حديث: منيحة العنز تدخل الجنة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في المِنْحة وهداية الضال

عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله ﷺ: «أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز، ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها، وتصديق موعودها، إلا أدخله الله بها الجنة».

صحيح: رواه البخاري في الهبة (٢٦٣١) عن مسدد، حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن أبي كبشة السلولي، سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص، فذكره.

عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله ﷺ: «أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز، ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها، وتصديق موعودها، إلا أدخله الله بها الجنة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث فضائل الأعمال، يبين لنا النبي صلى الله عليه وسلم كيف يمكن للمسلم أن يدخل الجنة بأعمالٍ قد يراها يسيرة، ولكنها عظيمة عند الله تعالى إذا صحت النية وصدق الإيمان.

الحديث بلفظه:


عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعُونَ خَصْلَةً أَعْلَاهُنَّ مَنِيحَةُ الْعَنْزِ، مَا مِنْ عَامِلٍ يَعْمَلُ بِخَصْلَةٍ مِنْهَا رَجَاءَ ثَوَابِهَا، وَتَصْدِيقَ مَوْعُودِهَا، إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ بِهَا الْجَنَّةَ».
(رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني)


أولاً. شرح المفردات:


● خَصْلَةً: الصفة أو الفعلة الحسنة، وهي هنا بمعنى: نوع من أنواع الخير والبر.
● أَعْلَاهُنَّ: أعلاها منزلةً وفضلاً.
● مَنِيحَةُ الْعَنْزِ: أن يعير الشخص لأخيه المسلم عنزة (أنثى المعز) لينتفع بلبنها ثم يردها إليه. وهي صورة من صور التعاون والإحسان.
● رَجَاءَ ثَوَابِهَا: أن يعمل العمل وهو يطلب ويأمل ثواب الله تعالى عليه.
● تَصْدِيقَ مَوْعُودِهَا: أن يصدق بوعد الله تعالى بالثواب على هذه الأعمال، فهو يعمل عن يقين وإيمان.


ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن هناك أربعين خصلة (أي: أربعين نوعاً من أنواع الخير والبر والإحسان)، وأفضلها وأعلاها درجة هو إعارة العنز لمن يحتاج لبنها لينتفع به، ثم يردها إلى صاحبها. وهذا العمل يبدو بسيطاً جداً، ولكنه يحمل في طياته معاني عظيمة من التعاون والتكافل وتفريج الكرب عن المسلم أخيه.
ثم يبين النبي صلى الله عليه وسلم الشرط الأساسي لحصول هذا الأجر العظيم، وهو أن يعمل المسلم أي خصلة من هذه الخصال:
1- رَجَاءَ ثَوَابِهَا: أي أن يكون قصده ونيته هو طلب الأجر والثواب من الله تعالى، لا المُراءاة أو السمعة أو أي غرض دنيوي.
2- وَتَصْدِيقَ مَوْعُودِهَا: أي أن يكون مؤمناً مصدقاً بوعد الله تعالى الذي وعده به على هذه الأعمال، وهو دخول الجنة. فهو يعمل عن يقين، لا عن شك أو تردد.
فمن جمع بين عمل الخير، وإخلاص النية لله، والإيمان بوعد الله، فإن الله تعالى سيدخله الجنة بهذا العمل، حتى لو كان بسيطاً في ظاهره.


ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- سعة رحمة الله تعالى: فالله تعالى يفتح لعباده أبواباً كثيرة للخير، ويجزي على الأعمال اليسيرة الثواب العظيم، تكرمًا منه وجودًا.
2- الإخلاص شرط القبول: ليس المهم كثرة العمل، ولكن إخلاص النية لله تعالى والصدق في طلب الأجر منه.
3- قيمة الأعمال الصغيرة: لا تحتقرن أي عمل خير، فرب عمل صغير تعده تافهاً يكون عند الله عظيماً، وهو سبب لدخول الجنة.
4- التكافل الاجتماعي: الحديث يحث على التعاون والإحسان بين المسلمين، وأبسط صوره (كإعارة الدلو أو الإناء أو الحيوان للانتفاع به) مما يقوي أواصر المحبة في المجتمع.
5- الترغيب في البر: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم العدد (أربعين) للتنبيه على كثرتها وتنوعها، ليتسابق المسلمون في فعلها. وقد ذكر العلماء بعض هذه الخصال، مثل: إماطة الأذى عن الطريق، الأمر بالمعروف، النهي عن المنكر، رد السلام، عيادة المريض، إغاثة الملهوف، وغيرها من أعمال البر.


رابعًا. معلومات إضافية:


- لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم الخصال الأربعين كلها تفصيلاً في هذا الحديث، وإنما ذكر أعلاها، وحث على العمل بأي منها. وهذا من حكمته صلى الله عليه وسلم، ليبحث المسلم عن الخير ويجتهد في تحصيله.
- هذا الحديث يدخل في باب "الترغيب في أعمال البر"، وهو من الأحاديث التي تزرع الأمل في نفوس المسلمين، وتشجعهم على عمل الخير مهما كان صغيراً.
- ينبغي للمسلم أن يستحضر هذين الشرطين (الرجاء والتصديق) في كل عمل يقربه إلى الله، حتى يكتب له القبول والثواب.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يوفقنا لعمله الصالح الذي يرضيه، ويدخلنا جناته برحمته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الهبة (٢٦٣١) عن مسدد، حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن أبي كبشة السلولي، سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص، فذكره.
قال حسان: فعددنا ما دون منيحة العنز، من رد السلام، وتشميت العاطس، وإماطة الأذى عن الطريق، ونحوه فما استطعنا أن نبلغ خمس عشرة خصلة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 45 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: منيحة العنز تدخل الجنة

  • 📜 حديث: منيحة العنز تدخل الجنة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: منيحة العنز تدخل الجنة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: منيحة العنز تدخل الجنة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: منيحة العنز تدخل الجنة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب