حديث: معنى الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الحياء

عن أبي بكرة قال: قال رسول الله ﷺ: «الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار».

صحيح: رواه ابن ماجه (٤١٨٤)، والبخاري في الأدب المفرد (١٣١٤)، وابن حبان (٥٧٠٤)، والحاكم (١/ ٥٢) كلهم من حديث هشيم، عن منصور، عن الحسن، عن أبي بكرة، فذكره.

عن أبي بكرة قال: قال رسول الله ﷺ: «الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف:

الحديث:


عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار».

1. شرح المفردات:


● الحياء: هو خُلُقٌ كريم يمنع صاحبه من فعل القبيح أو قول البذيِّ، وهو الاستحياء من الله تعالى ومن الناس.
● الإيمان: يشمل الاعتقاد بالقلب، والنطق باللسان، والعمل بالجوارح، وهو هنا يُراد به الدين كله أو ثمرته.
● البذاء: هو التلفظ بالكلمات القبيحة، والفُحش في القول، وعدم المبالاة بما يُقال.
● الجفاء: هو القسوة والغلظة وعدم اللياقة، وقلة الأدب مع الله والناس.
● الجنة والنار: هما الثواب والعقاب الأخرويان للمؤمن والكافر أو العاصي.

2. شرح الحديث:


هذا الحديث العظيم يربط بين الأخلاق والعبادة، وبين الدنيا والآخرة، في صورة بديعة جامعة.
● «الحياء من الإيمان»: أي أن الحياء شعبة من شعب الإيمان، بل هو من أعلى خصال الإيمان، لأنه يدفع صاحبه إلى فعل الطاعات ويبعده عن المعاصي. والحياء هنا ليس الحياء السلبي الذي يمنع من الخير، بل الحياء الإيجابي الذي يجمع بين الأدب مع الله والخوف منه، والأدب مع الناس. وقد قال النبي ﷺ: «الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان» (رواه مسلم).
● «والإيمان في الجنة»: أي أن الإيمان يهدي صاحبه إلى الجنة، فمن تمسك بالإيمان وعمل بأحكامه دخل الجنة. وهذه الجملة تربط بين الإيمان والجزاء الأخروي، فالإيمان ليس مجرد شعور داخلي، بل هو طريق إلى النجاة والسعادة في الآخرة.
● «والبذاء من الجفاء»: أي أن التلفظ بالكلمات البذيئة والفاحشة هو من سمات الجفاء والقسوة، والجفاء هنا ضد الرفق والأدب. والبذاء يدل على ضعف الإيمان وقسوة القلب، لأنه لا يليق بمن يعرف الله ويستحي منه.
● «والجفاء في النار»: أي أن صاحب الجفاء والقسوة والبذاءة مُعرَّض لدخول النار، لأن هذه الصفات تنافي الإيمان، وتقود إلى المعاصي والآثام. والجفاء قد يكون سببًا في الهلاك، كما في الحديث: «إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف» (رواه مسلم).

3. الدروس المستفادة منه:


● الحياء خلق إيماني عظيم: يجب على المسلم أن يتحلى بالحياء، لأنه من صفات المؤمنين، ويقوده إلى الخير.
● الارتباط الوثيق بين الأخلاق والإيمان: فالإيمان يظهر في السلوك والأخلاق، والحياء من أعظم مظاهره.
● ذم البذاءة والجفاء: يجب تجنب الفحش في القول والغلظة في التعامل، لأنها من صفات أهل النار.
● الترغيب والترهيب: الحديث يربط بين الخير والجنة، وبين الشر والنار، مما يحفز المسلم على فعل الخير ويحذره من الشر.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- الحديث رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني.
- الحياء أنواع: حياء من الله، وحياء من الناس، وحياء من النفس. وأفضلها الحياء من الله.
- من الأمثلة على الحياء: الحياء في اللباس، والكلام، والتعامل مع الآخرين.
- البذاء والجفاء قد يكونان في القول أو الفعل، كالسب والشتم والتعدي على الآخرين.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الحياء والإيمان، ويبعدنا عن البذاءة والجفاء، وأن يدخلنا الجنة بفضله ورحمته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٤١٨٤)، والبخاري في الأدب المفرد (١٣١٤)، وابن حبان (٥٧٠٤)، والحاكم (١/ ٥٢) كلهم من حديث هشيم، عن منصور، عن الحسن، عن أبي بكرة، فذكره.
وإسناده صحيح، والحسن اختلف في سماعه من أبي بكرة فذهب البخاري إلى سماعه، ونفاه الآخرون، والحسن مدلس وقد عنعن إلا أن ابن حبان صرّح في المقدمة أن المدلس إذا صرّح لا أبالي أن أذكره بالعنعنة يعني أنه يختصر صعيغة الأداء، وصححت هذا الحديث لأنه ليس في الأحكام.
قوله: «البذاء»: الكلام الفحش.
وفي معناه ما روي عن أبي أمامة عن النبي ﷺ قال: «الحياء والعِيُّ شعبتان من الإيمان، والبذاء والبيان شعبتان من النفاق».
رواه الترمذي (٢٠٢٧)، وأحمد (٢٢٣١٢)، والحاكم (١/ ٨) كلهم من طريق محمد بن مطرف، عن حسان بن عطية، عن أبي أمامة الباهلي، فذكره.
وفي إسناده انقطاع فإن حسان بن عطية لم يدرك أبا أمامة كما نص على ذلك أكثر أهل العلم.
وأما الحاكم فنظر إلى ظاهر الإسناد وقال: «صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقد احتجا برواته عن آخرهم».
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من حديث أبي غسّان محمد بن مطرف» ثم فسّر الحديث فقال: والعيّ قلة الكلام، والبذاء: هو الفحش في الكلام، والبيان هو كثرة الكلام مثل هؤلاء الخطباء الذين يخطبون فيوسّعون في الكلام، ويتفصّحون فيه من مدح الناس فيما لا يرضي الله».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 36 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: معنى الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة

  • 📜 حديث: معنى الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: معنى الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: معنى الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: معنى الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب