امرأة تطلب العودة لزوجها الأول بعد الطلاق والزواج الثاني

حديث: امرأة تطلب العودة لزوجها الأول بعد الطلاق والزواج الثاني

عن عائشة، أن رفاعة القرظي طلق امرأته فبت طلاقها، فتزوجها بعده عبد الرحمن بن الزبير، فجاءت النبي ﷺ فقالت: يا رسول الله! إنها كانت عند رفاعة فطلقها آخر ثلاث تطليقات، فتزوجها بعده عبد الرحمن بن الزبير، وإنه والله! ما معه يا رسول الله! إلا مثل هذه الهدبة، لهدبة أخذتها من جلبابها، قال: وأبو بكر جالس عند النبي ﷺ، وابن سعيد بن العاص جالس بباب الحجرة ليؤذن له، فطفق خالد ينادي أبا بكر: يا أبا بكر! ألا تزجر هذه عما تجهر به عند رسول الله ﷺ، وما يزيد
رسول الله ﷺ على التبسم، ثم قال: «لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة، لا، حتى تذوقي عسيلته، ويذوق عسيلتك».

متفق عليه: رواه البخاري في الأدب (٦٠٨٤)، ومسلم في النكاح (١٤٣٣: ١١٢، ١١٣) كلاهما من طريق الزهري، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه:

الحديث:

عن عائشة رضي الله عنها: أن رفاعة القرظي طلق امرأته فبت طلاقها، فتزوجها بعده عبد الرحمن بن الزبير، فجاءت النبي ﷺ فقالت: يا رسول الله! إنها كانت عند رفاعة فطلقها آخر ثلاث تطليقات، فتزوجها بعده عبد الرحمن بن الزبير، وإنه والله! ما معه يا رسول الله! إلا مثل هذه الهدبة، لهدبة أخذتها من جلبابها، قال: وأبو بكر جالس عند النبي ﷺ، وابن سعيد بن العاص جالس بباب الحجرة ليؤذن له، فطفق خالد ينادي أبا بكر: يا أبا بكر! ألا تزجر هذه عما تجهر به عند رسول الله ﷺ، وما يزيد رسول الله ﷺ على التبسم، ثم قال: «لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة، لا، حتى تذوقي عسيلته، ويذوق عسيلتك».

1. شرح المفردات:

● رفاعة القرظي: رجل من الأنصار.
● بت طلاقها: أي طلقها الطلاق البائن الذي لا رجعة فيه بعد انقضاء العدة.
● آخر ثلاث تطليقات: أي الطلقة الثالثة التي بها يتم الطلاق ولا تحل له حتى تنكح زوجًا غيره.
● عبد الرحمن بن الزبير: صحابي، وهو ابن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما.
● الهدبة: الطرف أو الخيط المتهدل من الثوب.
● جلبابها: ثوبها الخارجي.
● طفق خالد ينادي: أي شرع خالد (وهو خالد بن سعيد بن العاص) ينادي.
● تزجر: تمنع وتنهر.
● عسيلته: كناية عن الجماع، والعسيلة: العسل، استعارة للاستمتاع بين الزوجين.

2. شرح الحديث:

تذكر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قصة امرأة من الصحابة كانت زوجة لرفاعة القرظي، فطلقها الطلقة الثالثة فبانت منه، ثم تزوجها عبد الرحمن بن الزبير.
جاءت هذه المرأة إلى النبي ﷺ تشكو ضعف حال زوجها الجديد (عبد الرحمن بن الزبير) من الناحية المادية أو الجنسية، حيث قالت: "وإنه والله! ما معه يا رسول الله! إلا مثل هذه الهدبة"، أي أن ما عندها منه من نفع أو معاشرة زوجية قليل جدًا كهدبة الثوب.
وكان أبو بكر الصديق جالسًا عند النبي ﷺ، وخالد بن سعيد بن العاص ينتظر الإذن بالدخول، فانزعج خالد من جرأة المرأة في الكلام أمام النبي ﷺ، فنادى أبا بكر ليزجرها، لكن النبي ﷺ كان يتبسم ولم ينكر عليها، بل فهم مقصدها.
فأجابها النبي ﷺ بقوله: «لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة؟ لا، حتى تذوقي عسيلته، ويذوق عسيلتك».
أي: أنكِ تتمنين العودة إلى زوجك الأول رفاعة، ولكن لا يحل ذلك حتى يجامعك الزوج الثاني (عبد الرحمن بن الزبير) جامعًا حقيقيًا تتحقق به المعاشرة الزوجية الكاملة، ثم يفارقكِ بالطلاق أو الموت.

3. الدروس المستفادة:

1- بيان حكم الزواج من المطلقة ثلاثًا: لا تحل للمطلقة ثلاثًا أن تعود إلى زوجها الأول حتى تتزوج زوجًا آخر زواجًا صحيحًا، ويتم الدخول بها حقيقة، ثم يفارقها هذا الزوج الثاني بطلاق أو موت.
2- الحكمة من تشريع الزواج من غيره (المحلل): فيه ابتلاء وامتحان للمرأة والرجل، وقطع لأطماع العودة السريعة بعد الطلاق، وتأكيد على جدية الطلاق.
3- رفق النبي ﷺ وحلمه: حيث تبسم ولم يزجر المرأة رغم صراحتها وجرأتها في الكلام، مما يدل على سماحته وحسن تعامله مع الناس.
4- جواز التعبير بالكناية في الأمور الحساسة: كما فعلت المرأة بقولها "ما معه إلا مثل هذه الهدبة"، وكما أجابها النبي ﷺ بقوله "عسيلته" بدل التصريح.
5- اهتمام الصحابة بأدب المجلس وحرمة النبي ﷺ: كما ظهر من رد فعل خالد بن سعيد حين نادى أبا بكر ليزجر المرأة.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث أصل في مسألة "المحلل" في الطلاق، وهو من أحاديث الأحكام المهمة.
- فيه دليل على أن الوطء شرط لتحليل العودة إلى الزوج الأول بعد الطلاق الثلاث، كما هو مذهب الجمهور.
- يستفاد منه أيضًا جواز شكوى المرأة من زوجها إذا قصر في حقها، ولها أن تطلب حلًا لمشكلتها بالطرق الشرعية.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأدب (٦٠٨٤)، ومسلم في النكاح (١٤٣٣: ١١٢، ١١٣) كلاهما من طريق الزهري، عن عروة، عن عائشة، فذكرته. واللفظ للبخاري.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 49 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: امرأة تطلب العودة لزوجها الأول بعد الطلاق والزواج الثاني

📜 حديث: امرأة تطلب العودة لزوجها الأول بعد الطلاق والزواج الثاني

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: امرأة تطلب العودة لزوجها الأول بعد الطلاق والزواج الثاني

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: امرأة تطلب العودة لزوجها الأول بعد الطلاق والزواج الثاني

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: امرأة تطلب العودة لزوجها الأول بعد الطلاق والزواج الثاني

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية