً بالله- إذا كان من أهلها. فإذا مات الإنسان ودخل النار بسبب كفره أو معاصيه التي لم يتب منها، فإن المكان الذي كان مُعَدّاً له في الجنة -لو كان أهلاً لها- لا يذهب سدى، بل يأخذه أهل الجنة ويصير جزءاً من ميراثهم وفضل الله عليهم.
وهذا من عدل الله وحكمته؛ فلا يضيع شيء من خلق الله، فالمكان المعد في الجنة للكافر أو العاصي الذي استحق النار لا يبطل، بل يورث لأهل الجنة زيادة في كرامتهم ونعيمهم.
والآية الكريمة ﴿أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ﴾ التي استشهد بها النبي ﷺ تؤكد هذا المعنى، فالمؤمنون الصالحون هم الوارثون لهذه المنازل الفاضلة في الجنة، وهي من جملة ما يرثونه من الله تعالى.
### رابعاً. الدروس المستفادة
1- عدل الله تعالى: فالله لا يظلم مثقال ذرة، وهو أحكم الحاكمين.
2- سعة فضل الله: فالله يعطي المؤمنين أكثر مما قدموه، ويزيدهم من فضله.
3- التحذير من الغرور: فالإنسان لا يدري أي المنزلين سينتهي إليه، فيجب أن يجتهد في الطاعة ويحذر من المعاصي.
4- عظمة الجزاء في الآخرة: فالجنّة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

خامساً:

تنبيه مهم
هذا الحديث لا يعني أن الإنسان سيحصل على المنزلين حتماً، بل معناه أن كلاً من المنزلين مُعَدّ للإنسان بحسب عمله، فمن استحق الجنة نال منزله فيها، ومن استحق النار نال منزله فيها، وورث المؤمنون منزله في الجنة.
أسأل الله أن يجعلنا من أهل الجنة، ويبعدنا عن النار وأهلها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجة (٤٣٤١)، والبيهقي في شعب الإيمان (٣٧٣)، وابن أبي حاتم كما ذكر ابن كثير في تفسيره (٥/ ٤٦٤) كلّهم من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: فذكره. وإسناده صحيح.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1377 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: منزلك في الجنة ومنزلك في النار

📜 حديث: منزلك في الجنة ومنزلك في النار

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: منزلك في الجنة ومنزلك في النار

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: منزلك في الجنة ومنزلك في النار

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: منزلك في الجنة ومنزلك في النار

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية