حديث: الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل الرفق

عن عائشة عن النبي ﷺ قال: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه».

صحيح: رواه مسلم في البر والصلة (٢٥٩٤: ٧٨) عن عبيد الله بن معاذ العنبري، حدثنا أبي، حدثنا شعبة، عن المقدام (هو ابن شريح بن هانئ)، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة عن النبي ﷺ قال: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه».

أولاً. شرح المفردات:


● الرفق: هو اللين واللطف والتأني في الأمور، وعدم التعنف أو التشدد.
● زانه: من الزينة، أي حسَّنه وجمَّله وأضاف إليه بهاءً وجمالاً.
● ينزع: يُسلب ويُنتزع.
● شانه: عابه وأفسده وجعله قبيحاً.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العظيم أن الرفق -وهو الخلق الكريم الذي يجمع بين اللين والحكمة- إذا وجد في أي أمر من أمور الحياة، فإنه يزيده جمالاً وحسناً، ويجعله مقبولاً محبوباً. وإذا فُقِد الرفق من شيء، وحل محله العنف والفظاظة، فإن ذلك الشيء يفقد جماله وقيمته، ويصبح معيباً ومكروهاً.
وهذا الحكم عام يشمل جميع شؤون الحياة: في التعامل مع الناس، وفي الدعوة إلى الله، وفي التربية، وفي القضاء، وفي السياسة، بل حتى في التعامل مع الحيوان.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:


1- فضل الرفق: الحديث يبين فضل الرفق ومكانته في الإسلام، وأنه خلق عظيم يجلب الخير ويحسن الأمور.
2- ذم العنف والفظاظة: كما أن الرفق يزين الشيء، فإن نزعه يشينه، وهذا تحذير من الغلظة والخشونة في القول والفعل.
3- الرفق في الدعوة: على الداعية أن يكون رفيقاً ليناً في دعوته، كما قال الله تعالى: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل:125].
4- الرفق في المعاملة: في التعامل مع الأهل والأولاد والجيران والناس جميعاً، فإن الرفق يجلب المحبة ويزيل الشحناء.
5- الرفق مع النفس: حتى في تعامل الإنسان مع نفسه، فلا يشدد عليها تشديداً يضرها، بل يكون رفيقاً بها ضمن حدود الشرع.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، فهو قليل اللفظ كثير المعنى.
- جاءت أحاديث أخرى تؤكد على فضل الرفق، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «من يحرم الرفق يحرم الخير كله» (رواه مسلم).
- الرفق لا يعني الضعف أو التهاون في الحق، بل هو القوة مع الحكمة، واللين في غير ضعف، والشدة في غير عنف.
- من الأمثلة العملية على الرفق: رفق النبي صلى الله عليه وسلم بالشاب الذي استأذنه في الزنا، حيث لم يعنفه بل قربه منه وحاوره حتى زال عنه تلك الفكرة.
نسأل الله أن يجعلنا من أهل الرفق واللين، وأن يبعد عنا الغلظة والفظاظة، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في البر والصلة (٢٥٩٤: ٧٨) عن عبيد الله بن معاذ العنبري، حدثنا أبي، حدثنا شعبة، عن المقدام (هو ابن شريح بن هانئ)، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
ورواه (٢٥٩٤: ٧٩) من طريق محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، سمعت المقدام بن شريح بن هانئ بهذا الإسناد، وزاد في الحديث: ركبت عائشة بعيرا فكانت فيه صعوبة فجعلت تردده، فقال لها رسول الله ﷺ: «عليك بالرفق» ثم ذكر بمثله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 18 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه

  • 📜 حديث: الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب