الخط أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ

حديث: الخط أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٤)﴾

عن ابن عباس - قال سفيان: لا أعلمه إلا عن النبي ﷺ ﴿أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ﴾ قال: «الخط».

صحيح: رواه أحمد (١٩٩٢) عن يحيى، عن سفيان، حدثنا صفوان بن سُليم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن ابن عباس، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن ابن عباس - قال سفيان: لا أعلمه إلا عن النبي ﷺ ﴿أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ﴾ قال: «الخط».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه الإمام أحمد وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما، حيث قال سفيان (وهو الثوري): "لا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ﴾ قال: «الخط»".

1. شرح المفردات:

● أَثَارَةٍ: الأثارة في اللغة: البقية والقطعة من الشيء، أو ما يُؤْثَرُ عن السابقين ويُحفظ.
● مِنْ عِلْمٍ: أي من العلم النافع.
● الخط: أي الكتابة والتدوين.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث يفسر قوله تعالى في سورة الأحقاف: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [الأحقاف: 10]. حيث ذكر الله تعالى في الآية التي قبلها: ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [الأحقاف: 8-10].
وقوله تعالى: ﴿أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ﴾ جزء من الآية العاشرة، حيث يخبر الله تعالى أن الشاهد من بني إسرائيل شهد على مثل القرآن، أي على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم من خلال ما عنده من "أثارة من علم"، أي بقية من العلم مدونة في الكتب السابقة.
وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم هذه "الأثارة من العلم" بأنها "الخط"، أي الكتابة والتدوين. وهذا يعني أن العلم المكتوب والمحفوظ في الكتب السابقة (كالتوراة والإنجيل) كان يشهد بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وكان اليهود يعرفون ذلك من خلال ما عندهم من نصوص مكتوبة.

3. الدروس المستفادة منه:

● إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بالكتب السابقة: فاليهود والنصارى كان عندهم في كتبهم أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم وبشارات به، فمن آمن منهم فقد صدق بما عنده، ومن كفر فقد استكبر.
● فضل العلم وتدوينه: الحديث يشير إلى أهمية حفظ العلم بالكتابة، لأن الكتابة تحفظ العلم من الضياع وتجعله متاحًا للأجيال القادمة.
● التفسير النبوي للقرآن: النبي صلى الله عليه وسلم هو أعلم الناس بمعاني القرآن، فشرحه للآية توجيهٌ للأمة لفهم المراد.
● الرد على المكذبين: القرآن يذكر أن الكفار يعرفون الحق ولكنهم يستكبرون عن اتباعه، وهذا من الظلم الذي لا يهدي الله أصحابه.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- روى هذا الحديث الإمام أحمد في مسنده، وقال سفيان الثوري: "لا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم"، مما يدل على صحته عنده.
- بعض المفسرين ذكروا أن "الأثارة من العلم" هي العلم الموروث عن الأنبياء السابقين، المدون في كتبهم.
- القصة التي تشير إليها الآية هي قصة عبد الله بن سلام رضي الله عنه، وهو من أحبار اليهود الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وشهدوا بنبوته من خلال ما وجدوه في كتبهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٩٩٢) عن يحيى، عن سفيان، حدثنا صفوان بن سُليم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن ابن عباس، فذكره. وإسناده صحيح.
وأخرجه الحاكم (٢/ ٤٥٤) من وجه آخر عن سفيان به موقوفا. وصحّحه على شرط الشيخين.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1392 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الخط أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ

📜 حديث: الخط أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الخط أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الخط أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الخط أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية