حديث: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (٢) وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ

عن أنس أن رسول الله ﷺ كانت له أمة يطأها، فلم تزل به عائشة وحفصة حتى حرَّمها على نفسه، فأنزل الله عز وجل: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ﴾.

صحيح: رواه النسائي (٣٩٥٩) عن إبراهيم بن يونس بن محمد حرمي - هو لقبه - قال: ثنا أبي، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت عن أنس، فذكره.

عن أنس أن رسول الله ﷺ كانت له أمة يطأها، فلم تزل به عائشة وحفصة حتى حرَّمها على نفسه، فأنزل الله ﷿: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم سنّة نبيه الكريم.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه، وسأشرحه لك شرحاً وافياً على النحو التالي:

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● أمة: هنا تعني الجارية المملوكة، وهي مارية القبطية رضي الله عنها، التي أهداها المقوقس حاكم مصر إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
● يطؤها: أي يجامعها، وهذا من حلّ الله تعالى له صلى الله عليه وسلم.
● لم تزل به: أي لم تكفّ عن إلحاحها ومطالبته.
● حرَّمها: أي منع نفسه من وطئها.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له جارية (وهي مارية القبطية) وكان يطؤها، أي يجامعها، وهذا كان حلالاً له صلى الله عليه وسلم بلا شك.
غير أن زوجتيه عائشة وحفصة رضي الله عنهما غارتا من ذلك، وألحّتا على النبي صلى الله عليه وسلم حتى أقسم أن لا يقرب مارية بعد ذلك، تحرّيماً لها على نفسه، رغبة في إسكاتهما وإرضاءً لقلبيهما.
فأنزل الله تعالى الآية الكريمة من سورة التحريم: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التحريم: 1]. فعاتبه الله تعالى على تحريم ما أحله له من أجل إرضاء زوجاته، مع أن الله هو الغفور الرحيم لعباده.

ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- عظم منزلة النبي صلى الله عليه وسلم: حيث خصّه الله تعالى بالخطاب في القرآن بعبارة {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ}، وهذا تشريف وتكريم له.
2- تحريم ما أحل الله بغير دليل شرعي منكر عظيم: فلا يجوز لأحد أن يحرم على نفسه شيئاً أحله الله تعالى، كأن يحرم طعاماً أو شراباً أو زوجةً حلّت له.
3- الغيرة الطبيعية للزوجة: غير أن الغيرة يجب أن لا تدفع الإنسان إلى ارتكاب محرم أو منع حلال.
4- التنبيه على خطورة الإلحاح في الطلب: فقد يدفع الإنسان إلى فعل ما لا يجوز.
5- بيان رحمة الله تعالى بعباده: حيث غفر لنبيه هذا الفعل مع عتابه بلطف، وسمّى نفسه {غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذه الحادثة كانت سبباً لنزول أوائل سورة التحريم.
- مارية القبطية رضي الله عنها هي أم ولده إبراهيم عليه السلام.
- هذا الحديث يدل على بشرية النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه قد يقع منه ما يعاتَب عليه، لكنه معصوم من الخطأ في التبليغ عن ربه.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في سنّة نبيه، وأن يجعلنا من المتبعين لهديه، والمستنيرين بنوره، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٣٩٥٩) عن إبراهيم بن يونس بن محمد حرمي - هو لقبه - قال: ثنا أبي، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت عن أنس، فذكره.
وإسناده صحيح، والأمة هي مارية القبطية أم إبراهيم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1716 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ

  • 📜 حديث: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب