حديث: الدنيا أهون على الله من هذه على صاحبها
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (٣٣) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (٣٤) وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (٣٥)﴾
حسن: رواه ابن ماجة (٤١١٠)، والحاكم (٤/ ٣٠٦) كلاهما من طرق عن أبي يحيى زكريا بن منظور، قال: حَدَّثَنَا أبو حازم، عن سهل بن سعد، قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يحدد قيمة الدنيا الحقيقية في ميزان الله تعالى، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً مستعيناً بالله.
الحديث بلفظ آخر واضح:
عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذِي الحُلَيْفَةِ، فَإِذَا هُوَ بِشَاةٍ مَيِّتَةٍ شَائِلَةٍ بِرِجْلِهَا، فَقَالَ: «أَتَرَوْنَ هَذِهِ هَيِّنَةً عَلَى صَاحِبِهَا؟ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى صَاحِبِهَا، وَلَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ أَبَدًا».
(أخرجه الترمذي في سننه، وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، وصححه الألباني)
1. شرح المفردات:
● بِذِي الحُلَيْفَةِ: مكان معروف قرب المدينة المنورة، وهو ميقات أهل المدينة للحج والعمرة.
● شَاةٍ مَيِّتَةٍ: نعجة ميتة (والشاة تطلق على الأنثى من الضأن والماعز).
● شَائِلَةٍ بِرِجْلِهَا: رافعةً رجلها، أي متيبسة ومتشنجة، وهي صفة للميتة التي تكون مستقذرة ومهملة.
● هَيِّنَةً: حقيرةً، قليلة القيمة، لا يُبَالَى بها.
● أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ: أحقر وأقل قيمة عند الله.
● جَنَاحَ بَعُوضَةٍ: جناح البعوضة، وهو شيء تافه جداً لا وزن له ولا قيمة.
● مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ: ما أعطى الله الكافر رشفة ماء منها.
2. شرح الحديث:
كان النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في مكان اسمه "ذي الحليفة"، فرأى نعجة ميتة ملقاة على الأرض، وقد تيبست وتشنجت حتى أصبحت رافعًة رجلها، وهي في حالة تدل على الإهمال والاستقذار وعدم الاكتراث من صاحبها.
فاستغل النبي صلى الله عليه وسلم هذه الصورة المحسوسة ليعلم أصحابه درساً عظيماً عن حقيقة الدنيا. فسألهم: أترون أن صاحب هذه الشاة يهتم بها أو يبالي بفقدانها؟ طبعاً الجواب: لا، فهي أصبحت لا تساوي شيئاً في عينه.
ثم أقسم النبي صلى الله عليه وسلم بالله -وهو قسم عظيم- قائلاً: "والذي نفسي بيده" لتأكيد صحة ما سيقوله، أن "الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى صَاحِبِهَا".
أي: أن الدنيا بكل ما فيها من زخارف وأموال وجاه ومتاع، هي أحقر وأقل شأناً عند الله من تلك الشاة الميتة المهملة عند صاحبها. فإذا كان صاحب الشاة لا يبالي بها بعد موتها، فالله تعالى لا يبالي بالدنيا أبداً، فهي لا تساوي عنده شيئاً.
ثم أكد هذا المعنى بتعليق شرطي فقال: "وَلَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ أَبَدًا".
أي: لو فرضنا أن للدنيا أدنى قيمة عند الله، ولو كانت تساوي جناح بعوضة صغير لا يُذكر، لما أعطى الله الكافرَ الذي يجحد به ويكفر بنعمته شيئاً من خيراتها، حتى شرْبة ماء واحدة. فكيف وهي لا تساوي شيئاً أصلاً؟!
فالله تعالى يعطي الكافر في الدنيا ليس لأن الدنيا ذات قيمة عنده، ولكن امتحاناً وابتلاءً، كما قال تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ} [الأنعام: 44]. فهو عطاء استدراج وليس تكريماً.
3. الدروس المستفادة منه:
1- تحقير الدنيا وبيان حقيقتها: هذا الحديث من أعظم الأحاديث التي تحط من قيمة الدنيا وتذكر بحقيقتها الزائلة. فهي ليست دار قرار ولا محل ثواب، بل هي دار امتحان وابتلاء.
2- عدم الاغترار بالدنيا: يجب على المسلم أن لا يغتر بما ينعم به الكفار من متاع الدنيا، فهي ليست دليلاً على محبة الله لهم أو رضاه عنهم، بل هي استدراج وإملاء.
3- التفريق بين دار العمل ودار الجزاء: الدنيا دار عمل والآخرة دار جزاء. فالنعيم الحقيقي والخلود هو في الآخرة، كما قال تعالى: {وَمَا هَٰذِ
تخريج الحديث
وزكريا بن منظور هو القرظي المدني ضعيف، لكنه توبع، فقد رواه الترمذيّ (٢٣٢٠) من طريق عبد الحميد بن سليمان، والطَّبرانيّ في الكبير (٦/ ٢١٩) من طريق زمعة بن صالح (كلاهما: عبد الحميد وزمعة) عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، فذكره.
وعبد الحميد بن سليمان وزمعة بن صالح كلاهما ضعيفان غير متهمين، وبهذه المتابعات يرتقي الحديث إلى درجة الحسن.
قال الترمذيّ: «هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه».
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1373 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1348 من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحة إلا لم...
- 1349 إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشي
- 1350 ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه
- 1351 معنى الدعاء هو العبادة
- 1352 من لم يسأل الله يغضب عليه
- 1353 إجابة ابن عباس عن اختلاف آيات القرآن
- 1354 كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم؟
- 1355 وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ
- 1356 آمنت بالله فاستقم
- 1357 المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته
- 1358 الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتابه ولقائه ورسله
- 1359 كيف يأتيك الوحي؟
- 1360 لولا أني أخرجت منك ما خرجت
- 1361 أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلي
- 1362 متى الساعة وما أعددت لها
- 1363 بشروا هذه الأمة بالسناء والرفعة والنصر والتمكين في الأرض
- 1364 صلوا ما بيني وبينكم من القرابة
- 1365 الله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم براحلته
- 1366 ما خير رسول الله في أمرين إلا أخذ أيسرهما
- 1367 لم يكن رسول الله فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا في...
- 1368 لم يكن النبي ﷺ سبابا ولا فحاشا ولا لعانا
- 1369 إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثًا
- 1370 إن الله لا يظلم مؤمنا حسنة يعطى بها في الدنيا...
- 1371 أما ترضى أن تكون لهم في الدُّنيا ولنا في الآخرة؟
- 1372 لا تشربوا في إناء الذهب والفضة ولا تلبسوا الديباج والحرير
- 1373 الدنيا أهون على الله من هذه على صاحبها
- 1374 ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل
- 1375 ما يصدون قومك من مثل ابن مريم
- 1376 «أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل»
- 1377 منزلك في الجنة ومنزلك في النار
- 1378 النبي يقرأ على المنبر نداء أهل النار لمالك
- 1379 تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان
- 1380 أن قريشا لما استعصت على النبي ﷺ دعا عليهم بسنين...
- 1381 خمس قد مضين: اللزام والروم والبطشة والقمر والدخان.
- 1382 إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وصار أهل النار إلى...
- 1383 ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا
- 1384 أهل الجنة لا ينامون لأن النوم أخو الموت
- 1385 كان الرجل من العرب يعبد الحجر، فإذا وجد أحسن منه...
- 1386 ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل...
- 1387 يا خيبة الدهر فإني أنا الدهر أقلب ليله ونهاره
- 1388 لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر
- 1389 تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين
- 1390 فإني أنساك كما نسيتني
- 1391 العز إزاره والكبرياء رداؤه فمن ينازعني عذبته
- 1392 الخط أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ
- 1393 من يكرمه الله؟
- 1394 يا معشر اليهود أروني عشرة رجال يشهدون أن لا إله...
- 1395 من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام
- 1396 الذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني
- 1397 ما يؤمني أن يكون فيه عذاب
معلومات عن حديث: الدنيا أهون على الله من هذه على صاحبها
📜 حديث: الدنيا أهون على الله من هذه على صاحبها
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الدنيا أهون على الله من هذه على صاحبها
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الدنيا أهون على الله من هذه على صاحبها
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الدنيا أهون على الله من هذه على صاحبها
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








