حديث: «أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل»

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٧٢)﴾

عن عائشة زوج النَّبِيّ ﷺ أنها كانت تقول: قال رسول الله ﷺ: «سدّدوا وقاربوا وأبشروا، فإنه لن يُدخِل الجنّة أحدًا عملُه». قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا
أنا إِلَّا أن يتغمدني الله منه برحمة، واعلموا أن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قلّ».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٦٧)، ومسلم في صفة القيامة (٢٨١٨) كلاهما من طريق موسى بن عقبة، قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، يحدث عن عائشة أنها كانت تقول: فذكرته.

عن عائشة زوج النَّبِيّ ﷺ أنها كانت تقول: قال رسول الله ﷺ: «سدّدوا وقاربوا وأبشروا، فإنه لن يُدخِل الجنّة أحدًا عملُه». قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا
أنا إِلَّا أن يتغمدني الله منه برحمة، واعلموا أن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قلّ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن رسول الله ﷺ:

نص الحديث:


قال رسول الله ﷺ: «سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، فَإِنَّهُ لَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ أَحَدًا عَمَلُهُ». قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ، وَاعْلَمُوا أَنَّ أَحَبَّ الْعَمَلِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ».


1. شرح المفردات:


● سَدِّدُوا: من التَّسديد، وهو القصدُ في الأمر والاستقامة عليه، والمقصود: اطلبوا الصواب والسداد في القول والعمل، واجتهدوا في الموافقة للشرع.
● قَارِبُوا: أي اقتربوا من الصواب والخير وإن لم تبلغوا كماله، واطلبوا ما تستطيعون من الأعمال الصالحة دون تشدد أو غلو.
● أَبْشِرُوا: بشروا بالثواب والأجر من الله تعالى على أعمالكم.
● لن يُدخل الجنة أحدًا عملُه: أي لا يدخل أحد الجنة بمجرد عمله وحده دون رحمة الله ومغفرته.
● يتغمدني: يغطيني ويعطيني ويشمَلني برحمته.
● أدومه: الأكثر دوامًا واستمرارًا وثباتًا.


2. شرح الحديث:


يحتوي هذا الحديث على توجيهات نبوية عظيمة، يمكن بيانها على النحو التالي:
● "سَدِّدُوا": يأمرنا النبي ﷺ بأن نطلب السداد والاستقامة في أعمالنا، بأن نكون معتدلين متبعين للهدى، مبتعدين عن الغلو والتقصير. فالسداد هو التوسط في العبادة والعمل بما يوافق الشرع.
● "وَقَارِبُوا": أي إذا لم تستطيعوا الكمال في العمل، فقاربوه واقتربوا منه، وافعلوا ما تستطيعون من الخير. وهذا تيسير من النبي ﷺ لأمته، لئلا ييأسوا إذا قصّروا في بعض الأمور.
● "وَأَبْشِرُوا": فيه بشارة للمؤمنين بأن من سدد وقارب فله الأجر والثواب، وهو أمر بالتفاؤل وحسن الظن بالله.
● "فإنه لن يدخل الجنة أحدًا عمله": يبين النبي ﷺ أن الأعمال وحدها لا تكفي لدخول الجنة، بل لا بد من رحمة الله ومغفرته. فالعمل الصالح سبب لدخول الجنة، ولكن القبول والفضل هو من الله تعالى.
● "ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة": تواضع عظيم من النبي ﷺ، حيث بين أنه لا يدخل الجنة بعمله فقط، بل برحمة الله تعالى، مع أنه أفضل الخلق وأكملهم عملاً. وهذا تعليم للأمة أن تتواضع وتتعلق برحمة الله لا بأعمالها.
● "واعلموا أن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل": يرشدنا النبي ﷺ إلى أن أفضل الأعمال ما داوم عليه صاحبه، حتى لو كان قليلاً، لأن الدوام يدل على صدق المحبة والاستمرار في الطاعة، وهو أنفع للعبد من العمل الكثير المنقطع.


3. الدروس المستفادة:


- الاعتدال في العبادة واجتناب الغلو والتشدد.
- الأمل والتفاؤل برحمة الله تعالى والاستبشار بها.
- التواضع وعدم الاغترار بالأعمال، والاعتراف بأن النجاة برحمة الله.
- أهمية المداومة على العمل الصالح ولو كان قليلاً، لأن الله يحب العمل الدائم.
- تعلق القلب برحمة الله تعالى أكثر من تعلقه بحسناته وأعماله.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- فيه بيان لمبدأ عظيم من مبادئ الإسلام، وهو أن رحمة الله هي السبب الرئيسي في دخول الجنة، مع أن الأعمال شرط للنجاة.
- يستفاد منه أيضًا الحث على الاستمرارية في الطاعة، كأن يقرأ الإنسان وردًا يوميًا من القرآن، أو يصلي النوافل باستمرار، فإن القليل الدائم خير من الكثير المنقطع.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتسددين المقربين المبشرين برحمته، وأن يتغمدنا برحمته ويوفقنا للعمل الصالح الدائم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٦٧)، ومسلم في صفة القيامة (٢٨١٨) كلاهما من طريق موسى بن عقبة، قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، يحدث عن عائشة أنها كانت تقول: فذكرته. واللّفظ لمسلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1376 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: «أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل»

  • 📜 حديث: «أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل»

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: «أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل»

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: «أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل»

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: «أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل»

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب