إن مما أدرك الناس من أمر النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت

حديث: إن مما أدرك الناس من أمر النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت

عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله ﷺ: «إن مما أدرك الناس من أمر النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت».

صحيح: رواه أحمد (٢٣٢٥٤)، والبزار (٢٨٣٥) كلاهما من طريق أبي معاوية، حدثنا أبو مالك الأشجعي (واسمه سعد بن طارق بن أشيم)، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله ﷺ: «إن مما أدرك الناس من أمر النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقول.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، الذي جمع جوامع الكلم، وقد رواه الإمام البخاري في صحيحه.

أولاً. شرح المفردات:

● أدرك الناس: بلغهم وصار عندهم من العلم والحكمة.
● أمر النبوة الأولى: الحكمة والموعظة التي كانت في شرائع الأنبياء السابقين، والتي أقرها الإسلام.
● إذا لم تستحي: إذا فقدت الحياء، وهو الخلق الكريم الذي يردع عن القبائح.
● فاصنع ما شئت: افعل ما تريد دون مانع أخلاقي أو ديني داخلي.

ثانياً. شرح الحديث:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الكلمة العظيمة هي من الحكم الباقية التي ورثتها الأمة عن شرائع الأنبياء السابقين، والتي جاء الإسلام مؤكداً عليها ومقراً لها.
والحديث يحمل معنى وعظياً بليغاً، فهو على وجهين من التفسير، كلاهما صحيح:
1- معنى التحذير والوعيد: أي إذا تجرأت وفقدت الحياء الذي هو من الإيمان، فافعل ما شئت من المعاصي والآثام، ولكن اعلم أن الله سيجازيك على ذلك. فهو تهديد ووعيد، كقول القائل لعدوه: "افعل ما شئت فسوف تندم". وهذا تحذير من التمادي في المعصية عند فقدان الحياء.
2- معنى الإخبار والواقع: أي أن الإنسان إذا فقد الحياء، فإنه لا يبالي بما يصنع، فيفعل كل ما يخطر بباله من الشرور دون حياء من الله أو من الناس. فهو وصف لحالة من يفقد هذا الخلق العظيم، وكيف أن حياته تصبح بلا ضوابط.
والحياء هنا هو الحياء الشرعي، الذي هو خلق يبعث على ترك القبائح، ويمنع من التقصير في حق الله أو حقوق الناس.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- مكانة الحياء في الإسلام: الحديث يرفع من شأن خلق الحياء، ويبين أنه من الوصايا العالمية التي جاءت بها جميع الشرائع السماوية.
2- الحياء من الإيمان: فقد روى البخاري ومسلم أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان». ففقدان الحياء يعني نقصاً في الإيمان.
3- الحياء لا يأتي إلا بخير: كما في الصحيحين عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الحياء لا يأتي إلا بخير». فهو مانع من الوقوع في المعاصي والمنكرات.
4- الفرق بين الحياء والخجل المذموم: الحياء الشرعي هو الذي يمنع من القبائح، أما الخجل الذي يمنع من طلب العلم أو قول الحق أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهو مذموم ولا علاقة له بحياء النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

رابعاً. معلومات إضافية:

● الحياء من الله: أعلى درجات الحياء، وهو أن يستحي العبد من ربه أن يراه حيث نهاه، أو يفقده حيث أمره.
● الحياء من الملائكة: كما في حديث أن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم.
● الحياء من الناس: وهو الذي يحفظ المجتمع ويصون العلاقات.
نسأل الله أن يلبسنا لباس الحياء والإيمان، وأن يجعلنا ممن يستحي منه حق الحياء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٣٢٥٤)، والبزار (٢٨٣٥) كلاهما من طريق أبي معاوية، حدثنا أبو مالك الأشجعي (واسمه سعد بن طارق بن أشيم)، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، قال: فذكره. وإسناده صحيح.
قال البزار: «هذا الحديث قد اختلفوا فيه عن ربعي فقال منصور: عن ربعي عن أبي مسعود، وقال أبو مالك: عن ربعي، عن حذيفة».
قال الأعظمي: ولا يمنع أن يكون ربعي بن حراش سمع الحديث مرة عن أبي مسعود، ومرة عن حذيفة.
فلا يعل أحدهما بالآخر وقد ذهب إليه الحافظ في الفتح (٦/ ٥٢٣) فقال: «ليس ببعيد أن يكون
ربعي سمعه من أبي مسعود وحذيفة».
وذهب بعض أهل العلم إلى ترجيح حديث أبي مسعود على حديث حذيفة، والمنهجان معروفان عند أهل العلم بالحديث.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 32 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن مما أدرك الناس من أمر النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت

📜 حديث: إن مما أدرك الناس من أمر النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إن مما أدرك الناس من أمر النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إن مما أدرك الناس من أمر النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إن مما أدرك الناس من أمر النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية