حديث: أموال بني النضير فيء لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ (٢) وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (٣) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٤) مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (٥) وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٦)﴾
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٨٨٥) ومسلم في الجهاد والسير (١٧٥٧) كلاهما من طريق سفيان، عن عمرو، عن الزهري، عن مالك بن أوس بن الحدثان، عن عمر، قال: فذكره، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الحديث الذي ذكر -أيها السائل الكريم- رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو يروي قصة أموال بني النضير، وهي من الغنائم التي خصها الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم. وإليك الشرح الوافي للحديث:
1. شرح المفردات:
● بني النضير: هم طائفة من اليهود كانوا يسكنون في ضواحي المدينة المنورة، ونقضوا عهدهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، فحاصرهم ثم أجلاهم.
● أفاء الله: أي ردها الله وخص بها رسوله صلى الله عليه وسلم من غير قتال.
● لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب: أي لم يبذل المسلمون جهدًا في القتال باستخدام الخيول أو الإبل للوصول إلى هذه الأموال، لأن بني النضير استسلموا دون قتال.
● السلاح والكراع: السلاح: الأدوات الحربية مثل السيوف والرماح. والكراع: الخيل والإبل التي تستخدم في الجهاد.
● عدة في سبيل الله: أي استعدادًا وتجهيزًا للجهاد في سبيل الله.
2. شرح الحديث:
يخبرنا الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن أموال بني النضير كانت من الفيء، وهو المال الذي أعطاه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم من غير قتال، حيث لم يجهد المسلمون أنفسهم في الحصول عليها بقتال أو مطاردة.
وقد خص الله تعالى هذه الأموال لرسوله صلى الله عليه وسلم، فكان يتصرف فيها بما يراه مناسبًا لمصلحة الدعوة والمسلمين. فكان صلى الله عليه وسلم:
● ينفق على أهله منها نفقة سنته: أي كان يصرف منها على زوجاته وأهل بيته ما يكفيهم لمدة عام.
● ثم يجعل ما بقي في السلاح والكراع: أي أن ما يتبقى بعد النفقة على أهله كان يوجهه لتجهيز الجيوش الإسلامية بالسلاح والخيول والإبل.
● عدة في سبيل الله: أي أن كل هذه التجهيزات كانت استعدادًا للجهاد في سبيل الله ونشر دين الإسلام.
3. الدروس المستفادة منه:
● الحكمة في توزيع الغنائم: النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يصرف هذه الأموال على نفسه فحسب، بل كان يوازن بين حاجات أهله وحاجات الأمة في الجهاد والدعوة.
● القدوة في القيادة: كان صلى الله عليه وسلم قائدًا قدوةً، يقدم مصلحة الأمة على مصلحته الشخصية، ويوجه الموارد لأهم المجالات وهي الجهاد في سبيل الله.
● الاعتماد على الله: التذكير بأن النصر والغنائم هي من فضل الله تعالى، وهو الذي يمنحها لعباده وفق حكمته.
● العدل في التصرف في المال العام: حتى وإن كان المال خاصًا بالرسول صلى الله عليه وسلم، إلا أنه كان يتصرف فيه بما يعود بالنفع على الأمة كلها.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذه الحادثة وقعت في السنة الرابعة للهجرة بعد غزوة بني النضير.
- الفيء يختلف عن الغنيمة، فالغنيمة ما أخذ من الكفار بعد قتال، أما الفيء فهو ما أخذ بدون قتال.
- هذا الحديث يدل على أن القائد المسلم يجب أن يكون حكيمًا في توزيع الموارد، مقدّمًا مصلحة الدين والأمة على أي اعتبار آخر.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1644 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1619 إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا
- 1620 مطر الناس فقال أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر
- 1621 مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب
- 1622 أصبح فريق منهم بها كافرين، يقولون: الكواكب
- 1623 سَمِعْتُ النَّبِيَّ يَقْرَأُ فَرُوْحٌ وَرَيْحَانٌ بِرَفْعِ الرَّاءِ
- 1624 أكراهية الموت؟ فكلنا نكره الموت
- 1625 كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن
- 1626 من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في...
- 1627 اللهم اقض عنا الدين وأغننا من الفقر
- 1628 عتاب الله للمؤمنين بعد أربع سنين من إسلامهم
- 1629 أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب...
- 1630 جاءت خولة بنت ثعلبة إلى رسول الله ﷺ تشكو زوجها،...
- 1631 قصة خولة بنت ثعلبة
- 1632 عليكم السام واللعنة
- 1633 السام عليك يا أبا القاسم فقال وعليكم
- 1634 قد سمعت، فرددت عليهم، وإنا نجاب عليهم، ولا يجابون علينا
- 1635 سام عليك
- 1636 عن علي بن أبي طالب: فبي خفف الله عن هذه...
- 1637 علام تشتمني أنت وأصحابك
- 1638 ثلاثة في قرية لا يؤذنون ولا تقام فيهم الصلاة
- 1639 سورة التوبة هي الفاضحة ما زالت تنزل ومنهم ومنهم
- 1640 سورة الحشر تسمى سورة النضير
- 1641 كفار قريش يهددون المسلمين ويطلبون قتل النبي أو إخراجه.
- 1642 سبب نزول: ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على...
- 1643 قد قطعنا بعضا وتركنا بعضا
- 1644 أموال بني النضير فيء لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا...
- 1645 المتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله
- 1646 دعوني ما تركتكم، إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم
- 1647 أوصي الخليفة بالمهاجرين الأولين والأنصار
- 1648 النبي ﷺ يقول: "اصبروا حتى تلقوني فإنه سيصيبكم بعدي أثرة"
- 1649 ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم
- 1650 اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل
- 1651 ألا رجل يضيفه هذه الليلة يرحمه الله
- 1652 الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم،...
- 1653 أُمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي فسبوهم
- 1654 ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر...
- 1655 الله تسعة وتسعون اسما من أحصاها دخل الجنة
- 1656 بعث النبي ﷺ عليا والزبير والمقداد لأخذ كتاب من ظعينة
- 1657 من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه
- 1658 النبي ﷺ ينادي قريش على الصفا: إني نذير لكم بين...
- 1659 لقاء إبراهيم أباه آزر يوم القيامة
- 1660 إن أبي وأباك في النار
- 1661 آصلها؟ قال: نعم
- 1662 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فقال سهيل أما الرحمن فوالله ما...
- 1663 المؤمنات يبايعن النبي ولا تمس يده يد امرأة
- 1664 صلاة العيد قبل الخطبة ثم يخطب بعدها
- 1665 بايعنا النبي ﷺ فقرأ علينا أن لا يشركن بالله شيئا
- 1666 أخذ علينا النبي عند البيعة أن لا ننوح فما وفت...
- 1667 من أصاب شيئا من ذلك فعوقب به فهو كفارة له
- 1668 بايعناه على أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا...
معلومات عن حديث: أموال بني النضير فيء لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب
📜 حديث: أموال بني النضير فيء لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أموال بني النضير فيء لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أموال بني النضير فيء لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أموال بني النضير فيء لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








