حديث: لا تخبري أحدا وإن أم إبراهيم علي حرام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (٢) وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ

عن عمر قال: قال النبي ﷺ لحفصة: «لا تخبري أحدا، وإن أم إبراهيم عليَّ حرام» فقالت: أتحرِّم ما أحل الله لك؟ قال: «فوالله! لا أقربها» قال: فلم يقربها حتى أخبرت عائشة. قال: فأنزل الله: ﴿قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ﴾.

حسن: رواه الهيثم بن كليب في مسنده - كما ذكره ابن كثير في تفسيره - عن أبي قلابة عبد
الملك بن محمد الرقاشي، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا جرير بن حازم، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر، قال: فذكره.

عن عمر قال: قال النبي ﷺ لحفصة: «لا تخبري أحدا، وإن أم إبراهيم عليَّ حرام» فقالت: أتحرِّم ما أحل الله لك؟ قال: «فوالله! لا أقربها» قال: فلم يقربها حتى أخبرت عائشة. قال: فأنزل الله: ﴿قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ لحفصة: «لا تُخْبِرِي أَحَدًا، وَإِنَّ أُمَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيَّ حَرَامٌ» فَقَالَتْ: أَتَحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ؟ قَالَ: «فَوَاللَّهِ! لَا أَقْرَبُهَا» قَالَ: فَلَمْ يُقْرِبْهَا حَتَّى أَخْبَرَتْ عَائِشَةَ. قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ﴾.


1. شرح المفردات:


● أم إبراهيم: هي السيدة مارية القبطية رضي الله عنها، أم ولده إبراهيم.
● عَلَيَّ حَرَامٌ: أي أَحلِفُ ألّا أجامعها وأتجنبها، وجعلتها على نفسي كالمحرَّم.
● لا تُخْبِرِي أَحَدًا: أي لا تفشي هذا السر الذي بيني وبينك.
● أَتَحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ؟: استنكار من حفصة على هذا القول، لأن الله أحل له الزواج بها.
● فَوَاللَّهِ! لَا أَقْرَبُهَا: حلف على ترك جماعها والاستمرار في هذا التحريم.
● حَتَّى أَخْبَرَتْ عَائِشَةَ: أي أن حفصة أخبرت عائشة رضي الله عنها بالسر فانكشف الأمر.
● تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ: أي الكفارة التي شرعها الله لحلِّ اليمين والتراجع عنه.


2. شرح الحديث:


سبب الحديث وملابساته:
دخل النبي ﷺ على زوجته حفصة رضي الله عنها، فوجد فيها مارية القبطية (أم إبراهيم) وهي جاريتها، فعاتبها النبي ﷺ على ذلك، وقال لها كلمات فيها غضب. ولتهدئة خاطرها ووعيدًا لها على إفشاء السر، قال لها: "لا تخبري أحدًا، وإن أم إبراهيم عليَّ حرام"، أي أني أحلف أن لا أقربها (مارية) كعقاب لي على غضبي منك، ولكن لا تخبري أحدًا بهذا الأمر.
رد فعل حفصة:
استنكرت حفصة رضي الله عنها هذا القول، وقالت: "أتحرّم ما أحل الله لك؟"، لأن تحريم الحلال بغير حق ليس من شأن النبي، واليمين على ترك المباح أمر يحتاج إلى كفارة.
إصرار النبي على يمينه:
أكد النبي ﷺ على يمينه قائلاً: "فوالله! لا أقربها"، والتزم بذلك، فلم يقترب من مارية رضي الله عنها تنفيذًا ليمينه.
إفشاء السر:
لم تستطع حفصة كتم السر، فأخبرت صاحبتها عائشة رضي الله عنها، فانكشف الأمر.
نزول الآية:
عندها أنزل الله تعالى الآية الكريمة من سورة التحريم: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ [التحريم: 1-2]. فبيّن الله تعالى أن تحريم الحلال ليس من الخير، وأرشده إلى الكفارة لحلّ هذا اليمين.
الحل الذي جاءت به الآية:
أمره الله تعالى أن يكفّر عن يمينه، وذلك بإطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو عتق رقبة، فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام. ففعل النبي ﷺ ذلك، وقرب من مارية رضي الله عنها مرة أخرى بعد أن حلّ يمينه بالكفارة.


3. الدروس المستفادة منه:


1- عصمة النبي ﷺ: الحديث من دلائل نبوته، حيث كان ينزل الوحي ليصحح له بعض الأفعال التي تصدر منه كبشر، مما يثبت أن الوحي كان يراقب ويوجه، وأن ما يصدر عنه من تشريع هو من عند الله.
2- تحريم الحلال: يحرم على المسلم أن يحرم على نفسه ما أحله الله تعالى من الطيبات بغير حق، كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [المائدة: 87].
3- حرمة إفشاء الأسرار بين الزوجين: على الزوجين حفظ أسرار بعضهما وعدم إفشائها، وهذا من كمال المروءة وحسن العشرة.
4- وجوب الوفاء باليمين وكفارته: إذا حلف الإنسان على شيء ثم أراد تركه، وجبت عليه كفارة اليمين قبل أن يحنث، كما بيّنها الله في قوله: **﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الهيثم بن كليب في مسنده - كما ذكره ابن كثير في تفسيره - عن أبي قلابة عبد
الملك بن محمد الرقاشي، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا جرير بن حازم، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر، قال: فذكره.
ورواه الضياء في المختارة (١٨٩) من طريق الهيثم بن كليب الشاشي به نحوه.
وإسناده حسن من أجل أبي قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1717 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تخبري أحدا وإن أم إبراهيم علي حرام

  • 📜 حديث: لا تخبري أحدا وإن أم إبراهيم علي حرام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تخبري أحدا وإن أم إبراهيم علي حرام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تخبري أحدا وإن أم إبراهيم علي حرام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تخبري أحدا وإن أم إبراهيم علي حرام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب