حديث: بسم الله الرحمن الرحيم وما نعرف الرحمن الرحيم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (٢٤)﴾

عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِالْحُدَيْبِيَةِ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ الَّتِي قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ، وَكَانَ يَقَعُ مِنْ أَغْصَانِ تِلْكَ الشَّجَرَةِ عَلَى ظَهْرِ
رَسولِ اللَّهِ ﷺ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ لِعَلِيٍّ: «اكْتُبْ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ» فَأَخَذَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو بِيَدِهِ، فَقَالَ: مَا نَعْرِفُ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم، اكْتُبْ فِي قَضِيَّتِنَا مَا نَعْرِفُ، قَالَ: «اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ» فَكَتَبَ: هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسولُ اللَّهِ ﷺ أَهْلَ مَكَّةَ، فَأَمْسَكَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو بِيَدِهِ، وَقَالَ: لَقَدْ ظَلَمْنَاكَ إِنْ كُنْتَ رَسُولَهُ، اكْتُبْ فِي قَضِيَّتِنَا مَا نَعْرِفُ. فَقَالَ: «اكْتُبْ هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَنَا رَسولُ اللَّهِ» فَكَتَبَ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا ثَلَاثُونَ شَابًّا عَلَيْهِمُ السِّلَاحُ، فَثَارُوا فِي وُجُوهِنَا، فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسولُ اللهِ ﷺ فَأَخَذَ اللَّهُ عز وجل بِأَبْصارِهِمْ، فقَدِمْنَا إِلَيْهِمْ، فَأَخَذْنَاهُمْ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ: «هَلْ جِئْتُمْ فِي عَهْدِ أَحَدٍ أَوْ هَلْ جَعَلَ لَكُمْ أَحَدٌ أَمَانًا؟» فَقَالُوا: لَا، فَخَلَّى سَبِيلَهُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ﴾.

حسن: رواه أحمد (١٦٨٠٠) والنسائي في الكبرى (١١٤٤٧) وصحّحه الحاكم (٢/ ٤٦٠، ٤٦١) كلهم من طريق حسين بن واقد، قال: حدثني ثابت البناني، عن عبد الله بن مغفل المزني، قال: فذكره.

عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِالْحُدَيْبِيَةِ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ الَّتِي قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ، وَكَانَ يَقَعُ مِنْ أَغْصَانِ تِلْكَ الشَّجَرَةِ عَلَى ظَهْرِ
رَسولِ اللَّهِ ﷺ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ لِعَلِيٍّ: «اكْتُبْ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ» فَأَخَذَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو بِيَدِهِ، فَقَالَ: مَا نَعْرِفُ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم، اكْتُبْ فِي قَضِيَّتِنَا مَا نَعْرِفُ، قَالَ: «اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ» فَكَتَبَ: هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسولُ اللَّهِ ﷺ أَهْلَ مَكَّةَ، فَأَمْسَكَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو بِيَدِهِ، وَقَالَ: لَقَدْ ظَلَمْنَاكَ إِنْ كُنْتَ رَسُولَهُ، اكْتُبْ فِي قَضِيَّتِنَا مَا نَعْرِفُ. فَقَالَ: «اكْتُبْ هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَنَا رَسولُ اللَّهِ» فَكَتَبَ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا ثَلَاثُونَ شَابًّا عَلَيْهِمُ السِّلَاحُ، فَثَارُوا فِي وُجُوهِنَا، فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسولُ اللهِ ﷺ فَأَخَذَ اللَّهُ ﷿ بِأَبْصارِهِمْ، فقَدِمْنَا إِلَيْهِمْ، فَأَخَذْنَاهُمْ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ: «هَلْ جِئْتُمْ فِي عَهْدِ أَحَدٍ أَوْ هَلْ جَعَلَ لَكُمْ أَحَدٌ أَمَانًا؟» فَقَالُوا: لَا، فَخَلَّى سَبِيلَهُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ ﷿: ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الشريف الذي رواه عبد الله بن مغفل المزني رضي الله عنه، مع بيان مفرداته ودروسه المستفادة:

أولاً. شرح المفردات:


● الحديبية: مكان قرب مكة، وقعت فيه بيعة الرضوان وصُلح الحديبية.
● أصل الشجرة: مكان جذع الشجرة أو قربها.
● بسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: البسملة، وهي افتتاح الكتابة باسم الله تعالى.
● سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو: أحد زعماء قريش ومفاوضيهم في الصلح.
● كَفَّ أَيْدِيَهُمْ: منع أيديهم عن القتال أو الأذى.


ثانيًا. شرح الحديث:


يصف الحديث أحداث صلح الحديبية سنة 6 هـ، حيث خرج النبي ﷺ وأصحابه لأداء العمرة، فمنعتهم قريش، فجرى التفاوض الذي انتهى بالصلح. وفي هذا الموقف:
1- طلب النبي ﷺ من علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يكتب "بسم الله الرحمن الرحيم"، فهذا افتتاحٌ يعبر عن التوحيد والإيمان بالله تعالى بصفاته.
2- اعترض سهيل بن عمرو بحجة أن قريشًا لا تعترف بصفة "الرحمن الرحيم" (لأنها من أسماء الله الخاصة بالتوحيد الإسلامي)، وطلب أن يكتبوا ما يعرفونه من صيغ الجاهلية مثل "باسمك اللهم".
3- أمر النبي ﷺ بتغيير الصيغة مراعاةً للموقف السياسي والدعوي، حيث كان الهدف تحقيق مصلحة الصلح والدعوة، فكتب "باسمك اللهم".
4- عندما كتب الكاتب "محمد رسول الله"، اعترض سهيل مرة أخرى بحجة أنهم لا يعترفون برسالته، فطلب أن يكتب "محمد بن عبد الله". فوافق النبي ﷺ على ذلك، وقال: «أنا رسول الله وإن كذبتموني».
5- خروج الشباب المسلحين من قريش: حاول ثلاثون شابًا من قريش الإغارة على المسلمين، فدعا عليهم النبي ﷺ فأصابهم العمى المؤقت بأمر الله، ثم أسرهم المسلمون.
6- إطلاق سراحهم بعد الاستجواب: سألهم النبي ﷺ إن كان لهم عهد أو أمان، فلما أجابوا بالنفي، أطلق سراحهم رحمةً ورفقًا، مع القدرة على الانتقام.
7- نزول الآية الكريمة: وهي من سورة الفتح (آية 24)، تخليدًا لفضل الله في كف الشر عن المسلمين.


ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- مرونة النبي ﷺ في التفاوض: حيث تنازل عن بعض الصيغ الكتابية تحقيقًا للمصلحة العليا (الصلح والدعوة).
2- الصبر على الأذى في سبيل الدعوة: تحمل النبي ﷺ اعتراضات المشركين وحاول تقريبهم إلى الإسلام.
3- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: النبي ﷺ تفاوض بحكمة، لكن النصر والنجاح من الله تعالى.
4- الرحمة حتى بالأعداء: إطلاق سراح الأسرى مع القدرة على المعاقبة.
5- الإيمان بقدرة الله تعالى: حيث كف أيدي الأعداء وحمى المسلمين.


رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الصلح كان فتحًا مبينًا، حيث أدى إلى انتشار الإسلام ودخول الناس فيه أفواجًا.
- الآية المشار إليها (الفتح: 24) تُظهر نصر الله للمؤمنين حتى في أحلك الظروف.
- الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو من أحاديث الصحيح التي تروي أحداث الحديبية.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٦٨٠٠) والنسائي في الكبرى (١١٤٤٧) وصحّحه الحاكم (٢/ ٤٦٠، ٤٦١) كلهم من طريق حسين بن واقد، قال: حدثني ثابت البناني، عن عبد الله بن مغفل المزني، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل حسين بن واقد فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
والكلام عليه مبسوط في كتاب سيرة النبي ﷺ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1457 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بسم الله الرحمن الرحيم وما نعرف الرحمن الرحيم

  • 📜 حديث: بسم الله الرحمن الرحيم وما نعرف الرحمن الرحيم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بسم الله الرحمن الرحيم وما نعرف الرحمن الرحيم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بسم الله الرحمن الرحيم وما نعرف الرحمن الرحيم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بسم الله الرحمن الرحيم وما نعرف الرحمن الرحيم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب