حديث: الله رفيق يحب الرفق ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل الرفق

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف».

حسن: رواه ابن ماجه (٣٦٨٨)، والبزار في مسنده (٩٢٥٣)، وصحّحه ابن حبان (٥٤٩) كلهم من طريق إسماعيل بن حفص الأبلي قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر حديث عظيم، رواه الإمام مسلم في صحيحه، وغيره، وهو من الأحاديث التي تدل على سعة رحمة الله تعالى وفضل الرفق في كل شيء.

أولاً. شرح المفردات:


● رَفِيقٌ: صيغة مبالغة من الرفق، أي: شديد الرفق بعباده، يتأنى بهم، ولا يعاجلهم بالعقوبة، ويرفق بهم في تدبير أمورهم وأحوالهم.
● يُحِبُّ الرِّفْقَ: الرفق هو: اللين واللطف والتأني وعدم العجلة والشدّة في الأمور. فهو يحب هذه الصفة في أفعاله وأفعال عباده.
● وَيُعْطِي عَلَيْهِ: أي يمنح الثواب والعطاء بسبب الرفق.
● مَا لَا يُعْطِي عَلَى العُنْفِ: العنف هو ضد الرفق، وهو الشدة والغلظة والقسوة. فالعطاء والثواب المترتب على الرفق يفوق بكثير ما قد يترتب على العنف، حتى لو كان العنف في أمر مباح أو طاعة.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن صفة من صفات الله تعالى الجليلة، وهي الرفق، فهو سبحانه رفيق في أفعاله وتدبيره لشؤون خلقه. لا يعاجل العصاة بالعقوبة، بل يمهلهم ليتوبوا، ويرفق بهم في تقليب الأحوال.
ثم يخبرنا أن الله تعالى يحب أن يتصف عباده بهذه الصفة الحميدة في كل شؤونهم: في تعاملهم مع أنفسهم، مع أهليهم، مع جيرانهم، في تجارتهم، في دعوتهم للناس، وفي جميع أمور الحياة.
والجزاء من جنس العمل، فمن تحلى بالرفق فإن الله سيعطيه من الخير والثواب والبركة في أمره ما لا يعطيه لو استخدم العنف والشدة. فالعنف قد يحقق نتيجة سريعة أحياناً، ولكن الرفق يحقق نتائج أعظم وأبقى، ويجلب محبة الناس وودهم، ويحفظ العلاقات، وينشر الخير.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- التخلق بخلق الرفق: يجب على المسلم أن يجعل الرفق منهجاً له في الحياة، فهو طريق محبة الله وتحقيق الخير.
2- الرفق في الدعوة إلى الله: من أعظم مجالات الرفق الدعوة إلى الدين، فالداعي الذي يكون رفيقاً ليناً مؤثرٌ أكثر من الذي يكون عنيفاً فظاً، كما قال الله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159].
3- الرفق في المعاملة: في البيع والشراء، ومع الخدم والعمال، ومع الزوجة والأولاد، فالرفق يجلب البركة ويذهب الشحناء.
4- الرفق مع النفس: فلا يحمل الإنسان نفسه فوق طاقتها في العبادة أو العمل، بل يعاملها بالرفق والتوسط والاعتدال كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم.
5- تفضيل الرفق على العنف: حتى في الأمور التي يظن فيها أن العنف هو الحل، فإن الحديث يرشدنا إلى أن عطاء الله على الرفق أكبر وأعظم.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب "الترغيب في حسن الخلق".
- جاءت أحاديث أخرى تؤكد هذا المعنى، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ» (رواه مسلم).
- الرفق ليس ضعفاً أو هواناً، بل هو قوة وحكمة، وهو خيار الأقوياء الحكماء.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الرفق واللين، وأن يرزقنا حسن الخلق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٣٦٨٨)، والبزار في مسنده (٩٢٥٣)، وصحّحه ابن حبان (٥٤٩) كلهم من طريق إسماعيل بن حفص الأبلي قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي بكر بن عياش فإنه حسن الحديث.
وقد روي بإسناد آخر وهو ما أخرجه البزار - كشف الأستار - (١٩٦٤) من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر، عن ابن شهاب، عن عروة، عن أبي هريرة، فذكره.
قال البزار: «لا نعلم رواه عن الزهري هكذا إلا عبد الرحمن وهو لين الحديث».
قال الأعظمي: إلا أنه يقويه الإسناد الأول وبهذا يكون الحديث حسنا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 23 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الله رفيق يحب الرفق ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف

  • 📜 حديث: الله رفيق يحب الرفق ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الله رفيق يحب الرفق ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الله رفيق يحب الرفق ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الله رفيق يحب الرفق ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب