حديث: يا معشر اليهود أروني عشرة رجال يشهدون أن لا إله إلا الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠)﴾

عن عوف بن مالك الأشجعي قال: انطلق النبي ﷺ وأنا معه حتى دخلنا كنيسة اليهود بالمدينة يوم عيدهم، وكرهوا دخولنا عليهم فقال لهم رسول الله ﷺ: «يا معشر اليهود! أروني انني عشر رجلا يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، يحبط الله عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضب الذي غضب عليه»، قال: فأمسكوا وما أجابه منهم أحد، ثم رد عليهم فلم يجبه أحد، ثم ثلَّث فلم يجبه أحد، فقال: «أبيتم، فوالله! إني لأنا الحاشر، وأنا العاقب، وأنا المقفى، آمنتم أو كذبتم»، ثم انصرف وأنا معه، حتى دنا أن يخرج، فإذا رجل من خلفنا يقول: كما أنت يا محمد! قال: فقال ذلك الرجل: أي رجل تعلموني فيكم يا معشر اليهود؟ قالوا: ما نعلم أنه كان فينا رجل أعلم بكتاب الله ولا أفقه منك، ولا من أبيك من قبلك، ولا من جدك قبل أبيك، قال: فإني أشهد له بالله أنه نبي الله الذي تجدونه في التوراة، قالوا: كذبت، ثم ردوا عليه، وقالوا له شرا، فقال رسول الله ﷺ: «كذبتم، لن يقبل قولكم، أمّا آنفا فتثنون عليه من الخير ما أثنيتم، وأما إذا آمن كذبتموه، وقلتم ما قلتم فلن يقبل قولكم»، قال: فخرجنا ونحن ثلاثة: رسول الله ﷺ، وأنا، وعبد الله بن سلام، فأنزل الله فيه: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠).

صحيح: رواه أحمد (٢٣٩٨٤) وصحّحه ابن حبان (٧١٦٢) والحاكم (٣/ ٤١٥، ٤١٦) كلهم من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، قال: حدثنا صفوان بن عمرو، قال: حدثني
عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك الأشجعي، قال: فذكره.

عن عوف بن مالك الأشجعي قال: انطلق النبي ﷺ وأنا معه حتى دخلنا كنيسة اليهود بالمدينة يوم عيدهم، وكرهوا دخولنا عليهم فقال لهم رسول الله ﷺ: «يا معشر اليهود! أروني انني عشر رجلا يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، يحبط الله عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضب الذي غضب عليه»، قال: فأمسكوا وما أجابه منهم أحد، ثم رد عليهم فلم يجبه أحد، ثم ثلَّث فلم يجبه أحد، فقال: «أبيتم، فوالله! إني لأنا الحاشر، وأنا العاقب، وأنا المقفى، آمنتم أو كذبتم»، ثم انصرف وأنا معه، حتى دنا أن يخرج، فإذا رجل من خلفنا يقول: كما أنت يا محمد! قال: فقال ذلك الرجل: أي رجل تعلموني فيكم يا معشر اليهود؟ قالوا: ما نعلم أنه كان فينا رجل أعلم بكتاب الله ولا أفقه منك، ولا من أبيك من قبلك، ولا من جدك قبل أبيك، قال: فإني أشهد له بالله أنه نبي الله الذي تجدونه في التوراة، قالوا: كذبت، ثم ردوا عليه، وقالوا له شرا، فقال رسول الله ﷺ: «كذبتم، لن يقبل قولكم، أمّا آنفا فتثنون عليه من الخير ما أثنيتم، وأما إذا آمن كذبتموه، وقلتم ما قلتم فلن يقبل قولكم»، قال: فخرجنا ونحن ثلاثة: رسول الله ﷺ، وأنا، وعبد الله بن سلام، فأنزل الله فيه: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠)﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ. هذا حديث عظيم ورد في صحيح الإمام البخاري، وفيه دروس وعبر كثيرة. سأشرحه لك جزءاً جزءاً معتمداً على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
أولاً: شرح المفردات:
● كنيسة اليهود: مكان عبادتهم ومجتمعهم.
● يوم عيدهم: وهو يوم السبت أو أحد أعيادهم الخاصة.
● أروني: ائتوا لي بـ.
● عشرة رجلاً: أي عشرة أشخاص.
● يحبط الله: يبطل ويزيل.
● أديم السماء: سطح الأرض وجلدها، أي كل مكان.
● أبيتم: رفضتم وامتنعتم.
● الحاشر: الذي يحشر الناس خلفه، وهو من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم.
● العاقب: الذي ليس بعده نبي، فهو آخر الأنبياء.
● المقفى: الذي قَفى (أي جاء بعد) من كان قبله من الأنبياء.
● كما أنت: أي انتظر وقف.
● أما آنفا: أي قبل قليل.
ثانياً: شرح الحديث:
يحدثنا الصحابي الجليل عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه عن موقف عظيم يدل على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وصدقه.
1- دخول الكنيسة ودعوة اليهود: ذهب النبي صلى الله عليه وسلم ومعه الصحابي إلى كنيسة اليهود في يوم عيدهم. وكان دخوله عليهم فيه نوع من التأليف وطلب الحوار، لكنهم كرهوا ذلك. فلم يمنعه ذلك من أن يبلغهم دعوة الحق، فعرض عليهم عرضاً رائعاً: أن يأتوه بعشرة من علمائهم يشهدون بشهادتي الإسلام (أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله)، وفي مقابل ذلك وعدهم بأن الله سيغفر لأمة اليهود كلها ويرفع عنهم الغضب الذي يستحقونه بكفرهم.
2- إصرارهم على الكبر والعناد: عرض عليهم هذا العرض الميسر ثلاث مرات، فلم يجبهم أحد، مع علمهم اليقيني بصدقه من نصوص التوراة التي بين أيديهم. وهذا دليل على أن العناد والكبر من أعظم أسباب الضلال.
3- تأكيد النبي على نبوته: عندما أبوا أن يستجيبوا، أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بحقيقة نبوته وأكدها بأسماء وصفات هي من دلائل نبوته التي يعرفونها هم أنفسهم من كتبهم (الحاشر، العاقب، المقفى)، وقال لهم: "آمنتم أو كذبتم"، أي أن الحقيقة ثابتة سواء صدقتموها أم كذبتموها.
4- إيمان عبد الله بن سلام رضي الله عنه: عند خروجه، ناداهم رجل من خلفه، وهو عبد الله بن سلام رضي الله عنه، الذي كان من كبار علمائهم وأحبارهم. استفتاهم في شأنه ليعرف مكانته عندهم، فأثنوا عليه غاية الثناء، فأعلن شهادته بالإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه النبي الموصوف في التوراة. فانقلب موقفهم منه فوراً من الإجلال إلى التكذيب والسب، وكشف هذا عن حقيقتهم: أن كفرهم ليس عن جهل، بل عن عناد واستكبار.
5- رد الله تعالى عليهم في القرآن: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ومعه عوف بن مالك وعبد الله بن سلام الذي آمن، فأنزل الله تعالى الآية الكريمة من سورة الأحقاف (آية 10) التي توبخهم على كفرهم بشهادة نبي من عند الله، مع أن شاهداً من بني إسرائيل (وهو عبد الله بن سلام) قد شهد لمثل ما في القرآن (أي للتوراة) فآمن، بينما هم استكبروا.
ثالثاً: الدروس المستفادة والعبر:
1- حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هداية الناس: حيث ذهب بنفسه إلى مجتمعهم لدعوتهم.
2- الحكمة في الدعوة: دخوله في يوم عيدهم حيث يكون اجتماعهم، وعرضه العرض السهل الذي فيه مصلحة عظيمة لهم.
3- ثبات النبي صلى الله عليه وسلم وجرأته في proclaiming الحق: لم يخف من مواجهتهم بخطاب قوي يبين حقيقة نبوته.
4- العناد والاستكبار من أسباب الحرمان من الهداية: كما حدث مع اليهود الذين علموا الحق لكنهم أبوا أن يتبعوه.
5- فضل عبد الله بن سلام رضي الله عنه: وشجاعته في إعلان إيمانه في ذلك المحيط المعادي.
6- أن من آمن من أهل الكتاب وعنده علم صحيح فإنه يجد نعت النبي صلى الله عليه وسلم في كتبهم.
7- تصديق القرآن للحديث: حيث نزلت آية تؤيد ما حدث وتوبخ المكذبين.
رابعاً: معلومات إضافية:
- هذا الحديث من الأدلة الواضحة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أخبر بأمور غيبية (كأسمائه) كانت معروفة لدى أهل الكتاب.
- عبد الله بن سلام رضي الله عنه أصبح بعد إسلامه من كبار علماء الصحابة ورواة الحديث.
- الحديث يدل على أن الأصل في الدعوة هو اللين والحكمة، ولكن مع الثبات على المبادئ وعدم التنازل عن الحق.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٣٩٨٤) وصحّحه ابن حبان (٧١٦٢) والحاكم (٣/ ٤١٥، ٤١٦) كلهم من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، قال: حدثنا صفوان بن عمرو، قال: حدثني
عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك الأشجعي، قال: فذكره. وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1394 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يا معشر اليهود أروني عشرة رجال يشهدون أن لا إله إلا الله

  • 📜 حديث: يا معشر اليهود أروني عشرة رجال يشهدون أن لا إله إلا الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يا معشر اليهود أروني عشرة رجال يشهدون أن لا إله إلا الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يا معشر اليهود أروني عشرة رجال يشهدون أن لا إله إلا الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يا معشر اليهود أروني عشرة رجال يشهدون أن لا إله إلا الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب