حديث: من أعطي عطاء فوجد فليجز به

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الشكر على المعروف

عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله ﷺ: «من أعطي عطاء فوجد فليجز به، فإن لم يجد فليثن به، فمن أثنى به فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره».

حسن: رواه أبو داود (٤٨١٣) عن مسدد، حدثنا بشر، حدثني عمارة بن غزية، قال: حدثني رجل من قومي عن جابر بن عبد الله، قال: فذكره.

عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله ﷺ: «من أعطي عطاء فوجد فليجز به، فإن لم يجد فليثن به، فمن أثنى به فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وصححه الألباني، يحمل في طياته أخلاقاً عظيمة، وآداباً سامية في التعامل مع النعم والمعروف الذي يبذله الآخرون. وإليك الشرح المفصل:

أولاً. شرح المفردات:


● أُعْطِيَ عَطَاءً: أي أُهدي إليه هدية، أو أُسدِي إليه معروفٌ مادي أو معنوي.
● فَوَجَدَ: أي وجد ما يكافئ به، وقدرة على مكافأة المُعطي بمثل هديته أو خيرٍ منها.
● فَلْيَجْزِ بِهِ: أي فليكافئه بمثل ما أعطاه أو أفضل منه.
● فَلْيُثْنِ بِهِ: أي فليذكر محاسن ذلك العطاء والمعروف، ويمدح فاعله ويشكره.
● فَقَدْ شَكَرَهُ: أي فقد أدى شكر ذلك المعروف.
● فَقَدْ كَفَرَهُ: أي جحد النعمة وكفرها، ولم يؤدِّ حقها.

ثانياً. شرح الحديث:


يوجه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى أدب عظيم في رد الجميل وشكر المعروف. فيحدد النبي صلى الله عليه وسلم طريقين لشكر المحسن:
1- المكافأة بالمثل: وهذا هو الدرجة الأولى والأكمل، وهي أن يرد الشخص المعروف بمثله إذا كان قادراً على ذلك، قال تعالى: *{هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}* [الرحمن: 60]. وهذا يشعر المُحسن بالتقدير ويقوي أواصر المودة.
2- الثناء والدعاء: إذا لم يكن لدى الشخص المقدرة على مكافأة المُحسن مادياً، فلا يترك الأمر هكذا، بل ينتقل إلى خيار آخر لا يكلف مالاً ولكن قيمته عظيمة، ألا وهو الثناء على المحسن والدعاء له بخير، وذكر فضله وإحسانه بين الناس. وهذا من أعظم أنواع الشكر، وهو شكر اللسان.
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم حكم من فعل كل خيار:
- فمن أثنى على محسنه وشكر له فعله، فقد أدى حق الشكر وأبرأ ذمته.
- ومن كتم هذا المعروف ولم يشكره لا بالمال ولا بالثناء، فكأنه جحد النعمة وكفرها، وهذا من كفران النعم الذي حذر الله منه.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- وجوب شكر المحسن: شكر الإنسان على معروفه ليس فقط من الآداب الرفيعة بل هو من الحقوق الواجبة، وهو من كمال الإيمان وحسن الإسلام.
2- مرونة الإسلام ويسره: شرع الإسلام طرقاً متعددة لأداء الشكر تناسب حال كل شخص، فمن عجز عن المال له بديل يعبر به عن امتنانه.
3- قوة تأثير الكلمة الطيبة: الثناء والدعاء للمحسن له أجر عظيم ووقع في النفس، وقد يكون أبلغ من المال في بعض الأحيان.
4- تحذير من كفران النعم وجحود المعروف: الحديث يحذر من خطورة كتم الإحسان وعدم الاعتراف به، فهو من صفات النفوس الجاحدة التي لا تفلح.
5- بناء المجتمعات المترابطة: هذه الآداب تبني مجتمعاً تسوده المحبة والتعاون، حيث يشعر المحسن بقيمة فعله، ويشجع على الاستمرار في البذل والعطاء.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب "شكر النعم" و"رد الجميل".
- من أقوال السلف: "مَنْ لم يشكر الناس لم يشكر الله"، يعني أن شكر الناس على إحسانهم دليل على شكر الله لنعمه.
- يستحب الدعاء للمحسن بما ورد، مثل: "جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا"، أو "بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيْمَا أَعْطَيْتَ".
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٨١٣) عن مسدد، حدثنا بشر، حدثني عمارة بن غزية، قال: حدثني رجل من قومي عن جابر بن عبد الله، قال: فذكره.
قال أبو داود: «رواه يحيى بن أيوب، عن عمارة بن غزية، عن شرحبيل، عن جابر».
وهذا الذي ذكره أبو داود معلقا وصله البخاري في الأدب المفرد (٢١٥) عن سعيد بن عفير، حدثنا يحيى بن أيوب، عن عمارة بن غزية به مثله وزاد في آخره: «ومن تحلى بما لم يُعطَ، فكأنما لبس ثوبي زور».
وشرحبيل هو ابن سعد المدني متكلم فيه إلا أن للحديث إسنادا آخر يقوّيه وهو ما رواه ابن عدي في الكامل (١/ ٣٥٦) من طريق أيوب بن سويد، عن الأوزاعي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر به نحوه.
وأيوب بن سويد هو الرملي ضعيف الحديث. وبالإسنادين يرتقي الحديث إلى درجة الحسن إن شاء الله.
قوله: «من كتمه فقد كفره» أي كفر تلك النعمة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 62 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أعطي عطاء فوجد فليجز به

  • 📜 حديث: من أعطي عطاء فوجد فليجز به

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أعطي عطاء فوجد فليجز به

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أعطي عطاء فوجد فليجز به

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أعطي عطاء فوجد فليجز به

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب