حديث: سقت حفصة النبي ﷺ شربة عسل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (٢) وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ

عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ يحب العسل والحلواء، وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه فيدنو من إحداهن، فدخل على حفصة بنت عمر فاحتبس أكثر ما كان يحتبس فغِرتُ فسألتُ عن ذلك، فقيل: أهدت لها امرأة من قومها عُكّةً من عسل، فسقت النبي ﷺ منه شربة، فقلتُ: أما والله! لنحتالن له، فقلتُ لسودة بنت زمعة: إنه سيدنو منك، فإذا دنا منك فقولي: أكلتَ مغافير؟ فإنه سيقول لك: لا، فقولي له: ما هذه الريح التي أجد منك؟ فإنه سيقول لك: سقتني حفصة شربة عسل، فقولي له: جرست نحلة العرفط، وسأقولُ ذلك وقولي أنتِ يا صفية ذاك. قالت: تقول سودة فوالله! ما هو إلا أن قام على الباب فأردتُ أن أباديه بما أمرتني به فرقا منك، فلما دنا منها قالت له سودة: يا رسول الله أكلت مغافير؟ قال: «لا». قالت: فما هذه الريح التي أجد منك؟ قال: «سقتني حفصة شربة عسل» فقالت: جرست نحلة العرفط، فلما دار إلي قلت له نحو ذلك، فلما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك، فلما دار إلى حفصة قالت: يا رسول الله! ألا أسقيك منه؟ قال: «لا حاجة لي فيه» قالت:
تقول سودة: والله! لقد حرَمناه، قلت لها: اسكتي.

متفق عليه: رواه البخاري في الطلاق (٥٢٦٨) ومسلم في الطلاق (١٤٧٤: ٢١) كلاهما من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: فذكرته، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.

عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ يحب العسل والحلواء، وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه فيدنو من إحداهن، فدخل على حفصة بنت عمر فاحتبس أكثر ما كان يحتبس فغِرتُ فسألتُ عن ذلك، فقيل: أهدت لها امرأة من قومها عُكّةً من عسل، فسقت النبي ﷺ منه شربة، فقلتُ: أما والله! لنحتالن له، فقلتُ لسودة بنت زمعة: إنه سيدنو منك، فإذا دنا منك فقولي: أكلتَ مغافير؟ فإنه سيقول لك: لا، فقولي له: ما هذه الريح التي أجد منك؟ فإنه سيقول لك: سقتني حفصة شربة عسل، فقولي له: جرست نحلة العرفط، وسأقولُ ذلك وقولي أنتِ يا صفية ذاك. قالت: تقول سودة فوالله! ما هو إلا أن قام على الباب فأردتُ أن أباديه بما أمرتني به فرقا منك، فلما دنا منها قالت له سودة: يا رسول الله أكلت مغافير؟ قال: «لا». قالت: فما هذه الريح التي أجد منك؟ قال: «سقتني حفصة شربة عسل» فقالت: جرست نحلة العرفط، فلما دار إلي قلت له نحو ذلك، فلما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك، فلما دار إلى حفصة قالت: يا رسول الله! ألا أسقيك منه؟ قال: «لا حاجة لي فيه» قالت:
تقول سودة: والله! لقد حرَمناه، قلت لها: اسكتي.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وفيه دروس وعبر عظيمة. سأشرحه لكم جزءًا جزءًا مع بيان الدروس المستفادة منه.

أولاً. شرح المفردات:


● يحب العسل والحلواء: كان النبي ﷺ يحب الأطعمة الحلوة الطيبة.
● انصرف من العصر: أي بعد انتهاء صلاة العصر.
● يدنو من إحداهن: يقترب ويجلس عندها.
● فاحتبس: أي أطال الجلوس عندها.
● فغِرْتُ: غارت عائشة وحسدت من طول مكثه عند حفصة.
● عُكّةً من عسل: وعاء صغير من الجلد يُحفظ فيه العسل.
● شربة: جرعة من الشراب.
● لنحتالن له: أي لنحتال عليه ونخدعه.
● مغافير: نبات ذو رائحة كريهة.
● جرست نحلة العرفط: أي رعت النحلة من شجرة العرفط (وهي شجرة مرة الرائحة)، فكأنها تقول: إن العسل الذي شربته من هذا النوع فله رائحة كريهة.
● فرقاً منك: خوفاً منك.
● حرمناه: أي منعناه من شرب العسل.


ثانياً. شرح الحديث:


كان النبي ﷺ محباً للعسل والحلوى، وكان بعد صلاة العصر يزور نساءه ويجلس عندهن. في أحد الأيام دخل على حفصة بنت عمر وأطال الجلوس عندها أكثر من المعتاد، فغارت عائشة وسألت عن السبب، فقيل لها: إن امرأة أهدت لحفصة عسلاً، فسقت النبي ﷺ منه.
فدبرت عائشة خطة مع بعض زوجات النبي ﷺ (سودة وصفية) ليقُلن له إن رائحة فمه كريهة - كأنها من أكل نبات مغافير - حتى ينفر من شرب العسل. وفعلاً عندما دخل على سودة قالت له ذلك، ثم على عائشة وصفية، وكل واحدة قلن له نفس الكلام.
فلما عاد إلى حفصة وعرضت عليه شرب العسل مرة أخرى، امتنع وقال: "لا حاجة لي فيه". ففرحت سودة وقالت: "والله لقد حرمناه" (أي منعناه من العسل)، فنهرتها عائشة.


ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- بشريّة النبي ﷺ: فقد كان له ﷺ أذواق وأحب أشياء كالعسل والحلوى، وهذا من كمال بشريته.
2- الغيرة بين الزوجات: الغيرة طبيعة في النساء، ولكن يجب أن لا تصل إلى درجة الكذب أو الخداع.
3- تحريم الكذب والخداع: فعل عائشة وسودة وصفية فيه نوع من الخداع والكذب، وقد نبه النبي ﷺ على خطورة ذلك فيما بعد، حيث نزل تحريمه على نفسه مما أحل الله له بسبب هذا الموقف، كما في رواية أخرى.
4- التأثر بكلام الآخرين: النبي ﷺ تأثر بكلام زوجاته وامتنع عن شرب العسل، وهذا يدل على أن الإنسان قد ينفر من شيء بسبب كلام الآخرين حتى لو كان غير صحيح.
5- الأخذ بالأسباب والتحذير من المكر: الخداع والمكر مذمومان، خاصة إذا كانا في أمور الدين والحرام والحلال.


رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث سبب لنزول قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [سورة التحريم:1]، حيث حرم النبي ﷺ على نفسه العسل بسبب هذا الموقف، فنزل القرآن يعاتبه على تحريم ما أحل الله له.
- فيه دليل على أن النبي ﷺ كان يعامل زوجاته بالحسنى، ويتأثر بمشاعرهن، ويحرص على إرضائهن.
- يجب على المسلم أن يتجنب الغيرة المفرطة التي تؤدي إلى الخداع والكذب.

أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يجعلنا من المتقين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الطلاق (٥٢٦٨) ومسلم في الطلاق (١٤٧٤: ٢١) كلاهما من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: فذكرته، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.
قصة شرب العسل عند زينب كما مضى أصح من هذه القصة مع صحة إسناده، فلعل القصة انقلبت على بعض الرواة، لأن الله تعالى يقول:، هما اثنتان لا ثلاثة، كما أن أزواج النبي ﷺ كن في حزبين، فعائشة وحفصة وصفية وسودة في حزب، وزينب وأم سلمة والباقيات في حزب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1713 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سقت حفصة النبي ﷺ شربة عسل

  • 📜 حديث: سقت حفصة النبي ﷺ شربة عسل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سقت حفصة النبي ﷺ شربة عسل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سقت حفصة النبي ﷺ شربة عسل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سقت حفصة النبي ﷺ شربة عسل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب