الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف

حديث: الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف

عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف».

حسن: رواه أحمد (٩٠٢)، وأبو يعلى (٤٩٠) كلاهما من طريق إبراهيم بن عمر بن كيسان، حدثني عبد الله بن وهب بن منبه، عن أبيه، عن أبي خليفة، عن علي بن أبي طالب قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الحديث الشريف:
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف».
(رواه مسلم في صحيحه)

1. شرح المفردات:

● رَفِيق: صفة من صفات الله تعالى، ومعناها اللطيف بعباده، الذي يتفضل عليهم برحمته وإحسانه، ويعاملهم بالتدرج واللين، ولا يعاجلهم بالعقوبة.
● الرِّفق: هو اللين واللطف والتأني في الأمور، وضده العنف والغلظة والقسوة. وهو أن يأتي الإنسان الأمر من أيسر الطرق وألطفها.
● العُنف: هو الشدة والغلظة والقسوة في التعامل، واتخاذ الطرق الصعبة والخشنة.

2. شرح الحديث:

يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث العظيم عن صفة من صفات الله تعالى، وهي الرِّفق، ويؤكد أن الله يحب هذه الصفة من عباده.
والحديث ينقسم إلى ثلاث جمل تحمل في طياتها معاني عظيمة:
● "إن الله رفيق": هذا إخبار عن ذات الله تعالى، فهو سبحانه يعامل عباده باللطف والتدرج. ينظر إليهم بعين الرحمة، ولا يعاجل العصاة بالعقوبة، بل يمهلهم لعلهم يتوبون، ويرزق الكافر والمؤمن، ويستجيب الدعاء ولو بعد حين بحكمته البالغة. رفقه سبحانه هو أصل كل رفق في الوجود.
● "يحب الرفق": ليس فقط أن الله رفيق، بل إنه يحب أن يتصف عباده بهذه الصفة الحميدة. محبة الله للرفق تعني أن الأعمال والأقوال التي تصدر بالرفق واللين هي مما يقرب إلى الله ويرضيه.
● "ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف": هذه هي الجزئية العملية التطبيقية. يعدنا النبي ﷺ بأن الثواب والعطاء الإلهي على العمل الذي يؤدى برفق ولين هو عطاء خاص، يفوق بكثير ما يعطى على العمل نفسه إذا أُدي بعنف وشدّة. فالمغزى أن الوسيلة اللطيفة توصل إلى الغاية نفسها ولكن بثواب أعظم ونتيجة أجمل.

3. الدروس المستفادة منه:

1- التخلق بخلق الرفق: يحثنا الحديث على أن نجعل الرفق منهجًا لنا في حياتنا كلها: في عبادة الله، وفي تعاملنا مع أنفسنا، ومع أسرنا، وجيراننا، وحتى مع الحيوانات.
2- الرفق في الدعوة إلى الله: من أعظم مجالات الرفق أن يكون الداعية إلى الله رفيقًا بالناس، لين الجانب، يحاور بالحسنى، ويجادل بالتي هي أحسن. فالقسوة في الدعوة تنفر الناس، والرفق يجذبهم.
3- الرفق في التربية والتعليم: المعلم والأب والأم مطالبون بالرفق في تعليمهم وتربيتهم. فالتأني والصبر واللطف مع الأولاد والطلاب يؤتي ثماره الطيبة، بينما العنف يزرع الخوف ويحطم الثقة.
4- الرفق مع النفس: حتى مع نفسك كن رفيقًا، فلا تحملها ما لا تطيق من العبادات فتمل وتتركها جملةً، بل تدرج واستمر. قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}.
5- تفاضل الأعمال عند الله: ليس فقط صحة العمل هي المعيار، بل كيفية أدائه أيضًا. فالعمل نفسه إذا أدي برفق وحسن خلق يكون أثره وثوابه أعظم عند الله.
6- كسب محبة الله: السعي لتحصيل صفة يحبها الله سبب لنيل محبته ورضاه.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث من الأحاديث الجامعة، التي تتضمن حكماً عظيماً ومنهجاً كاملاً في التعامل.
- جاءت النصوص الشرعية مؤكدة على هذا المعنى، فقال ﷺ في حديث آخر: «مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ، يُحْرَمِ الْخَيْرَ كُلَّهُ» (رواه مسلم).
- الرفق ليس ضعفًا، بل هو قوة وحكمة. فالرسول ﷺ كان رفيقًا ولكنه كان أشجع الناس وأقواهم في موطن القوة والحق.
- من أمثلة رفق الله بعباده: أن جعل التوبة مقبولة حتى لحظة خروج الروح، وأن جعل الصلوات الخمس تكفر الذنوب والخطايا، وأنه يمهل العاصي ولا يهمله.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الرفق واللين، وأن يرزقنا حسن الخلق، إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٩٠٢)، وأبو يعلى (٤٩٠) كلاهما من طريق إبراهيم بن عمر بن كيسان، حدثني عبد الله بن وهب بن منبه، عن أبيه، عن أبي خليفة، عن علي بن أبي طالب قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الله بن وهب بن منبه قال عنه أبو داود: «معروف».
وأبو خليفة هو الطائي البصري من التابعين من أصحاب علي بن أبي طالب، ممن قرأ عليه ولم يعرف فيه جرح. قال إبراهيم بن عمر بن كيسان: قلت لأبي من أبو خليفة هذا؟ قال: قرأ على علي بن أبي طالب.
ولحديثه هذا أصول صحيحة فيحسّن بها.
وفي معناه ما روي عن عبد الله بن مغفل، أن رسول الله ﷺ قال: «إن الله رفيق: يحب الرفق، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف».
رواه أبو داود (٤٨٠٧)، وأحمد (١٦٨٠٢) كلاهما من طريق حماد بن سلمة، عن يونس وحميد، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل، فذكره. والحسن هو ابن أبي الحسن البصري مدلس وقد عنعن. وقد اختلف في سماعه من عبد الله بن مغفل.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 24 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف

📜 حديث: الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية