حديث: معيار القبول عند الله القلوب والاعمال

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في حسن الخلق

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم».

صحيح: رواه مسلم في البر والصلة (٢٥٦٤: ٣٤) عن عمرو بن الناقد، حدثنا كثير بن هشام، حدثنا جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ».

أولاً. شرح المفردات:


● ينظر: النَّظَر هنا ليس المقصود به النظر الحسي بالعين، فإن الله تعالى منزه عن الجوارح والأعضاء، بل المراد به الاعتبار والاهتمام والرعاية، أي أن الله لا يعتبر ولا يهتم ويقيم الوزن عند قبول الأعمال وتفضيل العباد على هذه الأمور الظاهرة الزائلة.
● صوركم: جمع صورة، والمقصود بها هيئاتكم وأشكالكم من جمال أو قبح، طول أو قصر، وغير ذلك من الصفات الخَلقية.
● أموالكم: ما يملكه الإنسان من مال وجاه ومنصب ودنيًا زائلة.
● قلوبكم: المقصود بها نياتكم ومقاصدكم وما تكنه صدوركم من إيمان وخشية وتقوى، أو كفر ونفاق وحسد.
● أعمالكم: أفعالكم الظاهرة والباطنة، الصادرة عن تلك القلوب، من طاعات أو معاصي.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث الجليل عن حقيقة معيار التفضيل والتقييم عند الله تعالى، وهو معيار يختلف تمامًا عن معايير الدنيا الفانية.
فالناس في الدنيا يتفاضلون ويتفاخرون بالأمور الظاهرة والمادية: فمنهم من يفتخر بحسنه وجماله، أو بقوته وبنيته، وآخر يتباهى بكثرة ماله وجاهه وسلطته. ولكن الله تعالى ينزه عباده عن هذا التفكير السطوي، ويؤكد أن هذه الأمور ليست معيارًا للقبول والكرامة عنده.
فالذي ينظر إليه الله ويقبله ويثيب عليه هو:
1- القلب: وهو محل النية والإيمان، فالعمل لا قيمة له بدون إخلاص النية لله تعالى. فلو عمل الإنسان أعمالاً عظيمة ظاهرًا لكن قصد بها الرياء أو السمعة، فإنها حابطه لا ثواب فيها. ولو كان الشخص على صورة لا يعتد بها الناس، لكن قلبه عامر بالإيمان والتقوى، فهو عند الله عظيم القدر.
2- العمل: وهو ثمرة صلاح القلب واستقامته، فالإيمان لا يكتفي بالنيّة فقط، بل لابد أن يظهر على الجوارح في صورة طاعة وعمل صالح. فالعمل الصالح هو البرهان العملي على صدق ما في القلب.
فالمعيار الحقيقي هو تقوى القلوب وصحة الأعمال. فالعبد الفقير القوي الإيمان، خير عند الله من الغني الممتلئ جسدًا الفارغ القلب من التقوى.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- الإخلاص أساس القبول: يجب على المسلم أن يحرص على إخلاص نيته في كل عمل، لأن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا لوجهه الكريم.
2- التركيز على الجوهر لا المظهر: يحذر الحديث من الغرور بالخلقة أو بالمال، ويوجه المسلم إلى الاهتمام بصلاح باطنه وظاهره، لأنه هو محط نظر الرب تعالى.
3- العدل الإلهي: هذا الحديث يبعث على الطمأنينة، فالفقراء وأصحاب الهيئات المتواضعة يعلمون أنهم ليسوا أقل درجة عند الله إذا كانوا صالحين، بل قد يكونون أعظم درجة من الأغنياء والوجهاء.
4- ربط الظاهر بالباطن: يربط الحديث بين سلامة القلب وصحة العمل، فلا ينفع عمل بلا إخلاص، ولا يدعي إخلاص بلا عمل صالح.
5- التواضع وعدم احتقار الآخرين: فلا يحق لأحد أن يحتقر أحدًا لفقره أو ضعف هيئته، فالعبرة بما عند الله.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل عظيم في باب الإخلاص، وهو أحد ثلاثة أحاديث عليها مدار الإسلام كما قال بعض العلماء (حديث: «إنما الأعمال بالنيات»، وحديث: «من أحدث في أمرنا هذا...»، وهذا الحديث).
- يستدل به على أن التقوى هي معيار التفاضل الوحيد بين الناس، كما قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
نسأل الله تعالى أن يطهر قلوبنا من الرياء والنفاق، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في البر والصلة (٢٥٦٤: ٣٤) عن عمرو بن الناقد، حدثنا كثير بن هشام، حدثنا جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 2 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: معيار القبول عند الله القلوب والاعمال

  • 📜 حديث: معيار القبول عند الله القلوب والاعمال

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: معيار القبول عند الله القلوب والاعمال

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: معيار القبول عند الله القلوب والاعمال

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: معيار القبول عند الله القلوب والاعمال

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب