حديث: من لا يشكر الناس لا يشكر الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الشكر على المعروف

عن الأشعث بن قيس قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس».

حسن: رواه أحمد (٢١٨٣٨) عن وكيع، عن سفيان، عن سلم بن عبد الرحمن، عن زياد بن كليب، عن الأشعث بن قيس فذكره.

عن الأشعث بن قيس قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأقوم بشرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث:


عن الأشعث بن قيس قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس». رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.


1. شرح المفردات:


● يَشْكُرُ: الشكر هو الاعتراف بالإحسان والثناء عليه، ومقابلة النعمة بالقول الطيب والفعل الحسن.
● الله: اسم علم على الذات الإلهية، الخالق الرازق المحسن المنعم.
● النَّاس: جمع إنسان، ويقصد بهم هنا بنو آدم عمومًا، وخصوصًا من أسدى إليك معروفًا أو صنع إليك خيرًا.


2. شرح الحديث:


معنى هذا الحديث النبوي العظيم واضح وجلي، وهو يربط بين شكر الخالق وشكر المخلوق.
فالنبي ﷺ يخبرنا أن من صفاته أنه لا يشكر الله حق شكره ذلك الشخص الذي لا يشكر الناس على إحسانهم إليه ومعروفهم له.
والعلاقة بينهما:
* شكر الله هو الأصل: فالله هو المنعم الحقيقي، وهو مصدر كل نعمة. فالنعمة التي تأتيك على يد شخص ما هي في حقيقتها من الله تعالى، الذي سخر لك هذا الإنسان ليقضي حاجتك.
* شكر الناس تبعٌ لشكر الله: فمن كان شاكرًا لله حق الشكر، عرف قيمة النعمة وعرف من هو مسخرها له، فيشكر الله أولاً، ثم يشكر الإنسان الذي كان سببًا في وصول هذه النعمة إليه. فشكر الناس يكون بالثناء عليهم والدعاء لهم ومكافئتهم إن أمكن، والاعتراف بفضلهم.
* جحود نعمة الوسيلة دليل على جحود نعمة الأصل: فمن ينكر المعروف الذي يصله من الناس، ويجحده، ولا يعترف به، فهذا دليل على خُلُقٍ ذميم ونفسٍ شحيحة، وهي نفسها التي قد لا تقدر نعم الله تعالى حق قدرها، فتنسب النعم إلى نفسها أو إلى غير الله.


3. الدروس المستفادة منه:


1- أهمية شكر الناس: جعل النبي ﷺ شكر الناس من مكارم الأخلاق ومن صفات المؤمن الكامل، بل جعله مظهرًا من مظاهر شكر الله تعالى.
2- الاعتراف بالجميل: الإسلام يحث على الاعتراف بالجميل وعدم نسيان المعروف، حتى ولو كان صغيرًا. قال ﷺ: «مَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ».
3- ربط العلاقات الاجتماعية: هذا الحديث يبني مجتمعًا متماسكًا قائمًا على التقدير والاحترام المتبادل، بدلًا من الجحود والأنانية.
4- كيفية شكر الناس: يكون شكر الناس بالقول الطيب كأن تقول لمن أحسن إليك: "جزاك الله خيرًا"، "بارك الله فيك"، وبالدعاء لهم، وبالمكافأة بالمثل إذا استطعت، وبنشر فضائلهم والثناء عليهم.
5- التوازن في الشكر: لا يعني شكر الناس أن ننسى أن الله هو المصدر الحقيقي للنعم، بل نشكره أولاً ونشكر من كان وسيلةً فيها.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من جوامع كلم النبي ﷺ، فهو قليل اللفظ واسع المعنى.
- يستدل به العلماء على أن شكر الناس من الدين، وأنه ليس مجرد خُلُقٍ اجتماعي فحسب، بل هو مرتبط بعبادة المسلم لربه.
- من الأمثلة العملية على شكر الناس: شكر الوالدين، وشكر المعلم، وشكر الصديق، وشكر من قدم لك خدمة أو مساعدة حتى ولو كانت بسيطة.
- يحذر الحديث من نكران الجميل وجحود المعروف، وهي من الصفات الذميمة التي تُنْقِصُ إيمان العبد.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢١٨٣٨) عن وكيع، عن سفيان، عن سلم بن عبد الرحمن، عن زياد بن كليب، عن الأشعث بن قيس فذكره.
رجاله ثقات، وظاهر إسناده الصحة إلا أن فيه انقطاعا فإن زياد بن كليب لم يدرك الأشعث بن قيس لأنه توفي سنة (٤٠ هـ) ومات زياد بن كليب سنة (١١٩ هـ) فبين وفاتيهما نحو ثمانين عاما، ولم أقف على عمره عند وفاته.
وتابعه عبد الرحمن بن عدي عن الأشعث بن قيس. رواه البيهقي في الشعب (٨٦٩٩)، وفي السنن (٦/ ١٨٢) من طريق محمد بن طلحة، عن عبيد الله بن شريك، عن عبد الرحمن بن عدي به، فذكره.
وعبد الرحمن بن عدي لم يرو عنه غير عبد الله بن شريك، وبهذين الإسنادين يرتقي الحديث إلى درجة الحسن.
وفي معناه ما روي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ﷺ قال: «من لم يشكر الناس لم يشكر الله».
رواه الترمذي (١٩٥٥)، وأحمد (١١٢٨٠) كلاهما من حديث ابن أبي ليلى، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.
وابن أبي ليلى هو محمد بن عبد الرحمن سيء الحفظ، ولكن تابعه مطرف بن طريف، عن عطية عند الطبراني في الأوسط (٣٦٠٦)، وعلته عطية وهو ابن سعد بن جنادة وهو يخطئ كثيرا يحتاج إلى متابعة، ولم أجده.
وفي معناه أيضا ما روي عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله ﷺ: «أشكر الناس لله، أشكرهم للناس».
رواه الطبراني في الكبير (١/ ١٣٥)، والبيهقي في الشعب (٨٦٩٧) وفيه عبد المنعم بن نعيم الأسواري أبو سعيد المصري صاحب السقاء ضعيف عند جمهور أهل العلم. قال الحافظ في
التقريب: «متروك» وبه أعله الهيثمي في المجمع (٨/ ١٨١).
معنى الحديث: من كان في عادته أن لا يشكر الناس على معروفهم وهم حاضرون فكيف يشكر الله على إحسانه وهو لا يرى اللهَ عز وجل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 61 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من لا يشكر الناس لا يشكر الله

  • 📜 حديث: من لا يشكر الناس لا يشكر الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من لا يشكر الناس لا يشكر الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من لا يشكر الناس لا يشكر الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من لا يشكر الناس لا يشكر الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب