حديث: قال عمر: وافقت ربي في ثلاث
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (٢) وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ
صحيح: رواه البخاري في الصلاة (٤٠٢) عن عمرو بن عون، ثنا هشيم، عن حميد، عن أنس قال: فذكره.
![عن أنس قال: قال عمر: وافقت ربي في ثلاث. فقلت: يا رسول الله! لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ [البقرة: ١٢٥] وآية الحجاب، قلت: يا رسول الله! لو أمرت نساءك أن يحتجبن، فإنه يكلمهن البر والفاجر، فنزلت آية الحجاب، واجتمع نساء النبي ﷺ في الغيرة عليه، فقلت لهن: ﴿عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ﴾ فنزلت هذه الآية. عن أنس قال: قال عمر: وافقت ربي في ثلاث. فقلت: يا رسول الله! لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ [البقرة: ١٢٥] وآية الحجاب، قلت: يا رسول الله! لو أمرت نساءك أن يحتجبن، فإنه يكلمهن البر والفاجر، فنزلت آية الحجاب، واجتمع نساء النبي ﷺ في الغيرة عليه، فقلت لهن: ﴿عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ﴾ فنزلت هذه الآية.](img/Hadith/hadith_13563.png)
شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه، يروي لنا موقفاً من مواقف صدق وإيمان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث وافق رأيه الوحي الإلهي في ثلاث مسائل.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث، أقدمه على النحو التالي:
أولاً. شرح المفردات:
● وافقت ربي: أي أن رأي عمر ومقترحه جاء موافقاً لما نزل به القرآن من عند الله تعالى.
● مقام إبراهيم: هو الحجر الذي قام عليه النبي إبراهيم عليه السلام عند بناء الكعبة.
● المصلى: مكان الصلاة.
● آية الحجاب: وهي قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب: 53].
● البر والفاجر: الرجل الصالح والرجل الفاسد على السواء.
● عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن: جزء من آية من سورة التحريم.
ثانياً. شرح الحديث:
يذكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثلاث مرات كان رأيه الشخصي فيها موافقاً لنزول الوحي القرآني، مما يدل على فقهه العميق وصدق إيمانه، وهذه الموافقات هي:
1- في اتخاذ مقام إبراهيم مصلى:
● الموقف: رأى عمر رضي الله عنه أن المكان الذي وقف فيه إبراهيم عليه السلام (المقام) مكان مبارك، فاقترح على النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذه المسلمون مكاناً للصلاة.
● الموافقة الإلهية: فنزل القرآن الكريم مؤيداً هذا الرأي بقوله تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125]. فأصبحت الصلاة عند مقام إبراهيم سنة متبعة إلى يوم القيامة.
2- في نزول آية الحجاب:
● الموقف: لاحظ عمر رضي الله عنه أن الناس من كل نوع (الصالح والطالح) كانوا يدخلون على بيت النبي صلى الله عليه وسلم ويخاطبون نسائه، فخشي ما قد يحدث من فتنة أو أذى لنساء النبي، فاقترح عليه أن يأمرهن بالاحتجاب.
● الموافقة الإلهية: فنزلت آية الحجاب التي أمرت المؤمنين بعدم دخول بيوت النبي إلا بإذن، وإذا سألوا نساءه متاعاً (حاجة) فليسألوهن من وراء حجاب، وذلك في قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب: 53]. فشرع الحجاب لحماية أعراض المسلمين وصون بيوت النبي.
3- في شأن غيرة نساء النبي وتأديبهن:
● الموقف: اجتمعت زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في غيرته، وكن يطلبن منه زيادة في النفقة أو شيئاً من متاع الدنيا، مما أغضب النبي فاعتزلهن. فخافت النساء واجتمعن، فوعظهن عمر رضي الله عنه وأدبهن، وقال لهن: "عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن" تذكيراً لهن بمكانة النبي وشرف الزواج به.
● الموافقة الإلهية: فنزل القرآن مؤيداً هذا الكلام، بل وناقش النبي صلى الله عليه وسلم في بعض تصرفاته مع أزواجه في بداية سورة التحريم، حيث قال تعالى: {عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ} [التحريم: 5]. فكانت موافقة أخرى لرأي عمر.
ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:
1- منزلة عمر وفضله: الحديث يدل على علو منزلة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وصدق إيمانه، وفقهه العميق الذي جعله يدرك ما يرضي الله تعالى حتى قبل نزول الوحي. وقد وردت أحاديث أخرى تمدح عمر وتشهد له بذلك.
2- الاجتهاد ومشروعيته: يجوز للمسلم أن يجتهد برأيه في أمور الدين ما دام يبتغي الحق، وقد يوفق الله عبده الصالح لرأي يصيب فيه الصواب.
3- حكمة التشريع: في الموافقات الثلاث حكم عظيمة، منها:
- تعظيم آثار الأنبياء (كمقام إبراهيم).
- صون أعراض المسلمين وبيوتهم، والحفاظ على الحياء والحشمة (الحجاب).
- أدب التعامل مع النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره، حتى من قبل أزواجه.
4- الغيرة على الدين وأحكامه: كان عمر رضي الله عنه يغار على محارم الله، ويحرص على تطبيق شرعه، وهذا من علامات الإيمان.
5- التأدب مع أهل بيت النبي: يدل الموقف الثالث على الأدب الرفيع في معاملة أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، والحرص على تذكيرهن بمكانتهن ومسؤوليتهن.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذه الموافقات الثلاث معروفة ومشهورة عن عمر رضي الله عنه، وقد وردت في كتب الحديث والتفسير.
- ليس معنى هذه الموافقات أن عمر كان يشرع من الدين، بل إنما هي اجتهادات شخصية وافقها الوحي بعد ذلك، مما يدل على صدق فراسته.
- يستحب للمسلم أن يقتدي بعمر رضي الله عنه في غيرته على
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1714 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1689 نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من...
- 1690 فضل يوم الجمعة وفضائله العظيمة
- 1691 وجوب الاغتسال لصلاة الجمعة
- 1692 المسلم يتطهر ويمشي إلى المسجد وينصت حتى يقضي الإمام صلاته
- 1693 إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون
- 1694 إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة
- 1695 يوم الجمعة انفض الناس إلى التجارة وتركوا النبي قائما
- 1696 كعب بن عجرة يعاتب من يخطب قاعدا ويستشهد بآية من...
- 1697 لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل
- 1698 كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار
- 1699 ابن آدم يقول: أتصدق وأنى أوان الصدقة؟
- 1700 الحسن والحسين يمشيان ويعثران فنزل النبي من المنبر
- 1701 هل لك من ولد
- 1702 ثمرة القلوب وقرة العين
- 1703 ينزل الله في السماء الدنيا لشطر الليل
- 1704 ليطلقها طاهرا قبل أن يمسها
- 1705 طلاق المرأة الحائض وأمر النبي بردها
- 1706 طلق لغير سنة وراجعت لغير سنة وأشهد على طلاقها ورجعتها
- 1707 يا غلام! إني أعلمك كلمات
- 1708 من أنزلها بالله أوشك الله له بالغنى
- 1709 وضعت بعد موته بأربعين ليلة فأنكحها رسول الله
- 1710 المتوفى عنها زوجها وهي حامل
- 1711 قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين
- 1712 إني أجد فيك ريح مغافير، أكلت مغافير؟
- 1713 سقت حفصة النبي ﷺ شربة عسل
- 1714 قال عمر: وافقت ربي في ثلاث
- 1715 عمر يسأل عن اللتين تظاهرتا على رسول الله ﷺ
- 1716 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ
- 1717 لا تخبري أحدا وإن أم إبراهيم علي حرام
- 1718 عن ابن عباس في قوله تعالى: {يا أيها النبي لم...
- 1719 إذا حرم الرجل امرأته فهي يمين يكفرها
- 1720 كمل من الرجال كثير
- 1721 أفضل نساء أهل الجنة خديجة وفاطمة وآسية ومريم
- 1722 سورة تبارك ثلاثون آية تدخل صاحبها الجنة
- 1723 ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾ شفعت لرجل حتى غفر له
- 1724 كان رسول الله لا ينام حتى يقرأ ألم السجدة وتبارك
- 1725 إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل ذكر الله...
- 1726 كيف أنتم وربكم؟ كيف أنتم ونبيكم؟
- 1727 لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير
- 1728 خلق نبي الله كان القرآن
- 1729 أحسن الناس خُلُقًا
- 1730 أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر...
- 1731 لا يدخل الجنة نمام
- 1732 عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ رجل من قريش له زنمة
- 1733 عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ﴾
- 1734 من أهل الجنة كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله...
- 1735 يبقى كل من كان يسجد له في الدنيا رياء وسمعة،...
- 1736 الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب
- 1737 إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته
- 1738 نصر النبي بريح الصبا وإهلاك عاد بالدبور
معلومات عن حديث: قال عمر: وافقت ربي في ثلاث
📜 حديث: قال عمر: وافقت ربي في ثلاث
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: قال عمر: وافقت ربي في ثلاث
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: قال عمر: وافقت ربي في ثلاث
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: قال عمر: وافقت ربي في ثلاث
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








